سيعقد اليوم المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، حيث يعيش نحو نصف مليار مسلم في مجتمعات لا أحد يتبنى قضاياهم، ولا يراعي ظروفهم
سيُعقد، اليوم، المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، حيث يعيش نحو نصف مليار مسلم في مجتمعات إسلامية، ولكن في بلدان غير إسلامية ، منذ عقود بعيدة. وهؤلاء يعانون كثيراً من المشكلات والأزمات، فلا أحد يتبنى قضاياهم، ولا يراعي ظروفهم الحياتية الصعبة في كثير من الأحيان.
وهؤلاء حائرون أيضاً بين ارتباطات ضعيفة بجذورهم القديمة وواقع معيشي قائم يستوجب اندماجاً يصعب تحقيقه في كثير من البلدان، بسبب إشكاليات بعضها يرتبط بالاندماج، والمواطنة، وحقوق سياسية واجتماعية يعتريها كثير من الخلل، بل يحيا بعضهم ضحية لانطباعات مغلوطة عن المسلمين تتمثل في الإسلاموفوبيا تارة، وعن اتهام بالتشدد والغلو والتطرف تارة أخرى، وربما يقع بعضهم ضحية لصراعات طائفية ومذهبية وأيديولوجية، لا ذنب لهم فيها، بينما يقع البعض ضحية لألاعيب سياسية تحمل رايات انفصالية حقيقية أو مدعاة.
ما يعكس تلك الثقة المتبادلة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمعات المسلمة، والمجتمع الدولي ذلك الحضور القوي للقوى الفاعلة والمهتمة بقضايا الأقليات المسلمة في المنظمات الدولية والحكومات والبرلمانات، وممثلي الجاليات المسلمة، حيث يحضر المؤتمر نحو 600 شخصية كممثلين لأكثر من 150 دولة
وأزيد على ذلك أن بعض الحكومات تقع في حيرة من أمرها في التعامل مع بعض المؤسسات الإسلامية، وتبحث عن قناة للتواصل الفاعل بشكل يخلق حياة مسالمة ومواطنة تظلل جميع مواطنيها ومعهم المسلمين بكل مكوناتهم. وبين كل تلك الإشكاليات والمعاناة ظل الجميع يبحث عن فضاء يجمعهم يتمثل في صوت مسموع باسمهم لكل الدنيا، حكومات ومنظمات وهيئات وبرلمانات، يسمع لهم ويتحدث باسمهم بلا غرض ولا هوى ولا استغلال سياسي ولا أجندات معلبة، ولا تأطير مذهبي، ولا فرض لتوجه فقهي، ينطلق من أرضية خصبة للتسامح.
ومع كل هذه الأطر وجد الجميع قبلتهم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها زايد الخير، على أساس متين من التسامح ليكمل معه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، وسنده المتين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، راعي مبادرات التعاون على الخير والقول الحسن، ومعهما حكام دولة الإمارات، تلك الرؤى الواضحة لخلق بيئة خصبة جعلت من دولتهم أرضاً للتسامح الديني والاجتماعي، الأمر الذي جعلها وجهة ومقصداً لكل أبناء المجتمعات الإسلامية، ولتأتي مع تلك الثقة الكبيرة إقامة أهم مؤتمر عالمي لرعاية قضايا المجتمعات المسلمة في العالم، وليس هذا فحسب بل وتأسيس أول مجلس عالمي للمجتمعات المسلمة، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، والذي سيمثل الإطار المؤسسي الدائم لهذه الاستراتيجية الواضحة الشفافة في رعاية مسلمي العالم.
ولعل ما يعكس تلك الثقة المتبادلة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمعات المسلمة، بل والمجتمع الدولي، ذلك الحضور القوي للقوى الفاعلة والمهتمة بقضايا الأقليات المسلمة في المنظمات الدولية والحكومات والبرلمانات، وممثلي الجاليات المسلمة حيث يحضر المؤتمر نحو 600 شخصية كممثلين لأكثر من 150 دولة، جاءوا جميعاً ليؤكدوا ثقتهم في نزاهة الرعاية الإماراتية القوية لقضاياهم وجدية المقاربة للنهوض بواقعهم، و نشراً لفكر التسامح الديني والإنساني والاجتماعي في إطار من التفاعل الإيجابي مع الحكومات والمنظمات الدولية والأطر المعتبرة لدى دول العالم المختلفة.
وكل هذا الجهد المتواصل يأتي في إطار من الدعم الواضح من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، والذي غمرنا خلال الشهور المتواصلة في عمليات الإعداد للمؤتمر وقبل وأثناء تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الذي سيشهد التاريخ أنه وضع إطاراً جديداً للتعامل مع قضايا المسلمين في كل أنحاء الدنيا.
ويبقى الأمل في الله أن يكلل جهودنا جميعاً بتوفيقه ورعايته حتى يتحقق للمسلمين آمالهم في حياة كريمة في ديارهم؛ وغير ديارهم في إطار من القانون، بشكل يبرز حقيقة ديننا المُفترى عليه، فالإسلام دين التسامح والتعايش وقبول الآخر، دين يخاطب الفطرة السليمة والعقول والقلوب، دين جميل يزيّن كل من ينتمي إليه، وشرف لنا أن نعمل في خدمته وخدمة أبناء المسلمين في كل الدنيا.
فشكراً لك يا أبا خالد راعي المجتمعات المسلمة.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة