رئاسة الإمارات لمجلس الأمن.. مكانة تتعاظم وثقة دولية تتزايد
تبدأ اليوم الخميس رئاسة الإمارات لمجلس الأمن الدولي لشهر يونيو/حزيران، في وقت تتعاظم فيه مكانتها، وتتواصل ريادتها، وتتزايد ثقة العالم بقدراتها.
وبرزت تلك المكانة في الحضور البارز لدولة الإمارات وقيادتها في مختلف القمم والمحافل الدولية المهمة وحرصها على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها.
ووضحت كذلك في حرص العديد من قادة العالم على إجراء مباحثات مع القيادة الإماراتية لتعزيز العلاقات وبحث جهود دعم الأمن والاستقرار الدوليين، وسط حرص متزايد للاستماع لرؤاها والاستفادة من مبادراتها.
كما برزت تلك المكانة في نجاح وساطات الإمارات ومبادراتها للتخفيف من حدة أزمات عدة في العالم.
أيضا تجلت تلك الثقة الدولية بفوز الإمارات وكفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية مؤسسات أممية ودولية، أو اختيارها لتنظيم فعاليات دولية مهمة.
بصمات بارزة
وتترأس الإمارات مجلس الأمن الدولي، الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، للمرة الثانية بعد أن ترأسته شهر مارس/آذار من العام الماضي.
ويعقد مجلس الأمن جلسة الخميس، حيث يستعرض خلالها خطة العمل المقترحة للمجلس خلال شهر يونيو/حزيران.
وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيواصل دراسة ومناقشة مشروع قرار دولي حول "التسامح والسلم العالمي الأمن" مقدم برعاية إماراتية وبريطانية مشتركة.
ومع استمرار عضويتها في المجلس تواصل الإمارات جهودها كشريك بنّاء في المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الراهنة مثل الحفاظ على السلام، وتعزيز التسامح، والتغير المناخي، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، ولمعالجة الأزمات الصحية العالمية، والابتكار في التنمية.
جهود إماراتية تتواصل لترك بصمة إماراتية-عربية بارزة في إحدى أهم مؤسسات العمل الجماعي الدولي، في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها البشرية عبر تاريخها، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في تصريحات سابقة له.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "منذ تسلمت الإمارات موقعها في مجلس الأمن الدولي بداية 2022، جسدت الدولة، بمواقفها ومبادراتها، تطلعات الشعوب في العالم كله نحو التعاون والسلام والتنمية".
وأردف: "ستواصل الإمارات دورها الإيجابي خلال الفترة المتبقية في عضوية المجلس حتى تترك بصمة إماراتية-عربية بارزة في إحدى أهم مؤسسات العمل الجماعي الدولي في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها البشرية عبر تاريخها".
وبين أن الإمارات ستواصل دورها المستدام من أجل ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل على حل النزاعات والصراعات، أياً كان نوعها ومكانها ودرجة تعقيدها، من خلال السبل الدبلوماسية، والتحرك في كل اتجاه لتعزيز فرص التفاهم والحوار على الساحتين الإقليمية والدولية، والدعوة إلى التسامح والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب.
مواجهة أكبر تحد للبشرية
وتترأس الإمارات مجلس الأمن الدولي فيما تواصل استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف بدورته الثامنة والعشرين COP28 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مدينة إكسبو دبي، وهي القمة المعنية بمكافحة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحدٍّ يواجه البشرية.
استضافة الإمارات COP28 تعكس ثقة العالم بقدراتها، وقيادتها الرشيدة على قيادة العالم في التصدي للتحديات المصيرية التي يواجهها.
إنجازات حقوقية
أيضا تتولى هذا المنصب الهام في وقت تتواصل فيه عضوية الإمارات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي بدأت 2022 وتتواصل حتى 2024.
وتبذل الإمارات من خلال عضويتها جهودا رائدة في ترسيخ الحقوق والحريات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقبل أسبوعين، قدمت الإمارات 8 مايو/أيار الجاري تقريرها الوطني الرابع في إطار الدورة الثالثة والأربعين للفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتضمن التقرير سجلا حافلا بالإنجازات الحقوقية في مختلف المجالات محليا ودوليا، كما تضمن خارطة طريق لتحقيق المزيد من تلك الإنجازات، وبناء قواعد استدامتها.
