الإمارات واليابان.. قيادة رشيدة عززت علاقات البلدين
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان أكد أن علاقات الإمارات واليابان تستند إلى مسيرة تاريخية ممتدة من الثقة والتعاون والاحترام.
تعمل القيادة الرشيدة في دولتي الإمارات واليابان على تعزيز العلاقات الاستراتيجية القائمة منذ 48 عاما بين البلدين الصديقين حيث انعكس ذلك على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتأتي الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الإمارات، في إطار قناعة قيادة البلدين بضرورة تطوير وتعزيز العلاقات، وضمن سلسلة من الخطوات الفعلية لترجمة هذا التوجه في الواقع.
مصالح متبادلة
وتتواصل علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان منذ قيامها في إطار من الصداقة والمصالح المتبادلة.
وتعود بداية العلاقات بين الدولتين إلى ما قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات من خلال المبادلات التجارية التي كانت تقوم بها الشركات اليابانية في منطقة الخليج العربي.
وتعد اليابان من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات في عام 1971.
وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا مستمرا، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري، حيث تُعَد اليابان الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم.
ووصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما بحسب إحصائيات 2018، إلى ما قيمته 53.5 مليار درهم، فيما بلغت استثمارات اليابان في الإمارات ما يعادل 14.3 مليار درهم.
ولعبت الاستثمارات والتكنولوجيا اليابانية المتطورة دورا حيويا في دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة، والنقل، والطيران، والرعاية الصحية.
ويوجد أكثر من 100 شركة يابانية بأسواق الإمارات، ونحو 200 وكالة وأكثر من 10 آلاف علامة تجارية يابانية مسجلة، وتأتي دولة الإمارات ضمن أكبر 5 دول مصدرة للنفط لليابان، بحسب إحصائيات 2018.
وتحتل الإمارات المرتبة الثامنة في شراكتها مع طوكيو، وسابع أكبر سوق لمعدات النقل اليابانية، كما تحتل المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسال والثانية في تصدير النفط الخام.
وفي السنوات القليلة الماضية تنوعت صادرات الدولة إلى اليابان لتشمل الألومنيوم والنحاس، فيما تستورد الإمارات من اليابان السيارات والآلات والمعدات الصناعية والإلكترونية.
تعاون ثقافي
ونجحت الإمارات واليابان في تأسيس علاقات تعاون متميزة في المجالين الثقافي والعلمي، تمثلت في فتح طوكيو مكتبا لها في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي عام 2013، ومذكرة التفاهم بين جامعة طوكيو ومعهد البترول ومركز بحوث أبوظبي بشأن إنشاء أطر للبحوث والدراسات المشتركة.
وحسب مكتب التطوير التعليمي الياباني بأبوظبي، يتوقع أن يصل عدد الطلبة الإماراتيين الدارسين في اليابان إلى نحو 500 طالب وطالبة مع نهاية العام الجاري، ملتحقين ببرامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه خصوصا في تخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أكد في وقت سابق الإثنين، أن علاقات الإمارات واليابان تستند إلى مسيرة تاريخية ممتدة من الثقة والتعاون والاحترام والمصالح المتبادلة.
وخلال تغريدة عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن ترحيبه برئيس وزراء اليابان في أبوظبي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: لدينا حرص مشترك على تعزيز ذلك الإرث لما فيه خير لشعبينا الصديقين وصالحهما.
وتهدف زيارة شينزو آبي للتخفيف من حدة التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط منذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا في غارة أمريكية.
وكانت حكومة آبي قررت أواخر الشهر الماضي إرسال قوات بحرية إلى الشرق الأوسط للمساعدة في ضمان أمن ملاحة السفن.
وستكون مهمة البحرية اليابانية لمدة عام وتستهدف جمع المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في ضمان سلامة السفن في ممر رئيسي لشحن النفط.