الإمارات تحتضن «المعبد الهندوسي» في أبوظبي.. نموذج رائد للتعايش والمحبة
في دلالة جديدة على إعلاء قيم التسامح والتعايش والمحبة واحتضانها كل الأديان والأجناس، تفتتح الإمارات معبدا هندوسيا جديدا في أبوظبي.
وبحضور رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، تفتتح دولة الإمارات الصرح الهندوسي في العاصمة أبوظبي، الذي شيد بعد أقل من عام ونصف على تدشين معبد دبي.
وتم بناء المعبد الجديد من الحجر الرملي الوردي على قطعة أرض مساحتها 27 فداناً، مقدّمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إيجارا غير محدد المدة.
ويعد الصرح الجديد، الذي أقيم في مكان كان في يوم من الأيام رقعة من الصحراء بين أبوظبي ودبي، أول معبد هندوسي مبني بالحجارة في الشرق الأوسط ومزين بالشخصيات الدينية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، افتتحت الإمارات معبدا هندوسيا في دبي بتكلفة 16 مليون دولار، ليخدم آلافا من العمال الهندوس العمال القادمين من جنوب آسيا ويعيشون في الإمارة.
ويعكس افتتاح أول معبد هندوسي في أبوظبي عمق العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، ويبعث رسالة سلام من هذه المنطقة إلى العالم أجمع، كما يعكس امتداداً لإرث طويل من التعايش السلمي في الدولة منذ افتتاح أول معبد هندوسي في دبي عام 1958.
الإمارات أرض لتعايش الأديان
على مر عقود، قدمت دولة الإمارات نموذجاً رائداً للتعايش والمحبة والسلام، إذ احتضنت أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، تعيش في بيئة آمنة وداعمة تسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
ومن مساجد إلى كنائس وأخيرا معابد، دأبت حكومة الإمارات على افتتاح الصروح الدينية لمختلف الأديان والطوائف؛ تأكيدًا على حرية الدين والمعتقد التي تكفلها الدولة لجميع المقيمين على أراضيها.
وحتى الآن، تحتضن دولة الإمارات 76 كنيسة ودار عبادة لغير المسلمين، ما يمثل في مجمله صورة من صور التعايش والتسامح الذي تميزت به الدولة على مر عصور.
ليس هذا فقط، بل أيضا يكشف عن التزام الإمارات بترسيخ القيم الإنسانية الأساسية، مثل التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.
ويعد تنظيم دور العبادة خطوة إماراتية رائدة وفاعلة في دولة ترفع شعار الحريات والحقوق، إذ تضمن حصول رعايا الديانات الأخرى كافة على حقوقهم الإنسانية في ممارسة شعائرهم وتلبية احتياجاتهم الدينية.
تشريعات إماراتية لتنظيم عبادة غير المسلمين
حرصت دولة الإمارات على تنظيم دور العبادة لغير المسلمين، إذ أصدرت العديد من التشريعات الداعمة للتعايش السلمي على أرضيها، منها:
- القانون الاتحادي 2023
أصدرت دولة الإمارات قانوناً اتحادياً في عام 2023 لتنظيم دور العبادة لغير المسلمين وترسيخ قيم التسامح والتعايش، إذ يحرص القانون على المساواة القانونية التامة في المعاملة لكل دور وغرف العبادة بالدولة، أياً كانت الديانة أو الطائفة والعقائد، ويعمل على ربط الممارسات بتوافقها مع النظام العام والآداب العامة، بما يحقق المصلحة العامة في المجتمع.
- مرسوم الأحوال الشخصية
أصدرت الإمارات مرسوماً بقانون اتحادي في شأن الأحوال الشخصية المدنية لغير المسلمين؛ لدعم مساعي الدولة وطموحاتها ولتعزيز ريادتها كوجهة للتسامح والتعايش والاستقرار الأسري والتنوع الديمغرافي.
وتعكس القوانين الإماراتية احترام الدولة لمختلف الأديان والأعراق والشعوب، باعتبارها قيمة متجذرة في الثقافة الوطنية الإماراتية، كما أن التعددية وقبول الآخرين من مختلف الأديان جزء من سمات الشخصية الإماراتية.
جهود الإمارات في التعايش والتسامح
منذ تأسيس دولة الإمارات وقياداتها تبذل جهدا كبيرا لتطبيق قيم التسامح والتعايش والمحبة على أرضها وخارجها، لتصل أبوظبي إلى العقد الثالث من الألفية الجديدة وفي جعبتها إرث طويل الأمد من التعايش السلمي بدأ قبل أكثر من 70 عاما.
ففي عام 1951، زار الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الفاتيكان والعديد من المراكز الدينية الأخرى في أوروبا، في خطوة تعكس احترام قيادة دولة الإمارات وقبولها للآخر.
وبحلول الستينيات، تبرع الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان بقطعة أرض لبناء أول كنيسة في أبوظبي، التي افتتحت عام 1965 بحضور الشيخ زايد والشيخ شخبوط.
وفي فبراير/شباط 2019 استضافت دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً.
وخلال الحدث الضخم، وقع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، على "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، تحديدا يوم 4 فبراير/شباط 2019.
ونصت هذه الوثيقة التاريخية على أهمية تعزيز قيم السلام وحرية الاعتقاد والتعبير والممارسة وحرية الاختلاف، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
بعده، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يُعلن يوم 4 من فبراير/شباط كل عام "يوماً دولياً للأخوة الإنسانية" ضمن مبادرة قادتها كل من دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية.
وضمن جهودها لإحلال السلام والتسامح وضمان التعايش السلمي، أعادت الإمارات إعمار الكنائس في مدينة الموصل العراقية، وهي أول دولة في العالم تأخذ هذه البادرة، بهدف توفير دور عبادة للأشقاء المسيحيين في العراق.
الخطوة السابقة جاءت بالتزامن مع عمل دولة الإمارات على إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء.
أيضا أعلنت دولة الإمارات عن افتتاح مجمع "بيت العائلة الإبراهيمي" الذي يضم مسجداً، وكنيسة في العاصمة أبوظبي ليكون منبراً ورسالة على التعاون الإنساني بين مختلف الأديان.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز