العيد هو عيد المسلمين أجمعين الصائمين والمعذورين وله شعاره الخاص من التكبير فيه ليلة العيد إلى أن تقام صلاة العيد ولبس الجديد والتطيب.
- كيف نستعد لاستقبال العيد في المنزل
* استقبلنا شهر رمضان بحمد الله تعالى بنفس مطمئنة ورغبة في فعل الخير وحرص على أداء فرائضه ونوافله، فمن كان كذلك فإنه يكون كتب له أجر ما نوى حتى وإن حدث له عارض منعه من تحقيق ما نوى، وهوما كان يندب النبي عليه الصلاة والسلام أمته عليه، كما روى البيهقي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دخل على المسلمين شهر خير لهم منه، ولا دخل على المنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله يكتب أجره ونوافله من قبل أن يوجبه، ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد له من النفقة في القوة والعبادة، ويعد المنافق اتباع غفلات المسلمين، واتباع عوراتهم، فهو غنم للمؤمن، ونقمة للفاجر"
فكان استعدادنا لهذا الشهر الكريم استعدادا صالحا نوينا صيامه مخلصين ونؤدي قيامه مخبتين ولا ننسى فيه حقوق الفقراء والمساكين، وبذلك نكون من المتقين إن شاء الله رب العالمين.
من هيأ نفسه ليكون في العيد فرحا مستبشرا فإنه يكون سعيدا، لاسيما وهو بين أهله وذويه الذين لهم حق عظيم في إضفاء السرور عليهم.
أما العيد فهو عيد المسلمين أجمعين الصائمين والمعذورين، وله شعاره الخاص من التكبير فيه ليلة العيد إلى أن تقام صلاة العيد ولبس الجديد والتطيب بالطيب المبارك، وصلة الأرحام، وقبل ذلك أداء زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين.
وشعار العيد هو الفرح والتسامح والتصافي بين الناس، فعلى المسلم أن لا يمنعه من ذلك كله وباء أو حجر صحي، فإن هذه الأمور ذاتية في المقام الأول.
فمن هيأ نفسه ليكون في العيد فرحا مستبشرا فإنه يكون سعيدا، لاسيما وهو بين أهله وذويه الذين لهم حق عظيم في إضفاء السرور عليهم، فلنتناسى هم الوباء وقساوة وقعه على نفوسنا واقتصادنا وعلاقاتنا الاجتماعية، لأنه لا سبيل لدفع ذلك فهو قدر كتب على الناس أجمعين، فهان علينا وضعه، كما قالت الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي ... على أمواتهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلِّي النفس عنه بالتأسي
وسلوتنا الكبيرة ما نراه من توفير الخدمات فلم ينقصنا شيء، بفضل الله تعالى وبفضل همة وعزيمة قيادتنا الرشيدة التي جعلت الغذاء والدواء خطا أحمر، فتيسر لنا كل شيء، بل إنه يأتي إلى بيوتنا، ونحن في مأمن من العدوى والوباء، بينما كثير من الناس في دول كثيرة فقدوا أساسيات الحياة.
- كيف نحافظ على أجواء زينة وبهجة رمضان والعيد في المنزل
* بيت الإنسان هو جنته في الحياة، والجنة هي مصدر سعادة المرء وكمال أنسه، فيتعين أن نجعل من هذا الوباء الذي حل بنا وبالعالم أجمع دواء لعلاج الخلل الذي كانت البيوت تعيشه من الهجر والبعد، لاسيما في شهر رمضان الذي كانت البيوت فيه تعاني نفورا وشتاتا بسبب اللقاءات والخروج إلى التجمعات.
فإذا فرضت علينا الإقامة الجبرية في المنازل فذلك من أجل صحتنا وسلامة المجتمع، فلنعد ذلك فضلا من الله تعالى أن جعل لنا بيوتا نأوي إليها ونسكن فيها، فكم ممن لا كافي له ولا مأوى.
