المريخ في السياسة الدولية.. ضوابط السباق نحو "الكوكب الأحمر"
إلى المريخ، تتجه أنظار العالم هذا المساء، حيث يترقب وصول "مسبار الأمل"؛ الرحلة الاستكشافية الفضائية الإماراتية، إلى "الكوكب الأحمر".
حدث تاريخي يوثقه العرب بفخر، وتكتب دولة الإمارات تفاصيله بحروف من ذهب، إيذانا بلحظة حاسمة في رحلة طويلة قطعها المسبار الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، ليدخل في مدار المريخ.
إنجاز جديد يختزل أول مهمة عربية، ويفجر استفهامات حول مفهوم "الملكية" في كوكب المريخ، وما إن كان الاستكشاف والاكتشاف يمنحان حق الحيازة الوطنية، شأنه في ذلك شأن الفضاء الخارجي وموارده بشكل عام.
لا ملكية
السباق المحتدم نحو اكتشاف المريخ يفسح المجال لشطحات فكرية قد تحمل صاحبها إلى التفكير في "مستعمرات" قد تنشئها الدول على سطح هذا الكوكب، أو حتى ملكيات فردية كما هو عليه الحال في الأرض.
فرضيات تفجر ذات الجدل والمخاوف من إمكانية نقل سباق التحيز والتسلح من الأرض إلى الكوكب الأحمر، وتطرح أسئلة حول ملكية موارد المريخ إن وجدت، ولمن ستكون الرقابة لضمان استخدامها بشكل مسؤول ولصالح البشرية.
اتفاقية الفضاء الخارجي الموقعة العام 1967، حسمت الجدل بالتأكيد على أن "الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، ليست موضوعاً للحيازة الوطنية بادعاء السيطرة عن طريق الاستعمال أو الاحتلال أو بأي وسائل أخرى".
بند يؤكد أنه لا يمكن لأي دولة ادعاء السيطرة على المريخ أو وضع أسلحة نووية على سطحه، ما يعني أن الاستكشافات تظل حقا للبلدان، لكن بلا ملكية أو هيمنة.
"مسبار الأمل"
بعثة "مسبار الأمل" الاستكشافية، تعتبر الأولى من بين ثلاث بعثات تصل إلى الكوكب الأحمر خلال فبراير/ شباط الجاري، إذ يسعى مسبار "تيانوين-1" الصيني (أسئلة إلى السماء) إلى الوصول إلى المدار أيضا غدا الأربعاء.
فيما يستعد الأمريكيون لتحقيق الهدف ذاته في 18 من الشهر الجاري، بمركبة طوافة أخرى كبيرة.
أما في ما يتعلق بـ"مسبار الأمل"، فتبدو الإحداثيات جاهزة لدخول المدار، اليوم، عقب نجاح المهندسين في تقليل مسار المركبة الفضائية بحيث تصل إلى الكوكب في اللحظة المناسبة بالضبط، في المكان والزمان، لبدء الكبح.
وتفصل المسافة بين المريخ والأرض حاليا 190 مليون كيلومتر، ما يعني أن توجيه أمر يستغرق 11 دقيقة كاملة ليصل إلى المسبار، وهو وقت طويل جدا لإحداث فرق، ما يتطلب استقلالية بالمسبار لإكمال مناورته.
وحاليا، أي قبل وصول "مسبار الأمل"، تدور 6 مركبات فضائية في مدارات حول المريخ؛ 3 منها أمريكية واثنتان أوروبيتان والأخيرة هندية، فيما تمتلك إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) مركبتين تعملان على سطح الكوكب.
أهداف علمية
وفق وكالة الإمارات للفضاء، يقدم مسبار الأمل -لدى وصوله إلى المريخ-، أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب وطبقات غلافه الجوي المختلفة، في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة، ما يساهم في الإجابة على أسئلة علمية رئيسية حول الغلاف الجوي للمريخ وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.
وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال "مسبار الأمل" للفضاء.
مشروع إماراتي رائد لاستكشاف المريخ، يهدف -بحسب المصدر نفسه- بشكل أساسي إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ الكوكب.
ومن المنتظر أن يعمل فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ، لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة.
كما سيعمل على دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تُمثل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، علاوة على تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على الكوكب.
المشروع يستهدف أيضا تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح الكوكب، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز