الإمارات وكازاخستان.. علاقات تاريخية وتعاون مثمر
شراكة استراتيجية وعلاقات امتدت لأكثر من 26 عاما توجتها زيارات متبادلة وتعاون مشترك في جميع المجالات.
علاقات تاريخية امتدت لأكثر من 26 عاما بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كازاخستان، توجتها زيارات متبادلة وتعاون مشترك في جميع المجالات، وآخرها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي وصل الأربعاء، إلى العاصمة أستانة في زيارة رسمية.
- محمد بن زايد يصل إلى كازاخستان في زيارة رسمية
- موانئ دبي العالمية تستحوذ على حصص في منطقتين اقتصاديتين بكازاخستان
وكان الرئيس نور سلطان نزار باييف، رئيس جمهورية كازاخستان، في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله قصر الرئاسة، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية.
العلاقات الاقتصادية
علاقات متميزة تربط بين البلدين، انعكست على الجانب الاقتصادي، حيث يتعاون البلدان في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها مجالات الطاقة والتبادل التجاري والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعد الإمارات مستثمرا رئيسيا في كازاخستان من بين دول الشرق الأوسط.
وبحسب البنك الوطني لكازاخستان، فقد وصل حجم الاستثمارات المباشرة من الإمارات إلى اقتصاد كازاخستان في الفترة ما بين 2005 و2016 إلى ملياري دولار أمريكي.
بينما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين إلى نحو 185 مليون دولار عام 2015.
واستمرارا للعلاقات الودية قدمت الإمارات إلى كازاخستان أكثر من 100 مليون دولار أمريكي كمنح لبناء المنشآت الاجتماعية، وآخرها المدرسة الثانوية الكازاخية الإماراتية التي بنيت في أستانة في هذا العام على منحة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
كما دعمت الإمارات تنظيم معرض إكسبو 2017 في أستانة، وكانت أول دولة عربية في الشرق الأوسط أكدت رسمياً مشاركتها في المعرض، كما عينت مفوضاً للجناح ووقعت على اتفاقية المشاركة.
وفي 24 مارس/آذار 2018 وقّعت كل من موانئ دبي العالمية وحكومة كازاخستان على اتفاقيتين في أبوظبي للاستحواذ على حصص في منطقتين اقتصاديتين خاصتين في كازاخستان.
وذكرت موانئ دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي، أنها تخطط للاستحواذ على حصة نسبتها 51% في منطقة خورجوس الخاصة، وحصة نسبتها 49% من منطقة أكتاو.
وأكدت موانئ دبي العالمية أنها وقّعت اتفاقين إطاريين مع حكومة كازاخستان يتعلقان بعملية الاستحواذ وحوكمة وإدارة المنطقتين، وذلك بهدف لعب دور مهم في تعزيز الترابط التجاري على امتداد طريق الحرير الجديد ومناولة المواد الهيدروكربونية والحاويات والبضائع السائبة.
شراكة واتفاقيات استراتيجية
تتسم العلاقات الإماراتية الكازاخية بأنها استراتيجية، حيث بنيت على قيم ورؤى مشتركة تمكن الطرفين للمساهمة في السلام والأمن والاستقرار في المنطقتين والعالم.
ووصل عدد الاتفاقيات التي وقعها البلدان إلى 102 اتفاقية في كل المجالات، كان أولها الاتفاقية الموقعة في 25 مايو/أيار 1998 بين الحكومتين بشأن التجارة والتعاون الاقتصادي، ثم تلتها اتفاقية في 28 أبريل/نيسان من عام 2006 بشأن قرض بين حكومة كازاخستان وصندوق أبوظبي للتنمية لتمويل مشروع طريق كاراغاندي - أستانة.
وتلت ذلك اتفاقية خطة العمل بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة والموقعة في 26 فبراير/شباط 2006، واتفاقية بين الحكومتين لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، وقعت في 22 من ديسمبر/كانون الأول من عام 2008.
وآخر هذه الاتفاقيات هي التي تمت خلال الزيارة التي أجراها نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان لقصر الرئاسة بأبوظبي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 24 مارس/آذار من العام الجاري.
وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وقعها من الجانب الإماراتي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، ومن الجانب الكازاخستاني جينز كاسم بيك وزير الاستثمارات والتنمية.
كما تم توقيع اتفاقيتين؛ الأولى لإنشاء مصنع عالمي لإنتاج "البولي إيثيلين"، والثانية لتطوير مشروع لإنتاج البولي بروبلين، وكلاهما في كازاخستان وقعها من جانب الدولة سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، ومن الجانب الكازاخستاني كانات بوزبايف وزير الطاقة.
كما جرى توقيع اتفاقية حول المبادئ الأساسية للاستحواذ على 49% من أسهم الشركات المساهمة الخاصة في المنطقة الاقتصادية في ميناء أكتاو، وقعها من جانب الإمارات سلطان بن سليم رئيس مجموعة موانئ دبي العالمية، ومن الجانب الكازاخستاني جرالي توقزانوف حاكم منطقة مانجاستاو.
كما تم توقيع وثيقة المشاركة في إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بوابات خورغوس - إيستن، وقعها من جانب الإمارات سلطان بن سليم رئيس مجموعة موانئ دبي العالمية، ومن الجانب الكازاخستاني كانات ألبيسبيف رئيس شركة جي سي.
وتم توقيع اتفاقية عقد شراكة بين اللجنة العليا لإكسبو دبي 2020 وحكومة جمهورية كازاخستان وقعها من جانب الإمارات نجيب العلي المدير التنفيذي للجنة العليا لإكسبو دبي، ومن الجانب الكازاخستاني ألين شايزونسو المفوض العام من حكومة كازاخستان لإكسبو دبي 2020 نائب رئيس مجلس إدارة شركة جي إس جي الوطنية لإكسبو أستانة.
التعاون في مجال الفضاء
تنامت العلاقات بين الإمارات وكازاخستان لتشمل كل المجالات، وحيث إن كازاخستان تدخل ضمن 30 دولة حول العالم تمتلك تكنولوجيا الفضاء، ومن حيث التكنولوجيا العالية تعد ضمن 10 دول متقدمة، عملت الإمارات على التعاون معها تلبية للخطط الطموحة للإمارات لإطلاق المسبار الفضائي إلى المريخ في عام 2021.
وفي الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 وقعت اتفاقية التعاون بين وكالة الفضاء الوطنية لجمهورية كازاخستان ومؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية.
وفي الـ22 من ديسمبر/كانون الأول وقعت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست"، مذكرة تفاهم مع كازكوسموس وكالة الفضاء الوطنية لجمهورية كازاخستان، لتعزيز التعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية.
وقام على أثرها وفد من وكالة الإمارات للفضاء برئاسة الدكتور خليفة الرميثي رئيس مجلس إدارة الوكالة بزيارة إلى كازاخستان في شهر مايو/أيار 2016، وتمت مناقشة المسائل حول تطوير التعاون بين وكالات الفضاء في البلدين في مجالات أبحاث الفضاء، والاستشعار عن بعد والملاحة الفضائية العالمية، واستخدام البنية التحتية للمساحات، وإنشاء المركبات الفضائية وقطع الغيار، وتوفير واستخدام خدمات الإطلاق.
وفي ختام الزيارة تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ولجنة الفضاء بوزارة الاستثمارات والتنمية الكازاخستانية في مجال الاستكشاف والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.
العلاقات البرلمانية
شكلت الزيارة الرسمية الأولى التي أجرتها الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إلى أستانة في الفترة ما بين 29 مايو/أيار و1 يونيو/حزيران الماضي، في إطار مشاركتها في المؤتمر الدولي "الأديان ضد الإرهاب"، نواة للعلاقات البرلمانية بين البلدين.
وعلى أثر هذه الزيارة لبى وفد برلماني كازاخي رفيع المستوى برئاسة داريجا نازاربايفا، دعوة شخصية من الدكتورة أمل القبيسي، بالمشاركة في القمة العالمية لرئيسات البرلمانات في أبوظبي.
كما تم التوصل إلى تشكيل مجموعة صداقة برلمانية كآلية مهمة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن تعزيز ودعم متبادل لمبادرات السياسة الخارجية لكازاخستان والإمارات العربية المتحدة.
التعاون العسكري
أعطت الزيارة الرسمية الأولى للفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، إلى كازاخستان، في إطار المشاركة في المعرض العسكري الدولي الرابع "كاديكس 2016" في الفترة ما بين 31 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران الماضي، دفعة جديدة لتطوير التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والتعاون العسكري والفني.
وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني اتفقت القوات المسلحة الكازاخستانية والإماراتية خلال أول مباحثات جرت في أستانة على خطة للتعاون العسكري.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الكازاخستانية أنه تم التوقيع على أول خطة للتعاون العسكري الثنائي بين وزارتي الدفاع الكازاخستانية والإماراتية، التي حددت التوجه لتطوير العلاقات الثنائية.
المحادثات جرت في العاصمة الكازاخستانية، بين العميد حمود علي جمعة الشيخ، الذي ترأس وفد الإمارات، والفريق تلغات مختاروف، نائب وزير الدفاع الكازاخستاني.
وشكل هذا الحدث علامة فارقة في إقامة شراكة استراتيجية دائمة بين وزارتي الدفاع في البلدين.
الاستخدامات السلمية للطاقة النووية
جاءت مشاركة الإمارات في الافتتاح الرسمي لبنك اليورانيوم منخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في العاصمة الكازاخستانية أستانة، في إطار حرص الدولة على منع الانتشار النووي غير المشروع.
الإمارات شاركت بوفد دولة الإمارات ترأسته الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، وعضوية كل من الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كازاخستان، وحمد علي الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وألقت الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي كلمة دولة الإمارات خلال الافتتاح، وعبّرت فيها باسم حكومة دولة الإمارات عن شكرها وتقديرها العميق لجمهورية كازاخستان، لاستضافتها هذا المشروع والجهود المبذولة من أجل إنشاء بنك اليورانيوم منخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضحت أن الإمارات تقدر كل الجهود التي بذلتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت قيادة مديرها العام يوكيا أمانو لإنجاز هذا المشروع، وشكرت جميع المانحين الذين قاموا بتمويل هذا المشروع الذي يعد ضمانا لتوفير الإمدادات لمحطات الطاقة النووية ومنع الانتشار النووي غير المشروع.