بالأرقام.. مساعدات الإمارات إلى فلسطين "نهج إنساني" عمره 50 عاما
على مدار ما يقرب من 50 عاما لم تدخر الإمارات جهدا لدعم فلسطين، قيادة وشعبا، على مختلف الأصعدة في واحدة من أبهى صور التآخي بين الشعبين.
ولم يقتصر الدعم الإماراتي لفلسطين يوما على مجال بعينه، فحرصت أبوظبي على مساندة شقيقتها بشتى الوسائل وفي جميع الاتجاهات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والإنمائية.
منبع الالتزام الإماراتي تجاه الفلسطينيين وعد قطعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، عند إعلان تأسيس الإمارات عام 1971: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة"، ليصبح نهج الإمارات وسياستها الثابتة الالتزام الراسخ بدعم القضية الفلسطينية حتى اليوم.
إغاثة طبية وتعليمية
مئات الملايين من الدولارات قدمتها القيادة الإماراتية ومنظمات الدولة الإغاثية والإنسانية لانتشال الأشقاء الفلسطينيين من وضع مأساوي فرض عليهم منذ سنوات طويلة، ومن ذلك الدعم المالي ما قدمته أبوظبي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ووفقا للأرقام المعلنة، يقدر إجمالي الإسهامات المقدمة من الإمارات للأشقاء الفلسطينيين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2020 بنحو 840 مليون دولار أمريكي؛ لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي المحتلة.
وقدمت الإمارات، أكبر الجهات المانحة للأونروا، للوكالة الإغاثية في آخر 5 سنوات فقط، أكثر من 187 مليون دولار أمريكي من الرقم السابق الإشارة له.
أيضا حصلت الأونروا من إجمالي الإسهامات الإماراتية على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، ذهب 166 مليون دولار منها لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
الإمارات ساهمت أيضا بنحو 105 ملايين دولار أمريكي لدعم برامج الأونروا التعليمية، ما مكن الوكالة من توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال الفلسطينيين.
وفي يوليو/تموز 2019 قدمت أبوظبي تبرعا يقدر بنحو 50 مليون دولار أمريكي للوكالة الإغاثية لتقديم الخدمات الصحية وتنفيذ البرامج التعليمية وتقديم خدمات أخرى لأكثر من 5 ملايين فلسطيني.
وقدرت المساهمة التي قدمتها الإمارات للأونروا في عام 2018 ما يزيد على 50 مليون دولار، لتصبح سادس أكبر مانح للوكالة نهاية ذلك العام، ووجهت جانبا كبيرا منها لمواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للجهة الإغاثية.
خلال عامي 2017 و2018، دعمت الإمارات البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.
كما قدمت مؤسسات دولة الإمارات، خلال عامي 2017 و2018، نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني.
وكانت مواقف الإمارات النبيلة، قيادة وشعبا، ودعمها السخي لـ"الأونروا" بهدف ضمان استمرار تقديم جميع خدماتها لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني.
وتترأس دولة الإمارات الدورة الحالية للجنة الاستشارية للأونروا، والتي تستهدف خلال فترة رئاستها 2020-2021 التركيز على مجالات رئيسية كرقمنة التعليم، وتمكين النساء والفتيات، وتمكين الشباب، واستدامة البيئة.
جائحة كورونا
لطالما كانت دولة الإمارات شريكا مهما في مسيرة دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وإتاحة كل ما يسهم في الارتقاء بمعيشته بشتى الطرق وفي جميع الاتجاهات، خاصة الاجتماعية والتعليمية والصحية.
إنسانية ورحمة القيادة الإماراتية تجاه الاشقاء خلدتها عشرات المواقف التي يفخر بها أبناء البلدين، كان آخرها طائرة إمدادات طبية انطلقت من أبوظبي، الأربعاء، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واشتملت طائرة المساعدات الطبية الإماراتية على 14.4 طن من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص إلى غزة بالتعاون مع لجنة التكافل بالقطاع.
ويستفيد من المساعدات أكثر من 14 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار فيروس كورونا.
الطائرة التي استقرت على الأراضي الفلسطينية هي الثالثة من دولة الإمارات للأشقاء منذ تفشي فيروس "كوفيد-19"، وتعكس التزام دولة الإمارات تقديم الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، ومساندتهم في مواجهة جائحة كورونا.
أول شحنة مستلزمات طبية أرسلتها الإمارات للأراضي الفلسطينية المحتلة كانت يوم 19 مايو/أيار، ليتبعها سلسلة من المساعدات المهمة في هذا القطاع الحيوي خلال الأشهر الماضية، بإجمالي 22 طناً، بهدف توفير الحماية للطواقم الطبية والعاملين في القطاع الطبي.
ولا يقتصر الدعم الإماراتي للفلسطينيين على المساعدات الحكومية، فتهب المنظمات الإنسانية للتخفيف عن الأشقاء مستمدة من
في 5 أبريل/ نيسان الماضي، سلمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية شيكا ماليا بما يعادل 216 ألف دولار لصالح 650 يتيما ويتيمة تكفلهم الهيئة، ضمن مساعيها لتمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع.
أيضا سلمت الهيئة مسؤولي الصحة في القدس 100 زي طبي للأطباء والمرضى لحماية الطواقم الطبية، مع صرف مستحقات لـ3 آلاف أسرة، ضمن برنامج "العيش الكريم" الذي تبنته الهيئة، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.
وفي 21 أبريل/ نيسان، وصلت قافلة من المساعدات والطرود الصحية، الممولة من دولة الإمارات، لمراكز الحجر الصحي في قطاع غزة، التي تستضيف أكثر من 2000 شخص عائدين من السفر؛ في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
دعم سياسي واقتصادي
منذ تأسيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971، لعبت أبوظبي دورا محوريا وبارزا لدعم الأشقاء الفلسطينيين على كافة الأصعدة.
على الصعيد السياسي، أكدت الإمارات أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للسياسة الخارجية الإماراتية، ولم يخل أي خطاب لأبوظبي في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة، من ذلك.
كما لم تغب دولة الإمارات يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة، بل وخطت خطوات متقدمة لصالحه عبر اتفاق تاريخي أثمر عن وقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية.
على الصعيد الاقتصادي، تحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.
واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" (شبه حكومي)، فإن الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993.
وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA==
جزيرة ام اند امز