الإمارات وتحقيق الأخوة الخليجية.. وعدت فأوفت
استهلت الإمارات رئاسة الدورة الـ 40 لمجلس التعاون الخليجي بتعهد بتحقيق الأخوة الخليجية، وتختتم اليوم رئاستها لتلك الدورة وقد أوفت بوعدها.
جهود استثنائية قامت بها الإمارات خلال رئاستها لمجلس التعاون الخليجي على مدار عام 2020، للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته، رغم بعض التحديات وأبرزها انتشار جائحة "كورونا" والأزمة الخليجية.
جهود تأتي ضمن مسيرة رائدة للإمارات في تعزيز التضامن الخليجي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ أول قمة خليجية يومي 25 و26 مايو/ آيار في أبوظبي عام 1981.
وتتواصل حتى اليوم بقيادة وتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وإدراكا منها أن الأزمات مهما طالت فهي زائلة، وضعت الإمارات نصب أعينها مع تولي رئاسة الدورة الـ40 لمجلس التعاون في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2019 الحفاظ على مجلس التعاون وتحقيق الأخوة الخليجية، فلم تؤثر الأزمة القطرية على أجندة وخطط واجتماعات مجلس التعاون، وعقدت جميع تلك الاجتماعات بمشاركة قطر، لبحث تحقيق التضامن الخليجي في مختلف المجالات.
ورغم انتشار جائحة "كورونا"، قادت الإمارات أكثر من 733 اجتماعا خليجيا، معظمها عبر تقنية الإتصال المرئي، لمواجهة تلك الجائحة وتداعياتها على دول مجلس التعاون، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
الجهود الاستثنائية التي تقوم بها الإمارات لقيادة مجلس التعاون الخليجي في تلك الظروف كانت محل تقدير وإشادة دائمين، على مختلف الأصعدة.
رسائل تعزز التضامن
إضافة لتلك الجهود، كانت رسائل الإمارات -منذ بداية الأزمة مع قطر قبل أكثر من 3 سنوات، ومع بداية رئاستها للدوة الأربعين لمجلس التعاون وحتى ختامها اليوم الثلاثاء- رسائل واضحة ومباشرة حول أهمية تحقيق التضامن الخليجي، وتثمين مساعي الكويت لتعزيز التضامن الخليجي، والثقة المطلقة في المملكة العربية السعودية الشقيقة لقيادة جهود تحقيق التضامن نيابة عن دول الرباعي العربي.
وكما استهلت الإمارات تسليم رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي بتوجيه رسالة واضحة وجهها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تؤكد على أهمية تحقيق الأخوة الخليجية، وأهميتها لتحقيق التضامن العربي.
هذا المعنى ذاته أكد عليه مرارا وتكرارا الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، آخرها في تغريدته اليوم الثلاثاء قال فيها، إن قمة العلا صفحة جديدة مشرقة.
وأضاف قرقاش: "من قاعة المرايا في العُلا تبدأ صفحة جديدة مشرقة".
ونشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حسابه في "تويتر" صورا تجمعه مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خلال القمة الخليجية الـ40 في ١٠ ديسمبر/كانون الأول 2019، قائلا: "مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال مشاركتنا في قمة مجلس التعاون بالرياض.. مجلس التعاون سيبقى.. والأخوة الخليجية ستبقى.. لأنها ضمانة عربية للمستقبل.. وأمل المنطقة في أن نكون جزءاً من صناعة وصياغة مستقبل العالم".
وفي أوائل شهر ديسمبر / كانون الأول الماضي ومع وجود بوادر لتحقيق تقدم على مسار المصالحة الخليجية تقودها الكويت وتدعمها أمريكا، جاء الرد الإماراتي واضحا مباشرا، وضع النقاط فوق الحروف ، دون مزايدات ومماحكات ومواقف رمادية.
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش يوم 8 ديسمبر الماضي: "تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع، وتؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة".
ومجددا غرد في 23 من الشهر نفسه ، معربا عن تطلع بلاده إلى قمة ناجحة في المملكة" نبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي."
وأردف "إدارة المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذا الملف موضع ثقة وتفاؤل، ومن الرياض عاصمة القرار الخليجي نخطو بمشيئة الله خطوات تعزيز الحوار الخليجي تجاه المستقبل".
وعشية انطلاق القمة الخليجية الحالية الـ41 في مدينة العلا شمال غرب السعودية، وعقب الإعلان عن بوادر إيجابية لتحقيق المصالحة، غرد الدكتور أنور قرقاش، مساء أمس الإثنين، قائلا " نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا نعيد من خلالها اللحمة الخليجية ونحرص عبرها أن يكون أمن وإستقرار وإزدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى، أمامنا المزيد من العمل ونحن في الإتجاه الصحيح. ".
رسائل عدة هامة وجهها الدكتور أنور بن محمد قرقاش ، جميعها تصب في مسار تعزيز التضامن الخليجي و أن دول الرباعي العربي يد واحدة وعلى قلب رجل واحد وأن هناك اتفاقا وتوافقا كاملا فيما بينها حول ما يتعلق برؤيتها لحل أزمة قطر وتحقيق المصالحة الخليجية، إيمانا منها بأهمية هذا الأمر للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
عندما تتحدث المملكة العربية السعودية فإنها تتحدث بلسان جميع الدول الأربع، وهناك ثقة إماراتية مطلقة في المملكة العربية السعودية وحكمة قيادتها، للعمل على مصالح أمن واستقرار المنطقة، وهو تأكيد على وحدة موقف وتوافق واتفاق رؤاهم بشأن حل الأزمة القطرية.
بشائر قمة العلا
وعشية انعقاد القمة الخليجية في العلا شمال غرب السعوية اليوم الثلاثاء، وفيما تستعد لتسليم رئاسة الدورة في تلك القمة، توجت رئاستها لتلك الدورة، وبعد جهود كويتية حثيثة لرأب الصدع بين الأشقاء في الخليج العربي، ببوادر إيجابية، تم الإعلان عنها عشية انعقاد القمة، حيث تم التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر اعتباراً من مساء الإثنين
وفي مؤشر واضح على انفراجة كبيرة بالأزمة الخليجية، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إن "سياسة بلادنا قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية".
وبين أن قمة العلا "ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار".
وتابع ولي العهد السعودي، أمس الإثنين،: "القمة الخليجية ستترجم تطلعات الملك سلمان وقادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا".
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تسخر كافة جهودها لما فيه خير شعوب الخليج وبما يحقق أمنها واستقرارها.
السعودية تشكر الإمارات
وأكد البيان الختامي للقمة الخليجية، الثلاثاء، تعزيز التعاون العسكري بين دول المجلس وصياغة سياسة خارجية موحدة.
وشدد الإعلان الختامي للقمة على أن توقيع مصر على بيان العلا يؤكد على العلاقات القوية التي تربطها بدول مجلس التعاون الخليجي.
وخلال القمة التاريخية اليوم الثلاثاء، وقّع قادة وفود دول مجلس التعاون الخليجي "بيان العلا" الذي أكد على "التضامن والاستقرار".
وعقب ذلك قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن "حكمة قادة مجلس التعاون الخليجي قادرة على تجاوز أي خلافات".
وتابع: "نشكر الإمارات على ما بذلته خلال سنة قيادتها لأعمال الدورة الـ40 لمجلس التعاون الخليجي".
بصمات مضيئة
الدعم الإماراتي لتعزيز التضامن الخليجي، وتعاونها مع السعودية وأشقائها في دول الخليج لم يكن وليد تلك الدورة الأربعين فقط.وثمة بصمات سعودية إماراتية مضيئة في دعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ أول قمة خليجية عقدت بدعوة من مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى القمة الخليجية الـ40 التي ترأست دورتها الإمارات واستضافتها السعودية،في 10 ديسمبر/كانون الأول 2019، وترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وحينها صدر بيان ختامي مطول من 91 بندا تضمن رؤية دول الخليج لتعزيز العمل المشترك ومواقفهم من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وعقدت اليوم الثلاثاء في مدينة العلا شمال غربي السعودية القمة الـ41 لقادة مجلس التعاون الخليجي.
ووقّع قادة وفود دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، في قمتهم بالسعودية، "بيان العلا" الذي أكد على "التضامن والاستقرار".
وتعد قمة العلا هي القمة الخليجية الـ66 منذ أول قمة خليجية عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي مايو/ أيار 1981.