الإمارات حاضنة السلام.. قبلة زعماء ومسؤولي العالم
جهود دبلوماسية رائدة ومكثفة تقوم بها الإمارات لتعزيز ونشر السلام في المنطقة، جعلت الإمارات قبلة قادة ومسؤولي المنطقة والعالم.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، للإمارات في زيارة رسمية، في إطار جولة يسعى خلالها لتعزيز السلام بالمنطقة.
تأتي زيارة بومبيو بعد يومين من قمة ثلاثية في أبوظبي، الأربعاء، جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وتم خلالها بحث آخر التطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل.
- بومبيو من الإمارات: حققنا تقدما ملحوظا في السلام بالشرق الأوسط
- العتيبة لـ"العين الإخبارية": الاتفاق الإبراهيمي للسلام رؤية جديدة للشرق الأوسط
وقبيل القمة، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، رسالة خطية من رئيس إسرائيل رؤوفين ريفيلين أعرب فيها عن بالغ شكره للجهود التي بذلت في سبيل توقيع معاهدة السلام التاريخية والتي دشنت لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
كما تأتي زيارة بومبيو بعد شهر من إطلاق الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الأمريكي تتويجا لجهود البلدين في تعزيز الاستقرار والتعاون الإقليميين كشريكين في السلام.
وكانت خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل (الاتفاق الإبراهيمي للسلام)، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي قد فتحت الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
ومهدت المعاهدة الطريق للمزيد من التعاون البناء والتكامل بين دول المنطقة وإسرائيل بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والتعامل مع القضية الفلسطينية بنهج مختلف.
البناء على زخم الاتفاقيات
ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، في زيارة رسمية للإمارات.
وقال بومبيو، في تدوينة عبر "تويتر"، عقب وصوله إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي: "يسعدني أن أكون في أبوظبي، ونتطلع إلى البناء على الزخم الإيجابي الناتج عن اتفاقيات إبراهيم وحوارنا الاستراتيجي الأخير".
وأضاف: "لقد حققنا تقدما ملحوظا في دفع عملية السلام والأمن بالشرق الأوسط".
ووصل وزير الخارجية الأمريكي إلى الإمارات عقب زيارة إلى إسرائيل، ركز خلالها على تعزيز اتفاقيات السلام بين تل أبيب والدول العربية.
إذن تأتي زيارة بومبيو للإمارات اعترافا بدورها الرائد وجهودها المقدرة في دعم وتعزيز السلام في المنطقة، واستكمال رحلة السلام التي بدأتها الإمارات بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الصدد يتوقع أن يبحث بومبيو المضي قدما في إنشاء الصندوق الإبراهيمي، للسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق اتفاق السلام.
وأعلنت الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن إنشاء الصندوق الإبراهيمي، الذي يفي بالالتزام الذي تم التعهد به خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام.
وستقوم دولة الإمارات والمؤسسة الأمريكية الدولية لتمويل التنمية وإسرائيل من خلال هذا الصندوق، بتخصيص أكثر من 3 مليارات دولار في إطار مبادرات الاستثمار والتنمية التي يقودها القطاع الخاص لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والازدهار في الشرق الأوسط وخارجه.
وتعتبر هذه المبادرة جزءا لا يتجزأ من الاتفاق الإبراهيمي للسلام التاريخي الذي دولة الإمارات وإسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، والذي يسلط الضوء على فوائد السلام من خلال تحسين حياة شعوب المنطقة، وتجسيدا لروح الصداقة والتعاون الجديدة بين الدول الثلاث، فضلا عن الإرادة المشتركة للنهوض بالمنطقة.
أيضا تسهم زيارة بومبيو في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما أنها تأتي بعد شهر من إطلاق الحوار الإستراتيجي بين البلدين في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أكدت خلاله الولايات المتحدة والإمارات التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي الجديد.
واشتمل الحوار الاستراتيجي على عدد من المجالات الرئيسية، من التنسيق السياسي والتعاون الدفاعي إلى التبادل الاقتصادي والثقافي، بهدف تعزيز المصالح السياسية المتبادلة، وحل القضايا الإقليمية، وتعزيز التسامح، ومكافحة التطرف.
وقد جاء إطلاق الحوار الاستراتيجي في أعقاب توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام التاريخي.
تعزيز السلام في الشرق الأوسط
وكانت خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل قد فتحت الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
ومنذ المكالمة التاريخية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 13 أغسطس/ آب الماضي، لم يعد يمر شهر، إلا وتعلن دولة عربية جديدة الانضمام لمسار السلام.
الإعلان الإماراتي أتبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر/أيلول الماضي بالانضمام لمسار السلام.
وبعد أن ترجمت أبوظبي إعلانها التاريخي على أرض الواقع بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين."
ولم تمر أيام على تلك الخطوة الأخيرة، لتعلن السودان هي الأخرى، 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الانضمام لمسار السلام.
ويوما بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، بعد أن فتحت أبوظبي الطريق أمام العرب لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وفي أحدث الخطوات على ذلك الطريق، ووصل وفد بحريني رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، الأربعاء الماضي، إلى إسرائيل، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى تل أبيب.
وتم خلال الزيارة الاتفاق على البدء في تسيير الرحلات الجوية بناء على مذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين للتعاون في مجال الخدمات الجوية والتي تسمح بتبادل الرحلات الجوية التجارية بينهما إلى جانب البدء في إجراءات فتح السفارات، وإجراءات إصدار التأشيرات.
خطوات تكشف أن قطار السلام انطلق بدعم وتشجيع إماراتي ويواصل طريقه بخطوات ثابتة.
ومع كل خطوة نحو السلام، يتأكد صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
مكاسب بالجملة
وتتجاوز منافع معاهدات السلام مع إسرائيل الجانب السياسي، إلى التعاون العلمي لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يعد أكبر تحد تواجهه البشرية في الوقت الراهن، وهو ما بدأ بالفعل بين مؤسسات بحثية إماراتية وإسرائيلية.
وإلى جانب التعاون العلمي، فإن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية بين الجانبين، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، حققت معاهدات السلام مكاسب بالجملة للقضية الفلسطينية، فقد لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وفتحت الإمارات الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
وخلال التوقيع على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن هذه المعاهدة ستمكن الإمارات "من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة.
ومجددا، أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يُشكّل خطوة نوعية مهمة لإحلال السلام في المنطقة، وهو نهج مختلف في التعامل مع القضية العربية الإسرائيلية عبر تغليب ثقافة الحوار والتسامح، مشيرة إلى أن "القضية الفلسطينية تحظى بمكانة وأهمية كبيرتين لدى العرب جميعا".
جاء ذلك خلال لقاء افتراضي نظمته جمعية الصداقة الإماراتية - البريطانية ، الخميس الماضي، تحت عنوان "الاتفاق الإبراهيمي للسلام - تعزيز أواصر التعاون".
وأشارت خلال مشاركتها في اللقاء إلى أهمية الاتفاق الإبراهيمي للسلام ودوره في قيادة التغيير في المنطقة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل للشعوب ولأجيال المستقبل، مؤكدة ضرورة الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها الاتفاق لدولة الإمارات ودولة إسرائيل بشكل خاص، وللمنطقة بشكل عام في مختلف القطاعات بما يشمل الاقتصاد والعلوم المتقدمة والبحث العلمي، والذي من شأنه توفير فرص أفضل، وتأسيس قنوات ومنصات جديدة لتعزيز التكامل والتعاون المشترك.