وقد كان النبي عيه الصلاة والسلام يعلمنا قيمة هذا البيت باستشعار فضل الله تعالى به، فكان إذا أوى إلى فراشه، قال:" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي" وكان يذكرنا بما نعيشه اليوم من النعم فيقول:" من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".
وكان يشعرنا بما نحن فيه من السعادة فيقول صلى الله عليه وسلم:" من سعادة المرء ثلاثة : المرأة الصالحة , والمركب الصالح , والمنزل الواسع" وهذه أمور نعيشها بفضل الله تعالى في دولة الإمارات فينبغي أن تكون محل اعتزاز، ننسى معها الهم والغم الذي حل بالعالم أجمع، وبذلك يكون العيد سعيدا.
- كيف نجعل من رمضان فرصة لقهر فيروس كورونا
*الشهر الفضيل شهر عبادة ومودة، ومن الرحمة المحافظة على صحة وسلامة عائلتك وأصدقائك ومجتمعك كمقصد من مقاصد الشريعة
وشهر رمضان هو شهر العبادة والذكر وقراءة القرآن، فهو شهر الأنس بالله تعالى، والانقطاع فيه لعبادته صياما وقياما وفعل الخير، وإذا كان الاعتكاف سنة في شهر رمضان، ولم يتيسر لنا أداؤه في المساجد، فلنشعر أنفسنا أننا في منازلنا معتكفين على البر والتقوى من صيام وقيام وصون للجوارح والخواطر عن الآثام، لأن الصوم هو مراقبة لله تعالى في جميع الأحوال.
كما أننا في هذا الحال نحن في مجاهدة أنفسنا وغيرنا لحميتها من الأمراض المعدية، التي تفتك بالمجتمعات التي لم تلتزم الحجر الصحي كما ينبغي، ونستشعر بذلك أننا نمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم في عدم الورود إلى الأماكن الموبوءة كما قال عليه الصلاة والسلام"إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها".
وقال عليه الصلاة والسلام:"وفر من المجذوم كما تفر من الأسد" كما نهانا الشارع عن إلحاق الضرر بأنفسنا أو بغيرنا، فقال عليه الصلاة والسلام: لا ضرر ولا ضرار" أي لا يجوز للإنسان أن يضر نفسه أو غيره ابتداء ولا على وجه المقابلة، فنحن إذا في طاعة الامتثال لأمر الشرع وأمر ولاة الأمر، ولنا أجر في ذلك، فإذا استشعر المسلم هذه المعاني هان عليه الخطب وكان في راحة نفسية.
- لنحافظ على عاداتنا بما يتماشى مع الإرشادات والإجراءات الصحية، نستغل التكنولوجيا في تعزيز أجواء التآزر المجتمعي لمواجهة كورونا.
* الحفاظ على الصحة أمر شرعي مقدس، فيلزم الإنسان الحفاظ على نفسه ولا يلحق بها الضرر مهما أمكنه ذلك، ومن أجل ذلك رخص له الشرع ترك الواجبات والأخذ بالرخص المخففة في العبادات فضلا عن العادات من أجل سلامته وسلامة الآخرين.
ومن هنا كانت الإجراءات الصحية الاحترازية ضرورة لسلامة المجتمع، فلا بد من أخذها بعين الاعتبار والالتزام، فلنترك ما يضر بصحتنا أو صحة غيرنا من العادات التي كنا قد اعتدناها في شهر رمضان من اللقاءات والتجمعات، لاسيما وقد أبدلنا الله تعالى وسائل التقنية الحديثة فيمكن التواصل بها صوتا وصورة.
وهذه الأمور الإدارية الحكومية والخاصة تتم عن بعد بكل كفاءة، فالأمور الاجتماعية والعادية من باب أولى، ولنحمد لله تعالى على ما يسر لنا من خير، ودفع عنا من ضير، ولو لم نلتزم الحجر الصحي لكنا اليوم غارقين في الوباء، ولكن الله سلم، وكل شيء يهون من أجل السلامة العامة والخاصة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة