لا توفر الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات الأعمال الخيرية جهداً في ترسيخ مكانة الإمارات كدولة مانحة أولى، ومصدر خير للإنسانية .
لا يمرّ "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي مرت علينا ذكراه منذ أيام، ويصادف الـ19 من شهر رمضان من كل عام، الموافق ذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، على مواطني الدولة مرور الكرام، بل يجعلهم في حيرة من أمرهم حول كيفية إيفاء هذا الإرث العظيم من الخير حقّه والقيام بالواجبات المترتبة على إحيائه.
ولا توفر الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومؤسسات الأعمال الخيرية داخل الدولة وخارجها، بتوجيهات قيادتنا الرشيدة حفظها الله، جهداً في ترسيخ مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً كدولة مانحة أولى، وكمصدر خير وعون للإنسانية جمعاء، وهذا الأمر ينطبق كذلك على المؤسسات المجتمعية وجمعيات النفع العام والهيئات وفي مقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمتابعة حثيثة وإشراف يومي من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي،
وهنا، تستوقفنا الدلالات المهيبة التي لهذا اليوم الخالد، والتي تجعل منه احتفالية إنسانية للعطاء والبذل، وأولها أنّ الإمارات اختارت أن يكون هذا اليوم في التاسع عشر من شهر رمضان عنواناً للخير، ودلالة انفتاح ديني على العالم بأسره في إطار التلاقي والتضامن، استلهاماً للقيم الإنسانية، والتزاماً بالسنة النبوية الشريفة، ومبادئ الدين الحنيف التي أوصتنا بأن نتعاون على البر والتقوى، وأن نسارع إلى الخيرات، والأمر بالمعروف.
الإمارات سمت هذا اليوم باسم زايد وربطته بالعمل الإنساني، لتؤكد القيمة المعنوية الكبرى لإرث المغفور له الشيخ زايد، في تاريخنا الإماراتي الحديث، كمفردة أصيلة من مفردات هويتنا الوطنية.
وثانية هذه الدلالات أنّ الإمارات سمت هذا اليوم باسم زايد وربطته بالعمل الإنساني، لتؤكد القيمة المعنوية الكبرى لإرث المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في تاريخنا الإماراتي الحديث، كمفردة أصيلة من مفردات هويتنا الوطنية، بل والقيمة المعرفية الكبرى التي يمثلها هذا الإرث في تنشئة الأجيال القادمة على حب الخير والالتزام بالعطاء أولوية إنسانية حازمة وخاصة في وجه الآني والمقبل من الأيام والتحديات.
أما ثالثة هذه الدلالات فهي مبهرة في رمزيتها، وآسرة في مضمونها، وعميقة في معناها الشعوري والوجداني على المستويين الوطني والإنساني، فكيف لدولةٍ أن تجعل من يوم وفاة ورحيل مؤسسها، اليوم الذي بكت فيه عيون صغارنا قبل كبارنا، ولهجت ألسنتنا بالدعاء لوالدنا وقائدنا بالرحمة والمغفرة، أن تجعل منها مناسبةً متجددة للحياة، واحتفالية متجددة للأمل، ومنصة كونية للعطاء بدون تمييز بين عرق ولون ودين ولغة، بتأكيد استمرار نهجها الريادي في البذل للإنسان والإنسانية، وتقديم المثال الأعلى والقدوة الحسنة في كيفية ترسيخ القوة الناعمة بالعون والكلمة الطيبة، بالغوث، وبغيث، وبكل مبادرة تحت أي مسمى، وأية مظلة، ففي ميدان الخير، نتسابق نحن الإماراتيين، بلا منة ولا مفاضلة، فالعالم يحتاجنا في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، ونحنا قدها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة