محمد الصوافي: الإمارات تمتلك قوة تشريعية وتطبيقية تمنع أي تجاوز داخل المجتمع
قال الكاتب والباحث السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، إن الإعلام الإماراتي قطع شوطا كبيرا في تطبيق التسامح، ولكن سقف الطموح لا يقف عند حد معين.
وأوضح الصوافي، في مداخلته خلال مساحة نقاشية نظمتها "العين الإخبارية" بعنوان "الإعلام ورسالة التسامح.. بين الواقع والمأمول"، أن مفهوم التسامح في الإعلام الإماراتي هو الخطاب الإعلامي الموجود في الدولة، والذي يدعو إلى عملية التعايش في ظل حالة التنوع الموجود الذي يفوق الـ200 جنسية.
وأضاف أن هذا التنوع يحتاج إلى خطاب معين يخاطب الجميع بلغة متساوية، ولا يركز التركيز على بعض المفردات التي قد يساء فهمها من الآخر.
وتابع: "الإمارات قطعت شوطا كبيرا في هذا الأمر، وإذا قمنا بتحليل مضمون لوسائل الإعلام في الإمارات، سنخرج بمضمون يؤكد أن رسالة التسامح هي الأعلى والطاغية على كل خطابات الإعلام المحلي".
وقال الصوافي إنه توجد مراكز بحثية متخصصة في هذا المجال بالإمارات تقدم لغة أكبر من الإعلام، حيث تقدم نصائح واستشارات وأفكار تخدم بها صانع القرار، وترتقي كذلك إلى مستوى الخطابات على مستوى مراكز الدراسات العالمية.
ولفت الباحث السياسي إلى أن تلك الأمور تؤثر في عملية القوى الناعمة لدولة الإمارات، بحيث توضح الرسالة التي تريد أن توصلها الدولة إلى المجتمع بشكل كامل.
وشدد الصوافي على وجود تشريعات وممارسات تؤكد الخطوات الإماراتية إزاء تطبيق مفهوم التسامح، وتابع: "البيت الإبراهيمي يعد أحد المعالم العملية الموجودة على الأرض، فضلا عن اتفاقية الأخوة الإنسانية، التي تؤكد أن الإمارات في اتجاه مختلف، حيث تم توقيعها في منطقة الشرق الأوسط التي ترسل الخطاب المعاكس وغير المتسامح".
وأكد أن التشريعات هي الكابح الأول لأي مغامرة من سلوكيات الأفراد، حيث تحد من عملية أي خروج على النسق المجتمعي، ولكن بشرط تطبيقها، مضيفا أن دولة الإمارات تمتلك قوة تشريعية وتطبيقية، وتقف حائط صد ضد أي تجاوز داخل مجتمعها، ولا تفتح المجال لتجاوز أي شخص ولو بشكل بسيط جدا.
وأشار إلى أن القوة التطبيقية في الإمارات لا تعني اللغة البوليسية، ولكن تعني الرفض المجتمعي لأي تجاوز، مشددا على تضامن المجتمع مع القيادة السياسية التي تدفع لتحقيق هذا التعايش في العالم أجمع، وليس في الدولة فقط.
في سياق آخر، أوضح الباحث السياسي الإماراتي أن البعض يعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي أكثر تأثيرا وربما تلغي الإعلام التقليدي، إلا أن المصداقية تبقى للأخير رغم أن الأولى أكثر انتشارا وتداولا، فوكالات الأنباء والصحف الورقية الرسمية لا تزال لها مكانتها وأهميتها ويمكن أن تكون أكثر تأثيرا إذا تم توظيفها بشكل صحيح.
وأعطى الصوافي مثالا على مصداقية الإعلام التقليدي بأزمة فيروس "كورونا"، مؤكدا أن الجميع لجأ إليه للتأكد من المعلومة.
وأشار الباحث السياسي، إلى أنه لا يمكن الرهان على حرية التعبير والالتزام الأخلاقي الفردي فقط، ولكن يجب وجود تشريعات رادعة لتنظيم ذلك، مضيفا أن حرية التعبير مفهوم فضفاض وواسع، ويمكن أن تدخلنا في متاهات.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز