حكام الإمارات: الرؤية الواضحة للقيادة الرشيدة وراء نجاح "مسبار الأمل"
مسبار الأمل أول مشروع عربي وإسلامي لدراسة الكوكب الأحمر، يتوج جهدا علميا شارك فيه 200 مهندس ومهندسة من أبناء وبنات الإمارات
حققت الإمارات إنجازاً فضائياً غير مسبوق على مستوى الوطن العربي، بإطلاقها مسبار الأمل، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وقال أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات إن انطلاق "مسبار الأمل" يؤكد ريادة الدولة وموقعها الأول في مجال علوم الفضاء على الصعيد العربي.
وأكد الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، أن رحلة "مسبار الأمل" للمريخ تمثل علامة بارزة ومميزة في تاريخ دولة الإمارات بتحقيق أكبر إنجاز علمي عربي في العصر الحديث حاملاً شعار دولة الإمارات "لا شيء مستحيل" إلى كوكب المريخ.
وقال في كلمة له بهذه المناسبة إن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ وإنما من قيادة رشيدة تملك رؤية واضحة للحاضر والمستقبل وتضع مصلحة شعبها على قمة أولوياتها وفريق عمل ضم 200 مهندس وخبير وباحث إماراتي.
وأضاف: "أنه بالرغم مما أصاب العالم من أزمة صحية واقتصادية إلا إننا نتطلع بعون من الله وتوفيقه إلى وصول (مسبار الأمل) إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير/شباط 2021 بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد".
وأشار إلى أن الإمارات بهذا الإنجاز الكبير والفريد والذي بدأ العمل عليه قبل 6 سنوات تنضم إلى الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند في نادي نخبة الدول التي أرسلت مركبات فضائية إلى كوكب المريخ.
من جانبه، أكد الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، أنه في هذا اليوم التاريخي من عمر دولة الإمارات يأتي إطلاق "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ ليسجل علامة فارقة في علوم الفضاء.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز نقطة تحول نوعية في عصر العلوم والتكنولوجيا والمعرفة ولتضع قاعدة معلومات بحثية وفلكية سيكون لها انعكاسات إيجابية في علوم الفضاء والأبحاث الطبيعية سواء فيما يتعلق منها بالكوكب الأحمر أو محيطه الغازي.
وقال إن صناعة الفضاء والتكنولوجيا أصبحت اليوم واحدة من أهم عناصر تقدم وتطور الأمم وتمثل علامة فارقة في نطاق البحوث العلمية وعلوم الفضاء للوصول إلى مخرجات علمية سيكون لها الأثر الكبير في الحياة العامة وفق النتائج والدراسات التي ستتمخض عنها مثل هذه المهام الفضائية والأهداف المرجوة منها.
وأوضح أن إعداد الأجيال الشبابية وفق الاستراتيجية العامة للإمارات هو تجسيد حي لطموحات الشباب وفق مناهج علمية تهدف إلى رفع قدراتهم إلى جانب إقامة المراكز البحثية الفضائية لتطوير منظومة الأقمار الصناعية لتحتل الإمارات المراكز الأولى على مستوى الوطن العربي من حيث تطور القدرات العلمية والصناعية.
وقال الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، إن انطلاق مسبار الأمل إلى المريخ يعد خطوة عملاقة أخرى تخطوها دولة الإمارات نحو تعزيز حضورها المميز في مصاف الدول الرائدة في قطاع الفضاء.
وأضاف "أنه لمدعاة فخر لنا جميعا أن تكون الإمارات رائدة في إرسال أول مسبار عربي وإسلامي لاستكشاف المريخ والانضمام إلى قائمة تضم تسع دول فقط على مستوى العالم في هذا المجال".
وتابع أنه إنجاز نوعي يضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها الإمارات والتي كان من بينها إرسال رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.
وأردف: "تجني الإمارات اليوم ثمرة عقود طويلة من التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل، والاستثمار الممنهج في تسخير مواردها وطاقاتها والاهتمام بتعليم أبنائها وتشجيعهم على اكتساب العلوم والمعارف والمهارات.. وهذه الرحلة اليوم هي مدعاة فخر كونها تجسد تطورا منطقيا وإثباتا لما استطاع الإنسان الإماراتي تحقيقه خلال فترة وجيزة من عمر الاتحاد".
وأكد الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أن انطلاق "مسبار الأمل" يعد يوما جديدا في حياة الإمارات، حيث نعيش تفاصيل غنية بالاكتشاف والمتعة والتفوق صنعها شباب الوطن وقدموها هدية للعالم حاملة بصمة العزة والفخر.
وقال: "إننا الآن على أعتاب مرحلة مختلفة مكنتنا من أدواتنا وقدمتنا للبشرية كأصحاب منجز علمي يعانق الفضاء، مدركين أن لا عودة للوراء حيث في قاموسنا لا وجود للصعب أو البعيد أو المستحيل، وتلك حقيقة يعلمها كل من عرفنا وكل من عاش معنا" .
وأضاف: "انتهز فرصة هذا اليوم التاريخي لأهنئ أخي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رؤيتهما للمستقبل".
وتابع: "أبارك لشعب الإمارات جهود هذه الكوكبة المشرفة من شبابها وهم يعلون حلم زايد ويؤسسون لرؤية أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. المستقبل يعيش بيننا الآن، والأحلام الكبيرة سيزفها أبناء هذا الوطن الكبير للعالم ليكونوا في المقدمة بإذن الله وبهمة الشباب، وكل عام وإماراتنا الغالية بألف خير".
ما جانبه، قال الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، إنه في هذا اليوم المبارك نحتفي بإنجاز إماراتي جديد ومنارة تاريخية يشهدها العالم أجمع وتستنير بها آفاق الحياة ودروب الصعاب.
وشدد على أن انطلاق "مسبار الأمل" نحو الكوكب الأحمر في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء انتشار وباء كورونا يحمل رسالة إنسانية جليلة بأنه لا شيء مستحيل مع القوة والإرادة والعزيمة الصادقة وتكاتف الجهود والعقول.
وأضاف أن دولة الإمارات أضحت منبرا مهما على صعيد علوم الفلك والفضاء، إذ تمتلك أكبر قطاع فضائي على مستوى المنطقة بتأسيسها مؤسسات وبرامج ومبادرات فضائية تثري المجتمع العلمي ببيانات مهمة وتحليلات علمية تهدف إلى تطوير الكفاءات وتزويدهم بالعلم النافع والمعرفة النيرة وتأسيس اقتصاد مستدام مبني على المعرفة والأفكار والعقول.
وقال الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة "تابعنا بكل فخر واعتزاز انطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، والذي سيشكل نقلة نوعية حديثة للبحوث العلمية في مجالات الفضاء، وسيعكس مقدرة المورد البشري الإماراتي في التطوير والابتكار والبحث في مختلف مجالات العلوم الاجتماعية والطبيعية والتطبيقية".
وأضاف "لا يسعنا في هذا المقام سوى رفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى شعب الإمارات وإلى الإنسانية جمعاء على هذا المنجز".
من جانبه، قال الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة: إن 6 سنوات من الأمل والترقب تترجم اليوم في انطلاقة نحو الفضاء عملت عليها عقول وسواعد إماراتية، لتبعث الإمارات من خلالها رسالة للعالم كله، تؤكد فيها دور العلم في الارتقاء بالبشر والنهوض بهم، وتحقيق التنمية والازدهار لأوطانهم، ونرسم من خلال "مسبار الأمل" خارطة طريق جديدة لمصادر المعلومات.
وأكد الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، أن قيادة الإمارات وضعت أسس وقواعد علوم الفضاء وعملت على إصدار التشريعات وإعداد البرامج المتخصصة لتدريب وتأهيل رواد للانطلاق للفضاء.
وقال إنه منذ إطلاق وكالة الإمارات للفضاء حققت دولة الإمارات العربية المتحدة نقلة نوعية فى مجال الاقتصاد المستدام من خلال تطوير القدرات العلمية والتقنية وترسيخ ثقافة الابتكار ودعم وتعزيز مكانة الدولة عربيا واقليميا وعالميا.
وأضاف: "اليوم نتطلع إلى الفضاء من خلال إطلاق مسبار الأمل الذي سيحمل أبناء الوطن المقتدرين ليقدموا للعالم دراسات وبحوث علمية وهندسية وبيانات تتحقق لأول مرة في تاريخ البشرية وعلوم الفضاء".
وتابع: "ونحن نحتفل اليوم بهذه الانطلاقة نستذكر بكل فخر واعتزاز كافة البرامج والسياسات الطموحة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة لإعداد الشباب وإقامة المراكز البحثية وفق خطط وبرامج طموحة لتكون الامارات في طليعة الدول المتقدمة".
وأكد الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، أن نجاح إطلاق مسبار الأمل هو تأكيد للعالم أجمع بأن الإمارات دخلت السباق العالمي لاستكشاف الفضاء.
وأعرب عن فخره بشباب وبنات الوطن أبناء الإمارات الذين لا يعرفون المستحيل وفريق عمل "مسبار الأمل" الذين يجسدون همة "عيال زايد" وإرادتهم الوطنية نحو استشراف الفضاء.
وأشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يدعم مكانة دولة الإمارات كشريك عالمي في تطوير المعرفة البشرية ويعزز المساهمة العربية في هذا المجال، ويحول الإمارات والعالم العربي من دول مستخدمة للمعرفة إلى دول موفرة للمعرفة ومشاركة بفعالية في دعم قطاع الفضاء والمجتمع العلمي، كما سيسهم في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
وانطلق مسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ، الإثنين، في أول رحلة تاريخية عربية إسلامية من نوعها، على متن الصاروخ "إتش 2 إيه" من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.
ومن المقرر أن يتم بعد 28 يوماً من الإطلاق استخدام نظام الدفع والتوجيه للمسبار لتوجيهه نحو مدار المريخ حيث تم تصميم نظام الدفع عالي الدقة بمساهمة إماراتية.
ويصل مسبار الأمل - في أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر - إلى مدار كوكب المريخ في الربع الأول من العام 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد في رحلة يتوقع أن تستغرق سبعة أشهر يقطع خلالها المسبار 493 مليون كيلومتر.
ويتوج مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" أول مشروع عربي وإسلامي لدراسة الكوكب الأحمر جهدا علميا شارك فيه 200 مهندس ومهندسة من أبناء وبنات الإمارات على مدى الأعوام الستة السابقة وذلك ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وحقق خلالها المشروع ومنذ إطلاقه في العام 2014 العديد من الإنجازات العلمية من بينها إنجاز 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكونات المسبار في الإمارات.