بين النفط والمصادر المتجددة.. الإمارات تلهم العالم بتوليفة طاقة منوعة
تحولت الإمارات إلى مصدر إلهام للعديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، كونها مصدرا للطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة
تحولت دولة الإمارات إلى مصدر إلهام للعديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، كونها مصدرا للطاقة التقليدية و المتجددة، وتنوع قنوات مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز، والمتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة النووية.
- المزروعي: نعمل على زيادة إنتاج النفط ورفع قدراتنا من الطاقة المتجددة
- سلطان الجابر: التحول الرقمي مفتاح التغير الحقيقي في صناعة النفط والغاز
ولم تكتف الإمارات، بوفرة مصادر الطاقة التقليدية كأداة استهلاك في السوق المحلية، لكنها وصلت إلى خطوات متقدمة عالميا في مجال تنويع مصادر الطاقة، والتحول التدريجي نحو الطاقة الجديدة والمتجددة.
وقال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، اليوم الإثنين، إنه ليس قلقا حيال نمو الطلب على النفط.
وأضاف، على هامش أعمال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019"، أكبر فعالية في قطاع الطاقة والنفط على مستوى العالم، الذي بدأت أعماله صباح اليوم، ويستمر حتى الخميس المقبل: "وتيرة نمو الطاقة الخضراء ستكون أسرع في المستقبل لكن النفط والغاز سينموان أيضا".
وقال وزير الطاقة والصناعة: "الإمارات ملتزمة بتلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز"، مضيفا: "نعمل على زيادة إنتاج الخام ورفع قدراتنا من الطاقة المتجددة".
وأضاف: "قبل 30 عاما كانت نسبة استهلاك الوقود الأحفوري 80% مقابل 20% للنووي.. هذه النسبة لا تزال كما هي تقريبا رغم النمو الكبير الذي حدث".
وتابع: "نمو مصادر الطاقة الأخرى لا يعني خفوت الطلب على النفط لأن الاستهلاك يزيد، لدينا جميع أشكال الطاقة النظيفة والمتجددة".
وقال المزروعي في كلمته: "هناك تركيز كبير على البتروكيماويات ولدينا إمكانات كبيرة جدا في الصناعات البتروكيماوية النظيفة".
وأضاف: "علينا الاستهلاك برشادة وتوزيع نمو الإنتاج بين مصادر الطاقة المختلفة بشكل متوازن".
وتابع: "السوق يصحح نفسه ونحن ملتزمون بالجمع بين إنتاج النفط والطاقة المتجددة".
ويعتبر مشروع براكة للطاقة النووية السلمية، أحد أهم مشاريع الطاقة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يقع المشروع بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وتقع جنوب غرب مدينة الرويس وتبعد عنها نحو 53 كيلومتراً، واختيرت بناء على عدة عوامل بيئية وتقنية وتجارية.
ويتألف المشروع من أربع محطات للطاقة النووية ذات سعة إنتاجية تصل إلى 1400 ميجاوات في محطة براكة للطاقة النووية، بقيمة عقد تبلغ نحو 73 مليار درهم (20 مليار دولار).
كذلك تعتبر الإمارات مصدرا للطاقة الشمسية المستهلكة محليا، بوجود أكثر من 3 محطات طاقة شمسية آخرها، ما أعلنته شركة مياه وكهرباء الإمارات في يونيو/ حزيران الماضي، عن افتتاحها محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية قدرها 1177 ميغاوات.
وسيمكن المشروع العاصمة أبوظبي من زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، فضلاً عن الحد من استخدام الغاز الطبيعي في عمليات توليد الكهرباء، ما سيحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العاصمة بمقدار مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من على الطرقات.
بينما في 2013، قامت شركة مصدر ببناء أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب غرب أبو ظبي؛ وتتمتع المحطة بسعة إنتاجية تبلغ 850 كيلوواط من الطاقة في الساعة الواحدة.
وبحلول 2021، ستبدأ إمارة الشارقة بتشغيل مشروع لإنتاج الطاقة من النفايات، عبر معالجة أكثر من 37.5 طن من النفايات البلدية الصلبة بالساعة لتوليد طاقة كهربائية مستدامة؛ وتوليد 30 ميجاواط من الطاقة التي تكفي لتلبية احتياجات 28 ألف منزل.
بينما يعتبر النفط الخام، أبرز مصادر الطاقة في الإمارات التي تملك حاليا سادس أكبر احتياطي للنفط الخام، بينما تعتبر ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 3 ملايين برميل.