عندما يشتكي عضو في المجتمع يتداعى له المجتمع وقيادته، هكذا علّمنا القائد المؤسس، وهكذا تحرص قيادتنا الرشيدة.
"حكومة الإمارات تجتمع وتوجه طاقاتها استجابة لنداء مواطن، وتخصص 11 مليار درهم مساعدات اجتماعية لفئات ذوي الدخل المحدود كافة"، هكذا غرّد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تعليقاً على حضور المواطن علي المزروعي اجتماع مجلس الوزراء الأخير، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
عندما يشتكي عضو في المجتمع يتداعى له المجتمع وقيادته، هكذا علمنا القائد المؤسس، وهكذا تحرص قيادتنا الرشيدة، التي تضع إسعاد المواطن في صلب اهتماماتها وصدارة أولوياتها
هذا الموضوع يجسد بكل عمق سمات القيادة وعلاقاتها بالشعب في دولة الإمارات، حيث غرس القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- منظومة قيم ومبادئ تستهدف الإنسان وتضعه في المرتبة الأولى من اهتمامات القيادة، فقد اعتبر منذ بدايات تأسيس اتحادنا المجيد أن "الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة، وأن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض"، لذا ليس غريباً أن تستنفر جهود الحكومة بأكملها؛ لتبحث عن حلول جماعية لمشكلة فردية.
ولأن هذا ما غرسه زايد، طيب الله ثراه، فلم يكتف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتوجيه بتوفير احتياجات المواطن في خلال أربع وعشرين ساعة، بل وجّه فوراً وزيرة التنمية الاجتماعية بعرض خطة مساعدة ذوي الدخل المحدود في الدولة على اجتماع مجلس الوزراء، وعرض مرئيات واضحة لخطة الوزارة في هذا الشأن، واتخذ خلال الاجتماع قراراً بتخصيص 11 مليار درهم لمساعدة هذه الفئة.
هذا النمط من التفاعل بين الشعب والقيادة، يمثّل إحدى سمات خصوصية نموذج الحكم في دولة الإمارات، الذي يمتلك سمات عدة متفردة لا تقتصر على نهج الشورى الراسخ في الثقافة السياسية المحلية، بل تشمل أيضاً التلاحم والتفاعل المباشر، الذي نجده في مناسبات وطنية واجتماعية ومجتمعية عديدة.
عندما يشتكي عضو في المجتمع يتداعى له المجتمع وقيادته، هكذا علمنا القائد المؤسس، وهكذا تحرص قيادتنا الرشيدة، التي تضع إسعاد المواطن في صلب اهتماماتها وصدارة أولوياتها.
الشكوى قد لا تكون هي الخبر، بلغة الإعلام، بل الاستجابة المتفردة هي الخبر، فالشكوى أياً كان مصدرها وفي أي دولة كانت، واردة ومحتملة، ويمكن علاجها والتعامل مع أسبابها على مستويات إدارية وتنفيذية مختلفة، ولكن عندما تأتي الاستجابة من قمة الهرم الحكومي، وبقرارات تدرس الأسباب وتتصدى لها بشكل جماعي وفي توقيت قياسي، وتتعامل مع الشكوى من منظور المسؤولية الحقيقية، فإننا بصدد نموذج حكم متفرد يؤمن برسالته حياله شعبه ومواطنيه، ويدرك حجم مسؤولياته عن معاناة أي فرد في مجتمع لا يترك فرصة ولا مناسبة إلا ويعبر فيها عن عميق إخلاصه وكامل حبه وولائه للقيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ
السعادة الحقيقية ليست فقط في المؤشرات والتقارير الدولية التي تعكس بصدق واقع التنمية بدولة الإمارات في مختلف المجالات، ولكنها أيضاً تتجلى في تفاعل القيادة مع واقع مواطنيها، وتحول مبادئها وقناعاتها وقيمها إلى سلوك يمشي على الأرض وقدوة تحتذى للمسؤولين، هكذا يفعل قادتنا، وهكذا يستحق شعبنا، وهكذا أيضاً تمضي مسيرة الإمارات وتحلق في فضاءات النجاح والتميز والإبداع والتفوق، ليس بالثروة ولا اعتماداً على المقدرات الاقتصادية التي ننعم بها والحمد لله، ولكن بثقة الشعب بقيادته، وإيمان القيادة بقدرات شعبها وسهرها وحرصها على رعاية مصالحه، والاستماع الدائم إلى صوت كل فرد من أفراد الشعب دون كلل أو ملل.
عندما تتحدث قيادتنا الرشيدة عن تحويل السعادة والإيجابية إلى أسلوب حياة في مجتمع الإمارات، فإنها تضع هدفاً بالغ الأهمية، ويتطلب أدوات لتنفيذه، وفي القلب من ذلك يأتي تمكين المجتمع بكل فئاته، وهي المهمة الأكثر التصاقاً ببناء البشر، وتعميق إحساس المواطنة لدى الجميع، باعتبار أن الهدف لا يقتصر على توفير مجمل مقومات الحياة الكريمة للمواطنين كسبيل للسعادة، ولكن أيضاً بمشاركة المواطنين في تحقيق واختيار سبل سعادتهم والمشاركة في صنع قرارات التنمية المجتمعية، وبالشكل الذي يعزز جودة الأداء التنفيذي، ويكرس التلاحم بين الشعب وقيادته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة