ساعات مرت دهرا من الألم والخوف والخسائر على رؤوس الحوثيين ومن تبقى من قياداتهم ليلة أمس، ساعات شكلت عنوانا بخط عريض ثابت كالجبال أمام القاصي والداني ممن اعتقدوا ولو للحظات أن الجبال يهزها اصطدام البعوض والذباب بها..
أو حتى قد تدري عنهم أو تشعر بوجودهم، بينما دك صقور الإمارات والسعودية في عملية نوعية للتحالف العربي في اليمن، معاقل وقواعد مليشيات الحوثي في صنعاء وغيرها من مناطق تجمعات الإرهابيين الحوثيين.
وسط حالة من الذهول والإرباك والضياع، شتتت الضربات الجوية القاصمة شملهم وجعلت من تبقى منهم يتحسسون رؤوسهم وأطرافهم، بينما يدلفون إلى جحورهم مذعورين كالجرذان، وعويلهم وصراخهم يملأ المكان، وقد كسرت عتمة الليل أصوات مقاتلات وقنابل وصواريخ قاذفات التحالف العربي، التي انهمرت تستهدف كل مطلوب بدقة وتصيبهم في مقتل، وهم من قرروا امتحان صبر الإمارات.
مخطئ من ظن ولو لثوان، أو دارت فكرة حمقاء في خياله، أنه قادر على استهداف أمن الإمارات بالسهولة التي يظنها، ومخطئ ألف مرة من ظن أن الإمارات لن ترد الصاع ألفا، نارا ووبالا ودمارا على من تجرأ في أن يفكر في استهداف أمن أرض أو سماء أو ماء الدولة، أو من يدعي زرع الخوف في قلوب الشعب الإماراتي من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة.
مخطئ كالأبله، ذلك الذي اتخذ قرار استهداف الإمارات بهذه الطريقة الحمقاء، مخطئ كمن غرق في شبر ماء، من راودته أحلام المغفلين التي قاطعتها طائرات التحالف ليلة أمس وما تزال، ولم ولن يتمكن من إكمالها مطلقا، مخطئ جدا من لم يضع في حساباته أن كل ما يمس الإمارات وأمنها خط أحمر عريض، تحده الدماء وتحيط به الألغام والسواتر والمقابر، لكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا البلد.
أما الأخبار المتتالية التي تبجحت في بثها وسائل إعلام الحوثي ومن على شاكلتهم، فنحن نطلب منهم اليوم نقل الصور –إن تمكنوا- من المواقع التي استهدفتها ضربات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، وهي الصورة التي تمثل أقل رد ربما، لم يتوقعه ذاك الأحمق متخذ قرار استهداف الإمارات، ومن هللوا وفرحوا لظنهم أن الإمارات قد أصيبت، وأن "أمرا" كهذا قد يؤثر ولو بالقليل على معنويات ومشاعر أحد من الشعب الإماراتي، غير في اتجاه لن يرضي مليشيات الحوثيين الإرهابية أبدا.
ساعات قليلة، وتكاد خسائر الحوثيين لا تحصى، سبقتها لحظات سريعة اتخذت خلالها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، قرارها ببدء موسم حصاد "رؤوس قد أينعت وحان قطافها"، فبدت السماء فوق رؤوسهم كأنها تمطر رعبا ونارا، وقد أشعلت السماء فوقهم والأرض من تحتهم صواريخ الحق، التي جاءت لتقصم ظهورهم وتدمرهم في معاقلهم، بينما الحياة تسير على طبيعتها في دولة الإمارات، أرض الأمن والأمان والاستقرار والسلام.
Twitter: @tajalradi
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة