"سباقة" للخير.. إشادة ليبية بعطاء الإمارات عند الأزمات
كدأبها لم تتأخر دولة الإمارات في مد يد العون للشقيقة ليبيا من أجل تضميد جروحها النازفة جراء إعصار تسبب في سيول أودت بحياة الآلاف.
تحرك سريع يجدد جسور التضامن مع بلد ضربه إعصار دانيال وتسببت الأمطار الغزيرة في انهيار السدين الرئيسيين على نهر وادي درنة الصغير ليل الأحد الإثنين، ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها.
والثلاثاء، وصل فريق دولة الإمارات للبحث والإنقاذ إلى مدينة مطار بنغازي شرقي ليبيا للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة.
وتأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا.
سبّاق على الدوام
وصف مدير مكتب القائد العام للجيش الليبي، الفريق خيري التميمي، اتصال الشيخ محمد زايد آل نهيان بالقائد العام المشير أركان حرب خليفة حفتر بـ"الأخوي بامتياز".
ويقول التميمي في حديث لــ"العين الإخبارية"، إن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سباق دائما للتواصل والاطمئنان في مثل هذه الظروف وتقديم المساعدة إلى ليبيا الشقيقة"، مؤكدا على "العلاقات الجيدة بين الأخوين".
وحول مدينة درنة، أشار إلى أن الإحصائيات في تزايد والرقم غير معروف حتى في ظل ارتفاعه الآن بسبب المفقودين"، مستدركا: "لكن القوات المسلحة الليبية تسخر جميع إمكاناتها ولا تزال عمليات الإنقاذ والبحث مستمرة حتى الآن".
ولفت إلى أن "كل الدول الشقيقة والصديقة أيضا تواصلت للاطمئنان وتقديم ما يمكن تقديمه في ظل هذه الأزمة التي تشهدها ليبيا"، مشددا على أن "دولة الإمارات العربية كانت في المقدمة".
وأمس الإثنين، وجَّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا، لمواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة.
وعبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن "خالص تعازيه لدولة ليبيا قيادة وحكومة وشعبًا في ضحايا الفيضانات، داعيًا الله أن يرحم الضحايا، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".
سند
يتفق مع الفريق التميمي، مدير إدارة التوجيه المعنوية في الجيش الليبي الوطني، اللواء خالد المحجوب، الذي أكد أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والإمارات لطالما كانا مساندين لليبيا.
ويقول اللواء المحجوب في حديث لــ"العين الإخبارية"، إنه "ليس بالغريب على الإمارات السباقة بالخير ومد يد العون لأشقائها العرب"، لافتا إلى أن "الإمارات تثق بالقوات المسلحة وسرعة عملها على الأرض لإنقاذ المواطنين".
ووصف مدير إدارة التوجيه المعنوية في الجيش الليبي الوضع بالكارثي في ظل تأثير الأمطار أكثر بشكل هائل على عدد من المدن والمحافظات الليبية، وتسببها في أضرار مدمرة للغاية.
وأوضح أنه لم يكن أحد يتوقع أن مستوى السيول سيصل إلى هذا الحد من الدمار، ويخلف الكثير من الخسائر في الأرواح والمنازل والبنية التحتية.
ووفق المسؤول، فإن كمية الأمطار التي تهطل على مدار عام كامل نزلت في ليلة واحدة على الشرق الليبي مما شكل كارثة مع انفجار السدود، مؤكدا أن عدد الضحايا في ارتفاع عن 2000 وفاة وما يفوق 7000 مفقود.
وأشار إلى أن "البنية التحتية في ليبيا شبه متهالكة في ظل إيقاف التنمية وغياب الحكومات المتعاقبة وانقسام مؤسسات الدولة وعدم وجود إمكانيات لدى الجيش مما تسبب في صعوبة التعامل مع الكارثة".
حصيلة مفزعة
وأكّد جهاز الطوارئ الليبي الثلاثاء أن 2300 شخص على الأقل لقوا حتفهم في الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة جراء العاصفة دانيال، فيما تحدّث الصليب الأحمر عن حصيلة قتلى "ضخمة".
وأفاد أسامة علي، الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، لوكالة فرانس برس الثلاثاء بأن الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة في شرق ليبيا أسفرت عن مقتل أكثر من 2300 شخص.
وأوضح الناطق باسم الجهاز الذي ينتشر فريق تابع له في درنة منذ الإثنين أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلّفت كذلك نحو 7000 جريح، في حين ما زال أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.
ولم يتم التأكد بعد من الحصيلة الإجمالية لضحايا هذه الكارثة لكن السلطات في شرق ليبيا تتحدث منذ الإثنين عن "آلاف" القتلى والمفقودين.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز