رئيس وزراء اليابان في الإمارات.. شراكة بعيون التاريخ والمستقبل
علاقات مميزة تربط دولة الإمارات باليابان أضحت مثالا للتعاون الثنائي في شراكة استراتيجية تعكس رؤية هادفة للمستقبل بعيون التاريخ.
علاقات متنامية تكللت بـ"شراكة استراتيجية شاملة"، وتتعزز بزيارة بدأها رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، اليوم الإثنين، إلى دولة الإمارات.
ولا تعتبر العلاقات الرابطة بين البلدين وليدة زمن قريب، بل تشكل ثمرة رؤية برزت منذ الأيام الأولى لقيام الدولة، عندما أولى الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، الروابط مع اليابان أهمية خاصة وأدرجها ضمن أولى زياراته لبلدان العالم المتقدم.
"شراكة شاملة"
في سبتمبر/أيلول 2022، وقعت دولة الإمارات واليابان اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة"، في خطوة توجت العلاقات المتنامية بين البلدين على مدار نصف قرن.
وحينها، تزامن الحدث مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين الصديقين، تأكيدا على أهمية تعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات، بدعم ورعاية قيادة البلدين بما يحقق تطلعات الشعبين إلى مزيد من الازدهار والتقدم والنماء.
وبالتزامن مع توقيع الاتفاقية، أعلنت اليابان عن إعفاء مواطني دولة الإمارات من متطلبات تأشيرة الدخول إليها لحاملي جوازات السفر العادية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، نظيره الياباني يوشيماسا هاياشى، وذلك في إطار زيارة العمل التي قام بها إلى طوكيو.
وبحث الوزيران خلال اللقاء، علاقات الصداقة وسبل تعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات، ومنها الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية،
كما تناولا عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بينها التغير المناخي، واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة كوب 28 العام الجاري في مدينة إكسبو دبي.
وإلى جانب ذلك، استعرض الجانبان التعاون المشترك بين البلدين في إطار المنظمات الدولية، كما ناقشا المستجدات الإقليمية والعالمية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وفي 20 مارس/آذار 2022، استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نظيره الياباني، في أبو ظبي، في لقاء جرى خلاله بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيز آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة.
وفي يونيو/حزيران من نفس العام، أجرى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، زيارة عمل إلى اليابان.
وعقد خلال الزيارة لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين في الحكومة اليابانية ورؤساء الشركات ركزت على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة ودفع فرص النمو منخفض الانبعاثات.
بعيون التاريخ
علاقات ثنائية عريقة، حيث تعد اليابان من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية متينة مع دولة الإمارات وذلك منذ عام 1971، وتكللت بافتتاح سفارة الإمارات بطوكيو في ديسمبر/ كانون الأول 1973 وسفارة اليابان بأبوظبي في أبريل/نيسان 1974.
ومثلت الزيارة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اليابان خلال عام 1990، منعطفا تاريخيا في مسار العلاقات الثنائية وساهمت في وضع الأسس الراسخة التي تقوم عليها هذه العلاقات اليوم.
وعلى خطاه، مضت القيادة الإماراتية، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن العلاقات بين دولة الإمارات واليابان متجذرة وعميقة وشهدت قفزات نوعية مهمة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والفضاء والتعليم وغيرها.
وفي تصريحات سابقة، أوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن ما يكسب العلاقات بين الإمارات واليابان أهمية خاصة أنهما تعبران عن نموذجين تنمويين بارزين على المستويين الإقليمي والعالمي.
ولفت إلى أن البلدين يتفقان في منظومة القيم الحضارية الداعية إلى التسامح والتعايش والحوار ونبذ التطرف والإرهاب والكراهية والعنصرية أياً كان مصدرها.