إن أجواء الفرح والبهجة التي تعم الإمارات في يومها الوطني الـ46 ما هي إلا تأكيد على حجم الفخر والاعتزاز بهذا الوطن وبقيادته الرشيدة
إن أجواء الفرح والبهجة التي تعم الإمارات في يومها الوطني السادس والأربعين ما هي إلا تأكيد على حجم الفخر والاعتزاز بهذا الوطن وبقيادته الرشيدة، فما حققته الإمارات العربية المتحدة، خلال هذه الفترة، لم يعد بمثابة إنجازات أو أرقام يتم تخليدها في أرفف المكتبات أو ضمن أنظمة الأرشفة والتأريخ، لأن ما يحدث اليوم على هذه الأرض المعطاءة إنما هو تطبيق واقعي لمفهوم استشراف المستقبل.
بيد أن الإمارات وقيادتها قد تخطّت ذلك إيضاً وأنشأت للمستقبل متحفاً، لأن طموح أبنائها ورؤيتهم اللامتناهية في الإنجاز والابتكار جعلت من المستقبل ماضياً تمت مناقشته ووضع الاستراتيجيات والخطط للتعامل معه.
إن نجاح النموذج الإماراتي في إيجاد كيان اتحادي ناجح ومستمر بكل ثبات وقوة، في الوقت الذي فشلت فيه كل التجارب الوحدوية في وطننا العربي، إنما هو تأكيد على مدى إخلاص الآباء المؤسسين للاتحاد عندما عقدوا العزم على وضع اللبنة الأولى لهذا الكيان الوحدوي الفريد، وتلك الجهود والتضحيات التي بذلها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والذي خلق للإمارات صيتاً واسماً وصل صداهما إلى مشارق الأرض ومغاربها، وبات الجميع يذكر اسم الإمارات المقترن بالخير والعطاء وعون المحتاج، ونشر السلم والسلام والتسامح في العالم أجمع.
وقد استلم الراية بكل أمانة ومسؤولية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، والذي نقل دولة الاتحاد إلى مرحلة التمكين بكل حنكة وحكمة واقتدار، لتواصل الإمارات تفرّدها وتميّزها في تمتعها بعلاقات سياسية واقتصادية مبنيِّة على الاحترام المُتبَادل والمصالح المشتركة مع جميع دول العالم، وبات المواطن الإماراتي بفضل هذه السياسة الحكيمة يَحظى بكل تقدير واحترام في العالم أجمع، وباتت الإمارات قبلة لكل من يبحث عن الأمل والمستقبل والعيش الكريم، وهاهي دولة الاتحاد تتبوأ المراكز الأولى على كل المؤشرات التنموية والتعليمية والاقتصادية والعسكرية.
وما أن يُعلَن عن تصنيف أو مؤشر جديد إلا وقد تبوأت الإمارات المراكز الأولى على سلّم هذه المؤشرات التنموية والتنافسية، والتي تصدر عن منظمات وهيئات دولية مستقلة تتمتع بالحياد التام.
الإمارات هي ذلك الوطن الذي فتح قلبه للجميع للمساهمة بالخير للإنسانية وصناعة الأمل ورسم البهجة والفرح، وهي في الوقت ذاته ذلك الوطن الذي يملك الحزم والعزم والرجال الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على أمن أمتهم واستقرارها، ومحاربة الإرهاب والتطرف ونشر السلام ونصرة الحق.
إن ما شهده الجميع بالأمس في أوبريت "هنا المستقبل"، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات، ليس مجرد أوبريت يتم من خلاله عرض للأحلام والأمنيات، إنما هو واقع تعيشه الدولة بكل ما للكلمة من معنى، فالمستقبل نجده في مناهج التعليم وفي الجامعات وفي اهتمام القيادة ببرامج الابتعاث الدراسي في أرقى المؤسسات التعليمية وأندر التخصصات في العالم.
إن مشاريع الإمارات في الفضاء والطاقة النووية والذكاء الاصطناعي ومسرّعات المستقبل والطاقة المتجددة وعلوم الابتكار، لم تعد مجرد مصطلحات تسويقية يتم استخدامها في حملات العلاقات العامة وتحسين الصورة، ولم تعد مجرد حقائب وزارية شكليّة يتولاها عدد من الوزراء، بل باتت واقعاً ملموساً يسهم بشكل مؤثر في الناتج المحلي للدولة.
نعم، فاليوم تصدِّر الإمارات للعالم الطاقة المتجددة من خلال تلك المشاريع التي نفَّذتها في المملكة المتحدة وهولندا وإسبانيا، والمملكة العربية السعودية وفي الكثير من دول العالم.
واليوم تصدِّر الإمارات الصناعات العسكرية من أسلحة وطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار.
وبكل فخر تصنع الإمارات اليوم، هياكل وأجنحة الطائرات لشركتَيْ إيرباص وبوينج، من خلال الكوادر الوطنية العاملة في شركة ستراتا في مدينة العين.
واليوم أيضاً تقترب الإمارات من إطلاق أول قمر صناعي في العام المقبل، والذي تم تصنيعه بالكامل بأيادٍ إماراتية قد أُعدّت أكاديمياً وفنياً لتكون النواة الأولى لريادة الوطن في مجال الصناعات الفضائية على مستوى العالم.
واليوم تقترب الإمارات من البدء بتشغيل محطة براكة للطاقة النووية، والتي تم بناؤها في زمن قياسي لم يتعد العشر سنوات، وهي فترة قصيرة جداً لإنشاء مفاعلات نووية تعمل وفق البرامج السلمية التي تخدم البشرية والبيئة وفق أعلى شروط الأمن والسلامة.
ربما يجد القارئ العربي والغربي أن الإماراتيين يُبالغون في تصوير ما تعيشه دولتهم من تقدم وتنمية وازدهار، وعادة ما يحاول البعض أن يربط الإنجاز والتقدم الإماراتي بتلك الأبراج الشاهقة ومراكز التسوق الضخمة والحياة المُرفّهة التي يعيشها المواطن والمقيم على هذه الأرض، ولكن هذه دعوة صادقة للأشقاء العرب والأصدقاء في الغرب إلى محاولة التعرف عن قرب على النموذج الإماراتي في التنمية، واسألوا أقاربكم وأصدقاءكم الذين زاروا الإمارات أو أقاموا فيها، كيف وجدوا إرادة أبنائها وإخلاصهم لوطنهم؟، كيف وجدوا فيها العدل والأمن والأمان؟، وكيف ينعم فيها الجميع بممارسة حياتهم بكل حرية؟، وكيف وجدوا أبناء هذا الوطن وهم متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، ويفتخرون بتراثهم وتاريخهم العربي والإسلامي؟.
إن الإمارات هي ذلك الوطن الذي فتح قلبه للجميع للمساهمة بالخير للإنسانية، وصناعة الأمل ورسم البهجة والفرح، وهي في الوقت ذاته؛ ذلك الوطن الذي يملك الحزم والعزم والرجال الذين ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على أمن أمتهم واستقرارها، ومحاربة الإرهاب والتطرف ونشر السلام ونصرة الحق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة