خبراء: البرنامج النووي السلمي الإماراتي يوفر طاقة آمنة ونظيفة
تسعى الإمارات لتطوير اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية وقائم على المعرفة باستخدام التكنولوجيا النووية.
أشاد الخبراء المشاركون في "المؤتمر الدولي لتطوير محطات الطاقة النووية 2021" الذي تنظمه جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بالبرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات والتقدم المحرز في مشروع محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية، الأول من نوعه في المنطقة.
حضر المؤتمر حمد علي الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومحمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب مندوبين عن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وخبراء القطاع الصناعي والشركاء وقادة العالم في مجال الطاقة النووية.
ويهدف "المؤتمر الدولي لتطوير محطات الطاقة النووية 2021" والذي أقيم برعاية مشتركة من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ومؤسسات الطاقة النووية الأمريكية والفرنسية والكورية واليابانية واستمر على مدار يومين إلى توفير منتدى لقادة الطاقة النووية يتيح لهم تبادل المعلومات وعرض النتائج البحثية وتقييم وضع القطاع الصناعي ومناقشة التوجهات المستقبلية والحاجة للتوسع في أنظمة محطات الطاقة النووية الحديثة في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إن الجامعة تفخر بتنظيم "المؤتمر الدولي لتطوير محطات الطاقة النووية 2021" بالتعاون مع الشركاء والتأكيد على نجاح الدولة من خلال تأسيس وتشغيل محطة الطاقة النووية الأولى من نوعها في المنطقة.
وأضاف "تدعم الجامعة دور الطاقة النووية في تحقيق الأهداف المتمثلة في الوصول لحياة خالية من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري عن طريق ضمان توفير مورد طاقة مستدام وتكامل واسع النطاق في الطاقة المتجددة لتعزيز عملية الانتقال للطاقة النظيفة".
طاقة نووية آمنة
أوضح الحمادي، أن جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، تضم في حرمها مركز الإمارات لتكنولوجيا الطاقة النووية" الذي يدعم برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية السلمية الذي يوفر طاقة نووية آمنة ونظيفة وفعالة وبما يلبي رؤية 2030 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وقال الحمادي، "نفخر بأن تكون الجامعة الشريك الأكاديمي الوحيد لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، في بداية مراحل الدولة في هذا القطاع الصناعي كما يسرنا أنها الذراع الأكاديمية لإعداد كوادر قطاع صناعة الطاقة النووية في الدولة وانطلاقًا من أنها الجامعة الأولى في دولة الإمارات التي توفر برامج ماجستير ودكتوراه في هندسة الطاقة النووية.
وتحرص جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، على مواصلة تطوير رأس المال البشري وتسهيل مشاركة المعرفة في المجالات الاستراتيجية.
من جانبه قال محمد إبراهيم الحمادي، إن الطاقة النووية تعد مساهم رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة الخالية من الانبعاثات الكربونية وهي ركيزة أساسية لمزيج الطاقة في دولة الإمارات على المدى البعيد وستظل كذلك لعقود قادمة.
وأضاف "يعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي دليلاً هاماً على إمكانية إنجاز مشاريع الطاقة النووية وتشغيلها بأمان وبطريقة فعالة من حيث التكلفة واليوم تعمل الطاقة النووية والمتجددة معًا لإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة في دولة الإمارات مع التشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية والتي أصبحت أكبر مصدر منفرد للكهرباء في العالم العربي"
وتنتج المحطة الأولى في "براكة" كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وتعد أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في المنطقة.
وأوضح الحمادي، أنه بالإضافة لتوفير كهرباء وفيرة وصديقة للبيئة تساهم محطات "براكة" في تعزيز النمو المستدام لدولة الإمارات وذلك من خلال تطوير صناعات متقدمة تقنياً وسلاسل إمداد نووية محلية إلى جانب أن محطات "براكة" تمهد الطريق لفرص جديدة للبحث والتطوير مثل إنتاج الهيدروجين والزراعة المستدامة واستكشاف الفضاء.
وأضاف "على مدار الخمسين عامًا القادمة أو أكثر سنبني على هذه الإنجازات لتطوير اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية وقائم على المعرفة باستخدام التكنولوجيا النووية".
وخلال المؤتمر قدم سما بلباو إي ليون، مدير عام الجمعية النووية العالمية، عرضاً تحت عنوان "تطورات جديدة .. إرث يستمر" فيما استعرض ناصر الناصري، في كلمته التمويل الناجح لإنشاء مشاريع الطاقة النووية الجديدة.
محطات "براكة"
سيقوم المشاركون في المؤتمر بزيارات افتراضية إلى محطات "براكة" وهي أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، حيث بدأت المحطة الأولى التشغيل التجاري في أبريل 2021.
وتم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات في سبتمبر 2021 مع الاستعدادات الجارية لتشغيل المحطتين الثالثة والرابعة في السنوات المقبلة لإنتاج ما يصل إلى 25 % من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء عند تشغيل المحطات الأربع.