الإمارات على الدوام تظل رمزَ سلامٍ وأمنٍ وأمان وداعية للتعايش المشترك وتعزيز روح المحبة والمسامحة والاصطفاء الإنساني لمعاني الخير.
استجابت الهيئات الدينية العالمية ومختلف الطوائف والمذاهب والعقائد البشرية والمنظمات العالمية للمبادرة التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية المنبثقة عن وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام، والعيش المشترك ومقرها دولة الإمارات للصلاة والابتهالات الخميس الماضي، كل حسب مذهبه وعقيدته وانتمائه الديني، والدعاء من أعماق القلوب المؤمنة والتضرع إلى المولى تعالى أن يرفع البلاء والتخلص من أمراض الجهل والضغينة والأحقاد والأوبئة الفتاكة والجائحات الممرضة المنتشرة والقاتلة بما فيها وباء كورونا المستجد.
ولقيت هذه الدعوة قبولاً عالمياً في سائر الكرة الأرضية، مدعومة بإعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي تضامنه وتأييده لهذه المبادرة الخلاقة مع عموم الخلائق في الإنسانية لنشر المحبة والمودة وصفاء النوايا ورفع الأحقاد ولإبعاد المخاطر وأوار الفتن التي حطمت البشرية، والتهمت الأخضر واليابس ملحقةً الدمار والأذى بأرواح الآلاف من النفوس البريئة على امتداد بقاع العالم.
ودولة الإمارات على الدوام تظل رمزَ سلامٍ وأمنٍ وأمان وداعية للتعايش المشترك وتعزيز روح المحبة والمسامحة والاصطفاء الإنساني لمعاني الخير والتعاون والتآزر، وتعميق الآصرة الاجتماعية بين الدول دون تمييز بين إنسان وآخر منطلقة من إيمانها بعدالة الحق وسمو الأخلاق السائدة لدى قيادتها ورجالاتها الذين آثروا النهوض ليس بمجتمعهم الإماراتي وحسب وإنما بسائر المجتمعات الإنسانية معتمدين على مفاهيم إنسانية ومبادئ سامية، ومدركين أن هذا العصر وتحديداً في زمن العولمة تعددت فيه الجرائم، وأعمال العنف وتجارة المخدرات والتقهقر البيئي والأمراض المزمنة وازدياد سقوط الضحايا في منازعات ضمن الدولة سواء عن طريق الحروب أو الجرائم الأخرى.
ويتجلى دور الإمارات بتوسيع إطار الجهود الواسعة في مضمار التعاون الدولي وقت الأزمات وشدتها، وتعد هي الأولى والسباقة في دفع الأذى عن أبناء المجتمعات، فكانت وافرةَ العطاءات بتقديم مساعداتها الخيّرة المادية منها والصحية لعشرات الدول التي تعرضت لجائحات ممرضة وللأوبئة جراء الكوارث الاجتماعية والاقتصادية، وفي ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، قدمت الإمارات مساعداتٍ ودعماً واسعاً في إطار مكافحة انتشار هذه الجائحة، وتقديم المستلزمات والمعدات الطبية, وساهمت الإمارات بتسهيل عودة المواطنين الراغبين في الرجوع إلى بلدانهم.
ولم تتوقف مساعدات الإمارات خلال أزمة انتشار وباء كورونا داخل الدولة بل اعتبرت هذه المساعدات حفاظاً على سلامة المجتمع وصحته مع استمرار دعم انسيابية العمل وكفاءته في مختلف الجهات والقطاعات، وذلك اعتماداً على البنية التحتية التكنولوجية في البلاد المدعومة بالخبرات العلمية المحلية والتقنيات ذات المواصفات العالمية، وقال الشيخ محمد بن زايد ولي العهد: " نحن بدأنا استعداداتنا قبل كورونا، وبفضل الله تعالى الإمارات آمنة ومستقرة ومتطورة طبياً ونحن في خير وأمان، وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة، وأن الوقت الصعب الذي نعيشه سيمضي بإذن الله لكن يحتاج منا إلى صبر".
أثبتت الإمارات العربية المتحدة أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم، وبخاصة التي تمر بأحلك الظروف وأخطر التحديات
وبذلك أثبتت الإمارات العربية المتحدة أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم، وبخاصة التي تمر بأحلك الظروف وأخطر التحديات والتي لا تمتلك قدرات طبية ولوجستية تمكنها من مجابهة الفيروس، وغايتها تخفيف معاناة دول رزحت تحت وطأته فكانت الجهود كبيرة شملت عشرات الدول في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وتعزيزاً لمبادئ ومفاهيم التضامن بين الدول والشعوب زمن المحن والأزمات التي رسختها قيادة الدولة من أيام المغفور له الشيخ زايد باني صرح الإمارات وإلى اليوم تمضي وبمعالم إنسانية وخيرية شاملة وعابرة للحدود.
وهذه الجهود التي تبذلها الإمارات أصبحت ضمن ثوابتها الأساسية وبأوسع الإنجازات والعطاءات اعتمدتها الدولة في توجيه الدعم الإنساني والإغاثي، ولاقت استحساناً دولياً في الوقت الذي باتت فيه دولة الإمارات من بين أكثر دول العالم مانحةً للمساعدات الإنسانية، وستمكّن هذه المساعدات الكوادر الطبية من أداء واجبها في مكافحة انتشار الفيروس في بلدان العالم.
وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات أن "فيروس كورونا هو فيروس صحي، وفيروس اقتصادي، وفيروس سياسي أيضاً ونقول لكافة دول العالم، هذا وقت التوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة أهم عدو للبشرية، والخلافات جميعها تصغر أمام هذا التحدي الجديد، والعالم يستطيع التغلب بشكل أسرع عليه إذا وقف القوي مع الضعيف والغني مع الفقير".
وكل ما تطمح إليه الإمارات أن تدخل دول العالم بحكوماتها وأفرادها مرحلة متطورة وبولادة جديدة، وأن تكون أكثر قرباً من هموم الإنسان بعيداً عن عمليات التهميش وسياسات الاستتباع والهيمنة على واقع دول العالم الثالث، بما فيها الأمم المظلومة والمضطهدة والدول المنكوبة والمسلوبة حريتها، في الوقت الذي تحولت فيه الأمم المتحدة إلى مجلس إدارة عالمي بفعل التوازنات العالمية مقابل إضفاء الشرعية القانونية لقرارات ومتطلبات ومصالح الدول الكبرى المهيمنة على المنظمة الدولية، ذلك ما يؤثر على سائر الشعوب المحبة للأمن والسلام الدوليين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة