قيادة الإمارات بنت الإنسان القادر الطموح، وزرعت الصحراء، وحولت أرضها خلال زمن قياسي إلى مشهد عمراني بديع، وأسست اقتصادا قويا طموحا
علاقة قيادة الإمارات بشعبها استثنائية ومميزة، تُدرَّس في عالم السياسة وعلوم الاجتماع والاقتصاد، علاقة لو طبقها العرب في هذا الزمن لكان حالنا مختلفاً.
عندما تلتحم القيادة بالشعب فلا بد أن يكون النجاح ثالثهما، وحين يعد القائد مواطنيه أبناء له، فلا بد أن يكون الحرص على التفوق هدفاً، وعندما يشعر كل فرد في المجتمع بأن مظلة القيادة تغطيه وترعاه وتوجهه فمن المؤكد أن العطاء يكون أولوية، وعندما يكون القائد ملهماً فلا بد من بلوغ العلا.
علاقة قيادة الإمارات بشعبها علاقة استثنائية مميزة، تصلح لأن تُدرَّس في عالم السياسة وعلوم الاجتماع والاقتصاد، علاقة لو طبقها العرب في هذا الزمن لكانت حالنا مختلفة، ولكنا موحدين كما هي حال الإمارات
هذه هي حال الإمارات، حيث يعيش أبناؤها بفئاتهم وشرائحهم كافة انسجاماً مثالياً مع قيادتها، يتعلمون وينجزون وينجحون، والنتيجة.. دولة رفاهية قوية عصرية تنموية قل مثيلها في هذا العالم، تطلق المبادرات وتحدد الأهداف وتسابق الزمن، وتحقق النجاح تلو الآخر والإنجاز وما بعده.
قيادة الإمارات بنت الإنسان القادر الطموح، وزرعت الصحراء، وحولت أرضها خلال زمن قياسي إلى مشهد عمراني بديع، وأسست اقتصاداً قوياً طموحاً، وأنشأت جيشاً قوياً، ورسّخت الأمن والأمان والعدالة، ودولة القانون.
لم تكتف الإمارات "القيادة والشعب" بإنجازاتها على الأرض، فهي تدرك أن لا سقف لطموحاتها وأنها جزء من منظومة عالمية، عليها واجبات للإسهام في تقدم العلم والحضارة، فكان الفضاء عنوانها، قررت.. خططت.. أعدت، فانطلقت، وكانت النتيجة أن أحد أبنائها أصبح هناك، فيما المريخ على بُعد سنتين بمسبار الأمل.
نعيش منذ أيام فرحة الإنجاز بتجربة الفضاء، بتفاصيلها المختلفة، الجميع عايشوا هذا الحدث التاريخي وتابعوه بكل مشاعرهم وتفاعلوا معه بكل جوارحهم، فهو على درجة كبيرة من الأهمية، كيف لا وهو يمثل حلم مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه.
يتوقف المرء في هذا المشهد أمام الاتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع رائد الفضاء هزاع المنصوري قبل الانطلاق وبعد الوصول إلى المحطة الفضائية، فهما حملا إنسانية القيادة وحرصها على متابعة هذا الإنجاز بتفاصيله كافة لحظة بلحظة، اتصالان حملا كل مشاعر الأبوة والرعاية معاً، من الثناء إلى التحفيز وتحقيق الأهداف.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في اتصاله بالمحطة الفضائية مع المنصوري، شكر رائد الفضاء على جهوده وتميزه، وأكد أن المستحيل كلمة ليست موجودة في قاموسنا، وأن أي هدف يتعين الوصول إليه مهما كانت الصعوبات، مرسلاً رسالة أن هذه هي بداية الطريق، وأن طوابير أبناء وبنات الإمارات متأهبة لاستكمال هذه التجربة، التي رأى أنها ليست إماراتية فقط بل عربية بكل امتياز.
وحديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في اتصاله عشية الانطلاق مع الرائدين المنصوري والنيادي، كان حديثاً أبوياً، فسموه رسم البسمة على وجهيهما ونشر مشاعر الفخر في نفسيهما، بقوله إنهما يمثلان شعب الإمارات بأكمله في هذه التجربة التاريخية، وإنهما مثال ناصع للأجيال المقبلة.
علاقة قيادة الإمارات بشعبها علاقة استثنائية مميزة، تصلح لأن تُدرَّس في عالم السياسة وعلوم الاجتماع والاقتصاد، علاقة لو طبقها العرب في هذا الزمن لكانت حالنا مختلفة، ولكنا موحدين كما هي حال الإمارات، ولكنا في نهضة تنموية وعمرانية، ولكنا أصحاب شأن في هذا العالم يُحسب لنا ألف حساب، ولكان اقتصادنا بين الكبار، ولكان طلابنا علماء.
الأمل ما زال قائماً، ما دام هناك من يؤمن بقدرات أبنائه وشعبه، وما دام هناك نموذج يُحتذى ويمكن البناء عليه، وما دامت الإمارات ألغت من قاموسها كلمة مستحيل، وحولت الأحلام واقعاً تستيقظ كل صباح لتعمل وتجتهد لتحقيقه، إيماناً منها بأنه الطريق الوحيد لمستقبل مشرق.
هذه هي الإمارات، وتلك هي معركتها.. إنها أمل العرب.. كل العرب.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة