تأثير صفري للهجمات.. باليستي الحوثي يتكسر على صخرة أمن الإمارات
واحة أمن وأمان لا يعكر صفو هدوئها رشقات صواريخ مستوردة مثل قرار مطلقيها؛ هذا حال الإمارات وهي تصد هجمات الحوثي الإرهابية العبثية.
فدون أن يشعر أحد، تكسرت فجر اليوم الإثنين صواريخ الحوثي الإرهابية الباليستية على فوهة الدفاعات الجوية الإماراتية، حيث تصدت العيون الساهرة، والقلوب الخافقة شجاعة وقدرة، للعبث تحت جنح الظلام.
فبعد أسبوع من الهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته 3 مدنيين أبرياء، في اعتداء حوثي على منشآت مدنية في العاصمة أبوظبي، بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية، تجدد الاستهداف الحانق، ليلقى مصيره المنتظر، وتتكسر نصال العدو على صخرة الأمان والعزة، في دولة الإمارات.
وصباح اليوم الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخين باليستيين أطلقتهما مليشيات الحوثي؛ حيث لم ينجم عن ذلك أية خسائر بشرية، فيما سقطت بقايا الصواريخ في مناطق متفرقة حول أبوظبي.
وأكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية البلاد من كافة الاعتداءات.
اعتداءات لا يخطئ الناظر البصير هدفها، ولا تستطيع المليشيات الحوثية ومن تأتمر بأمره إخفاءها، لكن الفشل حليفها، لعدة أسباب موضوعية.
فشل أهداف الحوثي
لا شك أن أهداف الحوثيين من الهجمات المفاجئة التي بدأت الإثنين الماضي، وتجددت اليوم، هي محاولة فك تضييق الخناق في معاركها مع ألوية العمالقة والجيش اليمني، حيث مُنيت المليشيات بهزيمة نكراء، تركت فيها محافظة شبوة وهي تجر أذيال الخيبة، لتُقطع في محافظة مأرب والبيضاء، تحت غارات التحالف العربي، وأمام فوهات مدافع اليمنيين.
بيد أنه لا ريب أن العنوان الذي أرسلت إليه المليشيات صواريخها كان العنوان الخطأ، فإرادة اليمنيين في دحر الحوثي صلبة، ودعم التحالف العربي بقيادة السعودية، ماض حتى نهاية الكابوس الذي يقض مضاجع اليمنيين منذ 7 سنوات.
الهدف الآخر ليس سوى التأثير على الأمن الذي تنعم به دولة الإمارات، وعاصمتها أبوظبي، وهو هدف بعيد المنال، تحُول دونه قوتها العسكرية، وقدراتها الدفاعية الفريدة في المنطقة، حيث لن تكون محاولة المليشيات سوى فرصة لإظهار ما تملكه الدولة الخليجية من قوة وعزيمة وتجربة.
ولن تتخلى أبوظبي عن مكانتها الرائدة كأكثر مدن العالم أمانا، وهو مكسب تحقق ومستمر على مدى أعوام، وبقدرة القيادة في دولة الإمارات المحافظة عليه، في وجه أي عابث، كما فعلت في السنين والسنوات الماضية.
ولا تزال أبوظبي المدينة الأكثر أمانا في الشرق الأوسط، وقد حصلت على هذا التقييم، للعام السادس على التوالي، وفق مؤشر "نومبيو" لأمان المدن، متفوقةً على 458 مدينة في بقية العالم.
الإمارات في عين العالم
وكان لهجمات الحوثي الأخيرة وقعٌ انعكس على إنارة الرأي العام الدولي، حول حقيقة المليشيات التي تحتل العاصمة اليمنية، وبعض المحافظات بقوة السلاح، حيث عرّت بيانات التنديد والتضامن والمساندة، التي تلقتها دولة الإمارات على مدى الأسبوع المنصرم، تلك الجماعة المارقة، وأبانت عزلتها الدولية.
وفي الأمس القريب أجمع مندوبو الدول العربية في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه دولة الإمارات، وترأسته الكويت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على إدانة جماعة الحوثي، وضرورة تصنيفها منظمة إرهابية.
وأكد البيان الختامي للاجتماع الطارئ أن الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها المليشيات الحوثية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديدا حقيقيا على المنشآت المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي.
وشدد القرار الذي تبناه مندوبو الدول العربية على التضامن المطلق مع دولة الإمارات والوقوف إلى جانبها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أمنها وأمن شعبها، والمقيمين على أرضها ومصالحها الوطنية ومقدراتها.
وقبل ذلك بيومين أدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع أيضا الهجمات الإرهابية للحوثيين على دولة الإمارات، فيما بدأت مساع بالكونجرس الأمريكي لإعادة فرض عقوبات على مليشيات الحوثي وإعادة تصنيفها إرهابية.
وتلقت الإمارات من نحو 120 دولة ومنظمة في جميع قارات العالم رسائل واتصالات، نددت جميعها بالهجوم وأكدت وقوفها إلى جانب دولة الإمارات ضد هذه الاعتداءات.
الحوثي على ساق واحدة
والآن يقف قادة مليشيات الحوثي على ساق واحدة في حيرة وذعر من الرد الإماراتي، وطريقته، وحتى مكانه وزمانه، وسط محاولة للهروب إلى الأمام، باستهداف خجول وفاشل، لن يمر دون عقاب.
فقد أكدت دولة الإمارات عبر وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، أن الهجوم الذي ارتكبه الحوثيون "لن يمر دون عقاب"، وأنها تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم، واصفة تلك الهجمات بأنها جريمة نكراء خارج القوانين الدولية والإنسانية.
التأثير الصفري على بلد الأمان
وتملك دولة الإمارات قدرات عسكرية، وترسانة أسلحة هي الأقوى في المنطقة، سواء في سبيل الرد على المليشيات الإرهابية المارقة، أو على مستوى القدرة الدفاعية لحماية البلاد، والمواطنين والمقيمين، على أرضها الآمنة والمستقرة.
وأظهرت قدرة الدفاعات، الإمارات على أن صد أي هجوم حوثي مسألة وقت، وأن التأثير الذي تحدثه لن يتجاوز فقاعة إعلامية، سريعة الذوبان والتبخر، غير أن تأثيره على الأرض سيكون معدوما.
وبين الهجومين، تبين أن التأثير الصفري لهجمات الحوثي الإرهابية، لن يؤثر على أمان دولة الإمارات، الذي عُرفت به في المؤشرات الدولية، وشهادات العابرين والمستقرين في واحة الأمان والأمن الإماراتية.
ومصداقا لذلك، ذكر تقرير لمجلة "ديفنس نيوز" الأمريكية أن دولة الإمارات نجحت عبر منظومة الدفاع الجوي الأمريكي المعروفة "ثاد" في صد صاروخ باليستي متوسط المدى أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية على منشأة نفطية.
وتعد تلك الحالة الأولى لاستخدام منظومة "ثاد" التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" في عملية قتالية، وفقا للموقع المختص بالأخبار العسكرية.
وكانت الإمارات أول دولة تحصل على ثاد من الولايات المتحدة ودرّبت أولى الوحدات على تشغيل هذه المنظومة في عامي 2015 و2016.
وسبق أن صرح سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة الأسبوع الماضي، بأن الهجوم الإرهابي الحوثي، الذي استخدمت فيه صواريخ كروز وأخرى باليستية وطائرات مسيرة، نجحت الإمارات في اعتراض جزء منه.
وتتميز منظومة "ثاد" بقدرة على التنقل من موقع لآخر، وبفاعليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي، خلال المرحلة النهائية من الرحلة.
وتستطيع "ثاد" اعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على مسافة 200 كيلومتر، مما يخفف من آثار أسلحة الدمار الشامل قبل وصولها إلى الأرض.
تلك إذن قدرات دفاعية على الأرض لا تضاهى، وقوة دبلوماسية عابرة للقارات، وحزم وقوة تجاه المعتدي، وتماسك داخلي، كلها عوامل قوة لدولة الإمارات، تجعل أي هجوم غادر، مهما كان نوعه يتكسر على صخرة أمان هذا البلد، وينتهي مفعوله إلى بقايا شظايا لا تضر البشر أو الحجر.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز