صحف الإمارات: "مسبار الأمل" مهمة عالمية فريدة عنوانها "اللامستحيل"
الإنجاز تحقق بسواعد إماراتية وبدعم من قيادة الإمارات التي تمكنت من وضع البلاد ضمن قائمة عالمية لدول محدودة تسعى لاستكشاف الكوكب الأحمر.
سلّطت الصحف الإماراتية الصادرة، الإثنين، في افتتاحياتها، الضوء على انطلاق "مسبار الأمل"، أول مسبار إماراتي وعربي في رحلة تاريخية إلى كوكب المريخ، توجت 6 سنوات من الجهد.
وتحقق هذا الإنجاز بسواعد إماراتية وبدعم من قيادة الإمارات التي تمكنت من وضع البلاد ضمن قائمة عالمية لدول محدودة تسعى لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وأضافت الصحف أن المسبار الذي يتزامن موعد وصوله للمريخ مع احتفالات اليوبيل الذهبي للاتحاد ومرور 50 عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلق وهو محمل بالكثير من الآمال والطموح والعمل ليبحر في عنان السماء وصولاً إلى المريخ.
ويدرس المسبار مكونات الكوكب الأحمر وغلافه الجوي ويمد العالم بما يحتاج إليه من المعلومات حول هذا الكوكب.
كما يوفر قاعدة علمية للمجتمع العلمي ضمن رؤية إماراتية طموحة لاستكشاف الفضاء وترجمة لاستراتيجية تمتد على مدى الخمسين عاماً المقبلة.
وجاءت افتتاحية "الاتحاد" تحت عنوان "الطريق للمريخ"، قائلة "إن مسبار الأمل في طريقه إلى المريخ، بعد عملية إطلاق ناجحة، توّجت 6 سنوات من الجهد منذ ولادة الفكرة، تخللها إصرار وعزيمة على تحقيق هذا الإنجاز العربي بسواعد إماراتية، وبدعم موصول من القيادة الرشيدة التي تمكنت من وضع الإمارات ضمن قائمة عالمية لدول محدودة استكشفت الكوكب الأحمر".
وأشارت إلى أن الإمارات تضطلع بمهمة عالمية فريدة، عبر هذا المسبار، تتمثل في دراسة مناخ الكوكب الذي لطالما حلم البشر بكشف أسراره، وتوفير قاعدة علمية متاحة للمجتمع العلمي.
وتابعت أن موعد وصول المسبار، يُتوِّج 50 عاماً من مسيرة الدولة الذهبية، مسيرة لم تطل حتى تحقق حلم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على يد "عيال زايد"، أبناء وبنات الإمارات الذين صقلت قيادة الإمارات إبداعاتهم ومواهبهم وقدراتهم، وهم بادلوها العطاء، وأثبتوا أنهم على قدر أهل العزم.
وأكدت في ختام افتتاحيتها أنه رغم تاريخية اللحظة، وعظم الإنجاز، فإنها بداية الطريق للفضاء في طموح الإمارات الذي ليس له حدود، وهو حلم ستحمله الأجيال المقبلة امتداداً لمسيرة "اللامستحيل"، التي وضعت الإمارات على الخريطة العالمية في علوم الفضاء.
من جهتها وتحت عنوان "شبابنا علماء في الفضاء"، أكدت صحيفة "البيان" أن دولة الإمارات تدرك جيداً أن إطلاقها "مسبار الأمل" لكوكب المريخ ليس أمراً عادياً، وما تأجيل الإطلاق أكثر من مرة بسبب أحوال الطقس، إلا لأننا نعي جيداً أن الأمر لا يحتمل المخاطرة، بل يستلزم قمة الحذر والدقة، وما بذله شباب الإمارات في الإعداد لهذه الرحلة التاريخية يستحق الحرص والحذر حتى يكلل بالنجاح.
وأضافت أن الإمارات قدمت الكثير لإعداد شبابها لتحمّل أكبر المسؤوليات وتحقيق أعظم الإنجازات، وأعدّت جيلاً جديداً من الشباب لعلوم الفضاء، وأهّلتهم على أعلى وأحدث المستويات العلمية.
وتولّت الإمارات مسؤوليتها تجاه أمتها العربية ببرنامج "نوابغ الفضاء العرب"، البرنامج العلمي التدريبي المكثف الأول من نوعه عربياً، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي تقدم له في الأيام القليلة الماضية 37 ألف شاب عربي.
واختتمت "البيان" افتتاحيتها قائلة: "لقد خاضت الإمارات في الإعداد لرحلة (مسبار الأمل) سباقاً مع الزمن في المجالات كافة، ومن أهمها تكثيف الإعداد للمهندسين الإماراتيين داخل الدولة وخارجها بالتعاون مع أعرق الخبرات العالمية في علوم الفضاء، حتى تحولوا إلى علماء قرناء لأمثالهم في الدول الكبرى".
وتحت عنوان "وحلّقنا"، قالت صحيفة "الخليج": "لم يخب الأمل بـ(مسبار الأمل)، بل كانت شارة إصرار وعزيمة وهمّة، لا تعرف الكلل ولا الخمول ولا التواني أو الكسل، وكان العمل متواصلاً رغم التأجيلات بسبب الطقس، وأشدّ تمسّكاً بإنجاز الحلم وتحويله واقعاً، وتحقيق طموح سعى له قادة هذا الوطن المعطاء".
ولفتت إلى أن "اللقاء الأبوي الحاني المسؤول بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع فريق عمل المسبار، الموجود في اليابان، كانت كل كلمة نطقها القائدان، رسالة ملأى بشحذ الهمم، والتشجيع والحب، لا سيّما أن كل كلمة كانت تسبقها عبارة (يا أبنائي.. يا عيالي)، فكانت واضحة آثارها في وجوههم جميعاً".
وذكرت أن الأمل معقود بالنواصي الطامحة إلى المجد، و"نحن ننتظر بصبر وحب وشوق، وكلّنا ثقة بأن أبناء هذا الوطن سيسجّلون بحروف من سطوع وتوهّج وألق، فصلاً جديداً في هذه المسيرة الإماراتية الحافلة، وسيكون لنا موعد في فبراير المقبل، ليكون شموخ الإمارات متسنّماً سطح المريخ بألوانه البرّاقة، يكون عيدنا بالذكرى الخمسين لاتحاد دولتنا، عيدين".
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بقولها: "مسبار الإمارات مسبار العرب.. اليوم في رحلة الفخار".
وتحت عنوان "إلى المريخ"، قالت صحيفة "الوطن" إنه في الوقت الذي يمر فيه العالم بأقسى محنة بتاريخه الحديث، تواصل دولة الإمارات العمل على طريقتها مكرسة نهجها بالإلهام والإبداع والإنجاز في الظروف كافة.
وأضافت: "هنا جوهر العزيمة الوطنية التي تترجم عدم اعترافها بالمستحيل عبر ما تضعه من أهداف وما تحققه من نتائج وإنجازات فريدة من نوعها، واليوم تنقل التحدي إلى كوكب آخر لتؤكد للبشرية وأجيالها الحاضرة والقادمة، أن هناك صوت حق ينادي من أعماق التاريخ والحاضر والمستقبل بأننا (قادمون) والزمن لنا وسنواصل في سعي ثابت ترسيخ مكانة الإمارات بين الكبار، بالفعل والعزيمةوالتحدي".
وذكرت أنه حتى وقت قريب اعتقد البعض ومنهم بعض العرب أن القطار قد تجاوز الأمة العربية، وأنها غير قادرة في أي ظرف كان أن تتبعه أو تجد مكاناً فيه نحو الغد، لكن "عيال زايد" الأمناء على مصلحة الأمة جمعاء كان لهم قول آخر ليثبتوا أنهم الفرسان القادرون بعظيم فعلهم أن يدشنوا طرقاً لم يكن أحد يتصورها.
وتابعت: "حتى سنوات قليلة خلت لم يكن أحد يتصور بأن في هذه الأمة التي عانت الكثير من يستطيع أن يكسب هذا الرهان ويجعلها قابلة للسير نحو تحقيق الأحلام وتطويع جميع الإمكانات التي تكفل الانطلاق نحو زمن تستعيد فيه جانباً من المجد الذي خطه أبناؤها في حقبة تاريخية كانوا فيها النور الذي يشع علماً وتقدماً في كافة المحافل العلمية".
وقالت "الوطن" في ختام افتتاحيتها: "حلم زايد" يتحقق.. حلم العرب يتحقق.. وحلم البشرية قاطبة يتحقق وها هم رجال الوطن ينهضون بالأمة قاطبة لتستعيد مجدها الذي تحن إليه كثيرا.