يمثل الشباب في دولة الإمارات جوهر التخطيط الاستراتيجي ومحور رؤية القيادة الرشيدة، حيث يلاحظ أن مختلف استراتيجيات التنمية المستدامة تقوم على الشباب، وتسند إليهم أدوار حيوية تهيؤهم لقيادة المستقبل بالشكل الذي يضمن استمرار مسيرة التنافسية الإماراتية.
لا سيما أن دولة الإمارات التي تمتلك رؤية استراتيجية واعية لمئويتها في عام 2071 تحتاج إلى جهود وطاقات أبنائها الشباب في بناء المستقبل.
حيث تنظر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- إلى الشباب، باعتبارهم القاطرة التي تقود حركة التنمية وتتولى مسؤولية القيادة في المستقبل، ولهذا لا تألو جهداً في توفير أوجه الدعم اللازمة لتأهيلهم، وتسليحهم بالعلم والمعرفة والمهارات التي تمكّنهم من مواجهة مختلف التحديات وبناء مستقبل مشرق.
ذلك أن الشباب مثلما هم عماد الحاضر فإنهم صناع المستقبل، ولذلك قامت سياسة دولة الإمارات على تقديم كل ما من شأنه النهوض بهم، وتمكينهم من البناء والعطاء، وتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، ليرتقوا بأنفسهم، ويرسموا النجاح، ويصنعوا حاضراً مشرقاً ومستقبلاً أفضل لأنفسهم ووطنهم.
لقد أولت دولة الإمارات، ضمن رؤيتها التنموية المستقبلية، اهتماما استثنائيا بإعداد القيادات الشابة في مختلف مواقع العمل الوطني، وحرصت على توفير البرامج التي تسهم في الارتقاء بقدراتهم، حتى يكونوا قادرين على المشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية والتطور، وتحمل مسؤولية القيادة في المستقبل.
وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة خلال لقائه أمس عدداً من أبنائه الشباب في مجلس قصر البحر بمناسبة يوم العالمي للشباب، حيث قال سموه "الإمارات تؤمن بالدور المهم للشباب في الإسهام في دفع مسيرة تقدمها وتحقيق رؤاها"، مؤكداً سموه بأن "الإمارات تمتلك رؤية واضحة للمستقبل طويلة الأمد تسير وفقها وتعمل على تحقيقها بهمة أبنائها وعزمها وقدراتهم".
تظل دولة الإمارات العربية المتحدة النموذج الملهم للشباب العربي، بما تمثله من تجربة تنموية ناجحة تستهدف تحقيق السعادة والرضا العام لكل من يعيش على أراضيها، وبما توفره من مظلة لتعايش ما يزيد على 200 جنسية فيها، بغض النظر عن الاختلافات فيما بينها فيما يتعلق بالثقافة والدين والعرق، وهذا ما يجعل منها المكان المفضل للعيش والإقامة لدى الشباب من الدول العربية ومختلف دول العالم.
وهذا ما أكدته الكثير من نتائج استطلاع آراء الشباب العربي، حيث لا تزال الإمارات متربعة لسنوات طوال على المرتبة الأولى بالنسبة إلى الشباب العربي كأفضل بلد للعيش، وذلك للعديد من الاعتبارات، فهي بلد الأمن والأمان والأكثر توفيراً لفرص العمل، كما تتمتع بنظام تعليمي متطور عالي الجودة، وتمثل بيئة مثالية للأعمال، وتمتلك اقتصاداً متنامياً، وتحتضن الأجانب بكل رحابة صدر، وتمتلك إرثاً ثقافياً فريداً.
إن الإمارات تمثل مصدر الأمل والتفاؤل لدى الشباب العربي في وقت تنتشر فيه نزعات التعصب والتطرف وتتفاقم فيه المشكلات الاقتصادية لدى العديد من دول المنطقة، لهذا فإن الإمارات، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدة على منصة "ْْX" "نفخر بأننا دولة شابة تسابق غيرها بروح الشباب، نحن دولة مكنت الشباب، فرد الشباب جميلها بإنجازات ومشاريع وتنمية نفاخر بها العالم"، ليبعث بذلك رسالة أمل وثقة وتفاؤل إلى الشباب العربي، مفادها أن الإمارات ستواصل احتضانهم وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، لأنها تؤمن أن الشباب هم القادرون على تغيير المجتمعات العربية نحو الأفضل في المجالات كافة.
تجاوزت الإمارات مرحلة تمكين الشباب ودعمهم إلى مرحلة تعزيز الروح القيادية في كل شاب وشابة، وهي روح تعزز في كل شباب الإمارات الإصرار بأن تبقى الإمارات الأولى في كل المجالات، ولهذا فإن تمكين جيل الشباب وبناء الطاقات البشرية الوطنية سيكون عماد تحقيق مئوية الإمارات 2071.
ولا شك في أن ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من رعاية واهتمام وتمكين للشباب يمثل نموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً، لأنها لا تعمل على تنمية مهارات الشباب بغية إعداد كوادر وطنية مؤهلة فقط، بل تشركهم في القيادة من أجل إحداث التغيير الإيجابي وتحقيق التنمية المستدامة أيضاً.
وقد أثبت شباب الإمارات أنهم بالفعل عند حسن الظن بهم، ويمتلكون القدرة على تحمل المسؤولية والمساهمة في بناء الوطن، كما يمتلكون إرادة التفوق والتميز حتى في المجالات النوعية الدقيقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة