14.9 مليون مستفيد من برامج الهلال الأحمر الإماراتي شمال العراق
14 مليونا و935 ألف شخص حصيلة عدد المستفيدين من برامج الهلال الأحمر شمالي العراق خلال السنوات الـ4 الماضية.
بلغ عدد المستفيدين من برامج الهلال الأحمر الإماراتي الإنسانية والإغاثية والتنموية في شمال العراق خلال السنوات الأربع الماضية 14 مليوناً و935 ألف شخص، في عدد من المجالات الحيوية كالغذاء والإيواء والصحة والتعليم وخدمات الكهرباء والمياه ومشاريع تعزيز القدرات.
وكانت الهيئة قد بدأت عملياتها الإغاثية والتنموية للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين في العام 2013 بناء على توجيهات قيادة الإمارات ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، وتعتبر الهيئة المنظمة الإنسانية الأكثر تواجداً بين النازحين واللاجئين في كردستان العراق، والأوسع انتشاراً بين المتأثرين من الأحداث في العراق وسوريا وتميزت جهودها في هذا الصدد بأنها شملت الجميع دون النظر لمعتقداتهم أو طوائفهم أو أعراقهم.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، أن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأحداث في العراق كانت وراء العناية التي توليها دولة الإمارات وقيادتها للأشقاء هناك، لذلك جاءت برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية بفضل متابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان مواكبة لحجم الحدث وعلى قدر المسؤولية التي تتحملها الإمارات في سبيل القيام بواجباتها تجاه المتأثرين من الأحداث، وملبية لتطلعات المتضررين الذين لن ندخر جهداً في سبيل تعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم والتغلب على المصاعب الناجمة عن حركة النزوح واللجوء المتزايدة يوميا.
وقال الفلاحي: "يعتبر إقليم كردستان العراق الملاذ لملايين النازحين العراقيين واللاجئين السوريين الذين شردتهم ظروف الحرب والنزاعات في الدولتين، وفتح الإقليم أبوابه واسعة أمام الحشود المتدفقة طلبا للأمن والسلام والاستقرار، ولما كان حجم التحديات الناجمة عن أزمة النازحين واللاجئين أكبر، اتخذت الإمارات موقفا مناصرا لأوضاع النازحين وداعما لجهود كردستان العراق في هذا الصدد، ووضعت خطة للإغاثة والإعمار والتنمية، وتبنت عبر هيئتنا الوطنية برنامجا طموحا استجابت من خلاله لمتطلبات النازحين التنموية والصحية والتعليمية والإيوائية والمعيشية وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية".
وأضاف "هذا جزء يسير من التزامنا الإنساني تجاه النازحين واللاجئين، وستتواصل جهودنا بإذن الله في هذا الصدد خلال 2017 عام الخير الإماراتي عبر خطة وضعت بعناية لمواكبة المستجدات الإنسانية على الساحة العراقية".
وفي تقرير صدر عن الهلال الأحمر في هذا الصدد أوضح أن الهيئة أنشأت وجهزت 3 من أكبر المخيمات في أربيل والتي تحتضن عشرات الآلاف من الأسر النازحة من داخل الساحة العراقية واللاجئة من سوريا، وهي مخيمات بحركة وديبكة وقوشتبة، هذا بجانب دعمها ومساندتها لعدد من المخيمات الأخرى في هرشم، وشقلاوة، وهيران، وكوركوسك، ودهوك، وفرمانبران، وخازر، وعين كاوا وكرماوة، والتي تشرف عليها منظمات أخرى وذلك في إطار التعاون والشراكة الإنسانية القائمة بين الهيئة وتلك المنظمات.
وفي المجال الصحي، أشار التقرير إلى أن هيئة الهلال الأحمر أنشأت عدداً من المؤسسات الصحية التي تخدم النازحين واللاجئين إلى جانب السكان المحليين في أربيل، ويقف على رأس هذه المؤسسات مستشفى "عطايا" للأمومة والطفولة في بحركة ومستشفى "عيال زايد" في شقلاوة، إلى جانب عدد من المراكز الصحية والعيادات التي أنشأتها الهيئة داخل المخيمات وخارجها لتوفير الرعاية الصحية اللازمة، وفيما يخص الجانب الاجتماعي أنشأت الهيئة مركزاً في خازر لإيواء الأيتام وأبناء المفقودين الذين تزايدت أعدادهم بسبب فقد أسرهم نتيجة الحرب وتشتت الأسر في اتجاهات مختلفة أثناء النزوح والحركة، إضافة إلى مركز آخر للأطفال المصابين بالتوحد في أربيل.
وفي مجال التعليم عملت الهيئة على إنشاء وتأهيل 14 مدرسة للبنين والبنات لتوفير فرص التعليم لأبناء النازحين وإتاحة الفرصة لهم لإكمال تحصيلهم العلمي رغم ظروف المحنة، ولم تقف جهود الهلال الأحمر الإماراتي عند هذا الحد بل تعدته إلى تحسين الخدمات داخل المخيمات وتأهيل بنيتها التحتية وخلق بيئة ملائمة للحياة والعيش الكريم، فكانت مبادرات الهيئة بإنشاء وتأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتأهيل الطرق الداخلية، إلى جانب توفير آلاف الأطنان من المواد الغذائية، وإنشاء عدد من المخابز داخل المخيمات لتوفير احتياجات النازحين من الخبز يومياً، وفي مجال توفير المياه تم حفر وصيانة 61 بئراً ارتوازياً في مناطق مختلفة حول أربيل، عملت على تحسين إمدادات المياه في المخيمات والمناطق السكنية المتاخمة لها والتي كانت تعاني شحاً في هذا المصدر الحيوي.
وفي محور آخر، اهتمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتعزيز قدرات اللاجئين وتوفير مصادر دخل تعينهم على مجابهة ظروف الحياة وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، فتم إنشاء عدد من مشاغل الخياطة تعمل فيها نساء من سكان المخيمات بأجر ثابت وتنتج شهريا آلاف القطع من الملابس والزي المدرسي لأطفال النازحين واللاجئين، إضافة إلى إنشاء عشرات المخابز والمحلات التجارية.