وأبرز التقرير، بالحقائق والأرقام، التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ استعراضها تقريرها الدوري الثالث في يناير/كانون الثاني 2018.
حقائق وأرقام تتضمن ما أحرزته الإمارات في مجال الرعاية الصحية والتعليم وحقوق المرأة والطفل والشباب وكبار السن وذوي الهمم، على الصعيدين المحلي والدولي، معززة بشهادات وتقارير دولية تنصف الجهود الإماراتية وتشيد بها.
كما تضمن التقرير نماذج لمبادرات إماراتية ملهمة لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية، يجني ثمارها العالم أجمع اليوم، بعد أن اعتمدها العالم في أجندته الأممية، كاليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
حضور دولي بارز
أيضا واصلت دولة الإمارات تعزيز حضورها الفاعل في أرفع المنظمات والهيئات والمجالس الدولية عبر توالي الإنجازات المرتبطة بانتخابها أو فوز كفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية تلك المؤسسات والهيئات، الأمر الذي يعكس حجم الثقة العالمية بالدولة وكفاءاتها في المجالات والقضايا كافة التي تهم المجتمع الدولي.
وقبل شهر، تم اختيار محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، رئيساً جديداً لمجلس إدارة الجمعية النووية العالمية، وذلك خلال اجتماع مجلس الإدارة، حيث سيتسلم الحمادي مهام منصبه كرئيس مجلس إدارة الجمعية النووية العالمية في عام 2024 ليصبح بذلك أول إماراتي وأول عربي يتولى هذا المنصب، وهو الإنجاز الدولي الثاني لدولة الإمارات في قطاع الطاقة النووية بعد اختيار الحمادي رئيساً للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ونهاية مايو/أيار من العام الماضي فازت الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس" والتي تضم في عضويتها 100 دولة، الأمر الذي يعكس نجاح سياستها الخارجية وحجم قوتها الناعمة المتصاعدة.
وتولى عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ منصب رئيس اللجنة التي تأسست لأول مرة عام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين 2022-2023.
8 قمم دولية
مكانة الإمارات المرموقة وثقلها دوليا، يظهر جليا أيضا خلال القمم الدولية التي شارك فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وشارك رئيس دولة الإمارات منذ توليه مقاليد الحكم 14 مايو/أيار 2022 في 8 قمم دولية، تركزت إجمالا على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وسبل مواجهة التحديات العالمية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية.
كان أحدث تلك القمم، منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ الذي عقد عن بعد يوم 20 أبريل/نيسان الماضي بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبمشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات دول العالم.
وخلال مشاركته في المنتدى، ألقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة رسم من خلالها خريطة طريق شاملة لمواجهة التغيرات المناخية، التي تعد أكبر تحد للبشرية حاليا.
وقبيل 3 شهور من مشاركته في المنتدى، استضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 18 يناير/كانون الثاني الماضي لقاء أخوياً تشاورياً حضره قادة عمان والبحرين وقطر والأردن ومصر.
وأكد القادة خلال اللقاء رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
كما شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة العشرين بإندونيسيا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد نحو أسبوع من مشاركته في افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" في مدينة شرم الشيخ المصرية، وألقى فيها كلمة مهمة رسم خلالها خارطة طريق شاملة لمواجهة التغيرات المناخية، التي تعد أكبر تحدٍّ للبشرية حاليا.
المشاركة في قمة المناخ، جاءت بعد عدة أشهر من مشاركته في "لقاء العلمين" التشاوري الأخوي الذي عقد في أغسطس/آب الماضي بمشاركة قادة 4 دول عربية وتم خلاله التأكيد على دعم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة التنموية والاقتصادية.
وقبيل لقاء العلمين، شارك رئيس الإمارات في قمة عربية أمريكية في جدة 16 يوليو/تموز الماضي، جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة 9 دول عربية من بينها دول الخليج الست، وذلك بعد يومين من مشاركته في قمة عقدت -عن بعد- لقادة مجموعة "I2U2" التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل.
وقبيل تلك القمم، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ" الذي دعا إليه جو بايدن 18 يونيو/حزيران الماضي وأقيم عن بعد.
تصفير الأزمات ونجاح الوساطات
كما برزت تلك المكانة المرموقة في نجاح وساطات الإمارات ومبادراتها للتخفيف من حدة أزمات عدة في العالم.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد نجحت وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، 20 أبريل/نيسان الماضي، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
يأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتواصل جهود الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لإنهاء الأزمة في السودان.
أيضا يأتي نجاح تلك الوساطة بعد نحو شهرين من نجاح وساطة إماراتية في فبراير/شباط الماضي أنجزت صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا تم بموجبها، عودة 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
كما يأتي نجاح الوساطة بعد نحو 3 أشهر من استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، اللقاء التشاوري الأخوي، الذي عُقد في أبوظبي 18 يناير/كانون الثاني الماضي بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بمشاركة عدد من قادة دول الخليج ومصر والأردن، تتويجا لجهود دولة الإمارات في تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
وشكل اللقاء دفعة قوية لجهود عودة العلاقات البحرينية القطرية إلى مسارها الطبيعي بعد اللقاء الذي جمع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال اللقاء التشاوري الأخوي، بعد إعلانهما الشهر الماضي الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية.
وقامت الإمارات خلال الفترة الماضية بجهود دبلوماسية رائدة لتصفير الأزمات بالمنطقة وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول.
أثمرت دبلوماسية دولة الإمارات الحكيمة عن عودة العلاقات مع تركيا إلى مسارها الطبيعي، قبل أن تعود إلى مسارها الطبيعي أيضا بين السعودية وتركيا.
وتشهد علاقات مصر وتركيا حاليا تحسنا كبيرا، على طريق تصويب مسار العلاقات بين البلدين.
وأعلن الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
أيضا أثمرت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عن تقدم ملموس على طريق العلاقات بين دولة الإمارات وإيران، بإعادة سفير دولة الإمارات إليها أغسطس/ آب الماضي بعد 7 سنوات من سحبه.
ومؤخرا، بدأت السعودية وإيران فتح صفحة جديدة في العلاقات تنفيذا لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية، الذي توصل له البلدان، برعاية صينية، 10 مارس/آذار الماضي، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات.
كما نجحت جهود الإمارات في إعادة سوريا لحاضنتها العربية عبر جهود عدة، كان أبرزها استقبال رئيسها بشار الأسد في الإمارات مرتين في مارس/آذار 2022 و2023.
وتوجت تلك الجهود باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، ومشاركة رئيسها في القمة العربية بالسعودية 19 مايو/أيار الجاري.
مكانة مرموقة
وأسهمت القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ توليه مقاليد الحكم قبل نحو عام، في تعزيز مكانة بلاده ورفعتها ودعم مركزها وتعزيز حضورها الفاعل عربيا وإقليمياً وعالمياً.
إنجازات توجت بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2023 الذي تعده مؤسسة "براند فاينانس" العالمية.
وحققت الإمارات تقدماً ملحوظاً في كافة المؤشرات الرئيسية والفرعية للمؤشر بما يعكس المكانة المميزة التي وصلت لها الدولة والتي جعلت منها واحدة من أكثر دول العالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
وجاءت الإمارات في المرتبة الثامنة عالمياً في التقدير العالمي للقيادات، وفي المرتبة التاسعة عالمياً في "التأثير في الدوائر الدبلوماسية"، وفي المركز السابع في قوة الاقتصاد واستقراره وتنوع قطاعاته، وفي المركز 10 في متابعة الجمهور العالمي والمركز 11 في التأثير الإعلامي، وفي المركز الثالث عالمياً في "الكرم والعطاء".
إنجاز يبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة بسياساتها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية وإعلامها وثقافتها وتراثها وقيمها ومبادئها، التي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجا يقتدى به ويتطلع مئات الملايين حول العالم أن تحذو بلادهم حذوها.