في عام التسامح، وفي وطن السلام والتسامح يحل علينا قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أول زيارة رسمية له إلى منطقة الخليج
في عام التسامح، وفي وطن السلام والتسامح، يحل علينا قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أول زيارة رسمية له إلى منطقة الخليج العربي، حيث تتزامن زيارته التاريخية مع زيارة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين. وفي هذا اللقاء العظيم الذي يحمل في طياته الكثير من الأعمال التي ستتبلور لتخرج للعالم برسالة ناصعةٍ معالمها، واضحٌ عنوانها لكل من يؤمن بالسلام والتسامح وحرية الأديان تحت مظلة الإخوة الإنسانية التي حرم ﷲ عليها الظلم والقتل وسفك الدماء، وأوصى بني البشر بالرحمة والتواضع والتآلف والتعارف فيما بينهم؛ لأننا كبشر لابد لنا أن ننسلخ من ثوب التمييز والكراهية والعنصرية ونرتدي ثوب التسامح والسلام وقبول الآخر؛ لكي ننعم بدفء الحياة الدنيا ونعمر الأرض بالأمن والسلام.
جمعت الإمارات تحت مظلة لقاء الأخوة الإنسانية كبار وأقطاب وممثلي الأديان الأخرى في سابقة لم يسبق للتاريخ أن سطرها في أي مكان أو زمان حول العالم، لتقول للعالم بأننا نحن كبشر يمكننا أن نعيش بسلام وطمأنينة وتسامح، دون تمييز ودون إكراه في الدين أو تشدد لمذهب أو طائفة
لقد اختارت دولة الإمارات أن تجعل من أرضها نواةً لنشر الخير والتسامح بين الشعوب، تشع بدعوات السلام لتنير بقاع الأرض بالأمل المحفوف بالأمان والطمأنينة، فحملت على عاتقها مهمتين كلتاهما لا تقل أهمية عن الأخرى، فمن جانب واحد تسعى دولة الإمارات لمحاربة الإرهاب والتطرف، وتعمل في الجانب الآخر على ترسيخ التسامح والسلام ابتداءً من أرضها التي تحتضن أكثر من 200 جنسية، تختلف دياناتهم وطوائفهم ومعتقداتهم ومذاهبهم وأعراقهم وأجناسهم، لكنهم يعيشون في كنف العدالة والمساواة، بلا تمييز أو عنصرية أو كراهية. وهنا تتجلى هذه الرسالة النبيلة التي تحملها الإمارات للعالم بأننا لا نستطيع التخلص من براثن الإرهاب والتطرف الذي لا دين له والذي خرج لنا من رحم التشدد والتطرف والتصق بالأيديولوجية الدينية لا سيما أيدولوجية الإسلام، إلا من خلال إخراج المسلمين من عزلتهم، والدعوة إلى تقبل الآخر ليرى بعينه كيف يمكن للبشر أن يعيشوا ويتعايشوا بسلام وأمنٍ وأمان دون أن يكون للديانة ذراعٌ تلوى وألسنةٌ تنبذ وعقولٌ تميز وأجسادٌ تتطرف .
هذه الزيارة التاريخية تترقبها أعين العالم، وتنتظر نتائجها بكل شغف، فمن شأن نتائجها أن تجعل البشر بمختلف دياناتهم يعيدون حساباتهم في نظرتهم لبعضهم بعضا ويتقاربون ويتعارفون ويتآلفون.
حين تخرج كلمات السلام والتسامح من بوتقة هذا اللقاء التاريخي بين قطبي الإسلام والمسيحية، لا شك أن لها أثرا عظيما على العقل والنفس البشرية، وستكون سفينة السلام التي ستحمل بني البشر إلى شاطئ العيش والتعايش بأمان .
فقد جمعت الإمارات تحت مظلة لقاء الأخوة الإنسانية كبار وأقطاب وممثلي الأديان الأخرى في سابقة لم يسبق للتاريخ أن سطرها في أي مكان أو زمان حول العالم، لتقول للعالم بأننا نحن كبشر يمكننا أن نعيش بسلام وطمأنينة وتسامح، دون تمييز ودون إكراه في الدين أو تشدد لمذهب أو طائفة، وتقول للعالم أيضاً بأننا لا يمكننا أن نلتفت لمن يريد تشويه هذه الزيارة بأفكار وآراء متطرفة، وفهم خاطئ للدين، ولا يمكن أن نتسامح قبل وأثناء وبعد هذه الزيارة أبداً مع المتطرفين والإرهابيين حول العالم ومن يدعمهم من حكومات ومنظمات، فهؤلاء لا يليق بهم التسامح ولا يستطيعون إدراك مبادئه وقيمه، ولا طريق للتعامل معهم سوى الطرق بيدٍ من حديد. فكلما خسّفت بهم الأرض، ارتقى السلام والتسامح بين البشر ليعانق عنان السماء ويُظل بظله بني البشر بالرحمة والعطف واللين .
فهنيئاً لنا، مواطنين ومقيمين وزائرين، نعيش على هذه الأرض الطيبة، التي أزهرت حياتنا في كنف حكومتها وقادتها، حتى غدونا مضرب مثل للسلام والتسامح ومقصد كل باغٍ للأمن والأمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة