الإمارات.. طوق نجاة العالقين جراء "كورونا"
المدينة تضم تجهيزات وخدمات صحية وترفيهية متكاملة، وضعتها الإمارات لرعايا الدول العالقين في ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا.
تماما كما كانت على الدوام أرض تعايش تلتقي فيها مختلف الجنسيات والأديان، أرادت الإمارات أن تكون ملاك رحمة تمتد سواعدها لتخفف عن الإنسانية واحدة من أخطر أزماتها الصحية بالتاريخ المعاصر.
"مدينة إنسانية" تضم تجهيزات وخدمات صحية وترفيهية متكاملة، وضعتها الإمارات على ذمة رعايا الدول العالقين في مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
مدينة نجحت الإمارات في تجهيزها في غضون 48 ساعة، لتقدم للبشرية محطة آمنة، ومعبرا صحيا للعالقين نحو الشفاء العاجل بفضل ما تضمه من أحدث الأجهزة الطبية والإنسانية والترفيهية، لتوفير سبل الراحة والأمل للعائدين من الصين بمختلف جنسياتهم ممن تقطعت بهم السبل بعد أن حاصرهم الفيروس.
أمل الإنسانية
في وقت بات فيه العالم مثقلا بأوجاع وباء غامض، أعلنت دولة الإمارات أنه إذا اشتكى عضو في الجسد العالمي تداعت له إنسانيتها التي رسختها نهجا حتى غدت أسلوب حياة ونموذجا ملهما وفريدا من نوعه.
- الإمارات وطن الإنسانية.. تواجه كورونا وتجلي الرعايا العرب من الصين
- "وطن الإنسانية".. مبادرة إماراتية جديدة للتضامن العالمي بمواجهة كورونا
هذا النهجٌ، ترجمه قرار الإمارات إجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة، العربية منها والأجنبية، العالقين في مدينة ووهان لى أراضيها، لتلقي الرعاية الشاملة قبل عودتهم إلى بلدانهم.
فمنذ أن أطلّ فيروس كورونا المستجد برأسه من الصين، في ديسمبر/كانون أول الماضي، علق آلاف الأجانب من بين ملايين المحاصرين في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي.
ومنذ تلك اللحظة، بات الفيروس الذي حصد أرواح الآلاف في مهده، شبحا يثير الرعب أينما حلّ ذكره، أما العالقون فلا شك أن معاناتهم النفسية لا تقل عن أي ألم جسدي وهم يشمون رائحة الموت من حولهم.
لكن غربة هؤلاء العالقين في أحضان الفيروس، وصلت إلى فصلها الأخير الذي أسدلته الإمارات في "المدينة الإنسانية" التي جهزتها لاستقبال رعايا الدول العربية والأجنبية من ووهان.
فبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإجلاء 215 شخصا من رعايا دول عربية وصديقة من مقاطعة هوبي الصينية، وذلك بناءً على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.
مدينة تم تجهيزها بكل المستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوما.
وشارك في عملية الإجلاء فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن متطوعين من طيارين ومضيفين وكادر طبي وإداري.
وفي إطار هذه المبادرة، قامت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفارة الإمارات لدى الصين بالتنسيق مع سفارات الدول المعنية، لتنظيم عملية الإجلاء ضمن جهود الإمارات المستمرة لتعزيز التعاون مع بكين من أجل احتواء انتشار الفيروس.
قرارٌ يجسد وفاء الإمارات لمبادئها الإنسانية النبيلة التي زرعها المؤسسون وسار عليها الأبناء رافعين رايتها في سبيل حياة صحية معافاة للبشرية جمعاء.
ومنذ ظهور الفيروس، كثفت الإمارات جهودها تنسيقا وتعاونا مع منظمة الصحة العالمية، واتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية للتحصين وتوجيه المواطنين للتعامل الأفضل الذي يضمن تجنب الإصابة به.
وفي نهج إنساني تلقائي وعطاء غير محدود، أبدت الإمارات استعدادها الكامل لتقديم كل الدعم لمواجهة أزمة انتشار "فيروس كورونا المستجد" وترجمته على أرض الواقع من خلال نقل طائرة إماراتية لإمدادات ومعدات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية لإيران في إطار جهودها لاحتواء الفيروس.
موقف إنساني بعيد عن أي اعتبار تصنيفي أو عرق أو دين، نابع من إيمان الإمارات بقيمة الإنسان الذي لطالما اعتبرته أهم استثماراتها.
عطاءٌ إغاثي من فيروس مميت، يكرس الإمارات عاصمة للتسامح والعطاء والتلاحم على مستوى العالم، في طريق رسمه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبناء دولة على أسس متينة قوامها التسامح والمحبة والسلام والانفتاح والتعايش السلمي على أرضها وخارجها.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA=
جزيرة ام اند امز