يصادف اليوم الأول من فبراير عيد الربيع الصيني، الذي يعد أهم احتفال تقليدي في الصين.
وبمناسبة حلول سنة النمر الصينية الجديدة، قدم السفير الإماراتي لدى الصين تهنئته للشعب الصيني وأمنياته لنجاح الأولمبياد الشتوي في بكين.
وتقام في الإمارات أيضا أنواع من الفعاليات الترفيهية والثقافية لمشاركة بهجة هذا العيد التقليدي، فيما يلقى حفل مهرجان عيد الربيع، الذي تنظمه "مجموعة الصين للإعلام" عشية كل رأس سنة صينية جديدة إقبالا كبيرا من المتابعين في العالم، كما ابتكر الحفل لهذا العام شاشة منحنية، 720 درجة، مخصصة لتقديم تجربة "غامرة" للجمهور.
وستقوم وسائل إعلام عربية عدة بالبث المباشر لحفل مهرجان عيد الربيع لتعريف الشعب العربي بالثقافة الصينية.
وتقام في الإمارات بالتوازي العديد من فعاليات والأنشطة لتشارك الاحتفال بعيد الربيع الصيني كل عام، كإضاءة برج خليفة -أعلى بناء في العالم- بألوان العلم الصيني، ورقص النافورة على أنغام مقطوعات من الموسيقى التقليدية الصينية وفعاليات احتفالية مثل عروض رقصات الأسد والتنين والكونغ فو.
ورغم تداعيات "كوفيد-19" تم تنظيم فعاليات وأنشطة تبادلية بين الصين والإمارات عبر الإنترنت، ما يسلط الضوء على الثقافة الصينية ويعكس قيم التعايش والتعددية الثقافية التي يتميز بها المجتمع الإماراتي.
إن سلسلة الأنشطة الاحتفالية في الإمارات للاحتفال بعيد الربيع الصيني دليل على حرص الإمارات على علاقاتها العميقة مع جمهورية الصين الشعبية، التي حافظت على مكانتها كأكبر شريك تجاري للإمارات لسنوات عديدة، فضلا عن أن الصين هي مصدر هام للاستثمار الأجنبي بالنسبة للإمارات، ومن أهم الأسواق المصدرة للزوار إلى دولة الإمارات، ففي عام 2019 استقبلت الإمارات 1.75 مليون سائح صيني، في حين شكل قطاع السياحة 7-8% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات.
إن قوة استهلاك السياح الصينيين لعبت دورا لدفع نمو قطاع السياحة والتسوق والترفيه في الإمارات، التي أطلقت مبادرة "هلا بالصين" في عام 2018 لتلبية احتياجات السياح الصينيين وتحسين جودة الخدمات ولجذب مزيد منهم.
خلال هذه السنوات، أصبح لتطوير العلاقات مع الصين أهمية استراتيجية متزايدة بالنسبة للإمارات، هذا ما ينعكس باستراتيجية "الاتجاه نحو الشرق"، التي تبنتها الإمارات في السنوات الأخيرة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن علاقة الدول تعتمد على صداقة الشعوب، وصداقة الشعوب تعتمد على تواصل القلوب.
ولتعزيز التبادل الثقافي بين الصين والإمارات، أطلقت الإمارات مشروع "مائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية منذ عام 2017، وقد افتتحت 143 مدرسة إماراتية دورات لتعليم اللغة الصينية، وسيكون هناك أكثر من 45 ألف طالب في الإمارات يتعلمون اللغة الصينية بحلول نهاية عام 2021.
وبمناسبة حلول عيد الربيع الصيني، أقامت مدارس مجموعة من الأنشطة الاحتفالية، اعتمادا على اللغة وتم تعزيز التبادل الثقافي وتقريب قلوب الشعبين الصيني الإماراتي، فيما أقيم في معرض "إكسبو دبي" يوم الجناح الصيني و"يوم التبادل الثقافي الصيني الإماراتي"، كما أقيم في الصين والإمارات هذه السنوات "الأسبوع الثقافي الصيني الإماراتي" و"أسبوع التبادل الثقافي بين شباب الصين والإمارات" وزيادة التبادل الطلابي والوفود من مسؤولين وباحثين، فزاد التواصل والتعاون الثقافي بين الصين والإمارات لبناء التفاهم والثقة بين البلدين.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، تشهد العلاقات الصينية الإماراتية ذروتها التاريخية، ولم تقتصر العلاقات الثنائية على الجانب الاقتصادي والتجاري، بل تعدت ذلك إلى الجوانب الثقافية.. فالإمارات دولة مهمة بالنسبة إلى الصين لبناء الثقة والتعاون مع دول الخليج العربي وتعزيز بناء مبادرة "الحزام والطريق"، بينما تهتم الإمارات بتطوير العلاقات مع الصين لأهميتها في التنمية الاستراتيجية الإماراتية، ولا شك أن التبادل الثقافي بين البلدين يسهم في تحقيق هذه الأهداف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة