أطول مهمة فضائية عربية.. تفاصيل كاملة عن إنجاز الإمارات التاريخي
ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الإثنين، لخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، في إنجاز إماراتي جديد غير مسبوق عربيا.
مهمة جديدة تتوج بها الإمارات سجل إنجازاتها المتتالية في قطاع الفضاء، وترسخ بها مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء، وتؤكد أنها عضو فعال في استكشاف الفضاء، وجزء مهم من المجتمع العالمي في بحوث علوم الفضاء واستثمار تلك البحوث في خدمة الإنسانية.
ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الإثنين، في مهمة على متن محطة الفضاء الدولية تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة بحثية متقدمة في 10 مجالات مختلفة بالتعاون مع وكالة ناسا وشركاء آخرين وجامعات إماراتية مختارة.
وتتيح المدة الطويلة للمهمة فرصة لبدء نشاط طويل الأمد ومستدام من البحث العلمي والتجارب في الفضاء، في نقلة نوعية لمهمات الفضاء البشرية في دولة الإمارات والمنطقة.
رحلة تجسد طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، وتتوج دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحقيق هذا الطموح.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن رائد الفضاء سلطان النيادي يمثل نموذجا مشرفا لشباب الإمارات والشباب العربي والذي يحمل آمالهم وطموحاتهم لتسجيل إنجازات جديدة للعرب تضاف إلى رصيدهم في هذا المجال الحيوي.
وتعد هذه أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العربي وأول مهمة طويلة الأمد من قبل دولة غير شريكة لمحطة الفضاء الدولية، وستجعل الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 11 على مستوى العالم التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية.
تفاصيل المهمة
وستنطلق المهمة، التي يطلق عليها " Crew – 6"، على متن مركبة دراجون، التابعة لشركة سبيس إكس، على متن صاروخ فالكون 9، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة.
وستحمل مركبة الفضاء رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي اختصاصي المهمة إلى جانب زملائه من أعضاء فريق مهمة Crew-6 وهم: رائد الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة من وكالة ناسا ووارين هوبيرغ قائد المركبة من وكالة ناسا وأندري فيدياييف اختصاصي مهمة من وكالة روسكوزموس الروسية.
200 تجربة.. فريق مهمة Crew-6
من المقرر أن يجري فريق مهمة Crew-6 أكثر من 200 تجربة علمية خلال بقائه في الفضاء تتضمن أبحاثا جديدة للتحضير للاستكشاف البشري خارج مدار الأرض المنخفض، كما يعمل الفريق على تركيب الأجزاء النهائية لـ "iRosa"، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية.
سلطان النيادي.. أكثر من 19 تجربة بحثية
وبمجرد وصول النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، سيكون أمامه جدول زمني مكثف من التجارب، ووقت محدد للاتصالات المباشرة، مع مختلف الجهات، والجامعات، والمدارس، حيث سيجري 13 مكالمة مباشرة، و10 اتصالات عبر الراديو، سيتم إجراؤها تباعًا، لبرنامج التواصل المجتمعي مع مؤسسة الإمارات للآداب، والذي سيتم تخصيصه على مدار الستة أشهر القادمة.
المدة الطويلة لهذه المهمة، والتي تصل إلى 6 أشهر، ستتيح إجراء تجارب معمَّقة ومتقدمة في الفضاء، وهو نشاط محصور في عدد قليل من الدول، وقد استطاعت دولة الإمارات أن تنضمَّ إليها خلال فترة زمنية قياسية.
وخلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، تشمل مجموعة من المجالات؛ أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم "ما فوق الجينات"، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية؛ من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
ويشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين؛ لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء، وبالإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، سيتم مشاركة بيانات المهمة مع عدد من الجامعات المحلية؛ مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعات أخرى.
وبهدف تعزيز العلاقة مع المجتمع، والمساهمة في بناء جيل المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرم مركز محمد بن راشد للفضاء، شراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب؛ لتطوير برنامج قائم على المعرفة.
وفي إطار الشراكة، تم إطلاق مبادرة "مؤسسة الإمارات للآداب في الفضاء"، وهي مبادرة تعليمية، تعزز من حملة التعلم داخل المجتمع.
وخلال فترة المهمة على محطة الفضاء الدولية، ستقوم مؤسسة الإمارات للآداب بتفعيل هذا البرنامج المصمم خصيصًا لجميع الطلاب من مواطني دولة الإمارات، من خلال تنظيم ورش عمل، وتقديم محتوى أسبوعي، لعرض الخطوات الملهمة لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء على الشباب من جميع أنحاء العالم العربي. ويستهدف المركز الوصول إلى 20.000 طالب / طفل من خلال هذا البرنامج.
3 انفرادات
وتحقق تلك المهمة عددا من الانفرادات من أبرزها:
- تعد هذه أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب.
- تعد هذه أول مهمة طويلة الأمد من قبل دولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية.
- تعد الإمارات هي أول دولة عربية ترسل رواد فضاء في مهمتين إلى محطة الفضاء الدولية (إرسال هزاع المنصوري في 2019، وسلطان النيادي في 2023).
10 فوائد ومكاسب بالجملة
أيضا ستسهم تلك المهمة في تحقيق فوائد ومكاسب عديدة للإمارات والمنطقة والإنسانية بشكل عام من أبرزها:
1. سيكون للمهمة دور حاسم في تعزيز فهم ومعارف وخبرات الإمارات في قطاع الفضاء وتعزيز القدرة على استكشافه.
2. ستسهم المهمة في تسريع خطط الإمارات بشأن إرسال بعثات إماراتية مأهولة للفضاء.
3. ستحقق المهمة فوائد علمية تساهم في تحسين الاستدامة على الأرض.
4. تحفيز الأجيال الجديدة في الإمارات والعالم العربي على الالتحاق بالمساقات الدراسية الخاصة بعلوم الفضاء.
5. المساعدة في تأهيل كوادر وطنية شابة تستطيع قيادة المشروعات الوطنية المستقبلية.
6. تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الأنشطة الفضائية
7. تساهم الأبحاث والتجارب التي سيتم إجراؤها خلال المهمة على المساعدة في تقدم البحث العلمي والوصول لنتائج لخدمة الإنسانية جمعاء، ودعم مسيرة المعرفة البشرية من خلال ما تُتيحه من معلومات وبيانات مهمة وجديدة للمجتمع العلمي العالمي.
8. ترسيخ موقع الإمارات مرجعاً معرفياً عالميا في استكشاف وعلوم الفضاء.
9. تعزيز مكانة الإمارات على قائمة الدول الأكثر نشاطاً لاستكشاف الفضاء.
10. تعزيز نجاح برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلق عام 2017، كأول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي وإرسالهم في مهمات مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية.
ويعد النيادي مع زميله هزاع المنصوري رائدي الدفعة الأولى لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، فيما ضمت الدفعة الثانية، محمد الملا ونورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية.
محطات هامة
كانت دولة الإمارات أعلنت في 29 أبريل/ نيسان الماضي، إطلاق مهمة فضائية جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر.
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، تم اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي كرائد فضاء أساسي وهزاع المنصوري كرائد فضاء احتياطي للمشاركة ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" و"سبيس إكس "Crew-6..
وخضع النيادي والمنصوري، لتدريبات خاصة بالمهمة، بالإضافة إلى التدريبات العامة قبل الإعلان عنها، بلغت أكثر من 1700 ساعة مع عدة وكالات فضاء من بينها ناسا، خلال العاميين الماضيين.
وشملت بعض التدريبات الرئيسية التي خاضها سلطان وهزاع، ما يلي: السير في الفضاء، وتم تدريبهما على استخدام وتشغيل بدلة السير في الفضاء، خارج المركبة، في مختبر الطفو المحايد، وتدريبات على طائرة T-38.
كما تم تدريبهما على استخدام الذراع الروبوتية "كندارم 2"، المخصصة لالتقاط مركبات الشحن، والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء، والتعامل مع الحمولات الخارجية.
كما تم تدريب رائدي الفضاء الإماراتيين على أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، والأعمال اليومية على متن المحطة، إلى جانب تدريبات إنقاذ الطاقم، وتدريبات على حالات الطوارئ.
وتنطلق المهمة تحت شعار "طموح زايد 2"، ويحمل شعار المهمة، صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو مستوحى من شعار المهمة الأولى، حيث يظهر فيه سلطان النيادي وهو ينظر نحو صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويظهر كذلك جزء من كوكب الأرض، ومحطة الفضاء الدولية، والفضاء؛ في إشارة إلى المهمة التي ستستغرق 6 أشهر.
ثاني مهمة
وتعد هذه ثاني مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، بعد إطلاق أول مهمة إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
وحققت الإمارات إنجازا تاريخيا على الصعيد العربي، في 26 سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.
ويُعد برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2017 من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية ويهدف إلى تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة وتمكينهم للعمل في محطة الفضاء الدولية الأمر الذي يعزز دور المركز في تطوير قطاع الفضاء بدولة الإمارات.
ويعد البرنامج أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية TDRA والذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.