يبدو أن أدوات الأزمة القطرية، وليست «الخليجية»، قد تجاوزت الخلاف والمقاطعة ووجب الرد عليها
حينما شذّ «مغرد» خليجي وأساء إلى والدة حاكم قطر، وقف الشعب الخليجي كله، البحريني والإماراتي والسعودي أولا، لرفض واستنكار تلك الإساءة وذلك التطاول.. ذلك أن العادات الخليجية، وقبلها التعاليم الإسلامية والمبادئ الإنسانية، ترفض رفضا قاطعا الفجور في الخصومة، وإقحام الأمهات خصوصا في أي خلاف.. وهذا هو أدب الخلاف وطبائع أهل الخليج العربي عموما، وأهل البحرين والإمارات والسعودية خصوصا.
بالأمس، خرج علينا «شخص» من العائلة الحاكمة في النظام القطري، ونشر «تغريدة» مسيئة لوالد الجميع وحكيم العرب الشيخ «زايد الخير» رحمه الله، وقد أعلن جميع العقلاء في البحرين والإمارات والسعودية، ومصر كذلك، رفضهم التطاول والإساءة إلى رجل قدم لشعبه وأمته العربية والإسلامية الخير الكثير والخدمات الجليلة والنبيلة، التي لو وُزِنت في الميزان لكانت أضعاف ما قدمه النظام القطري الحاكم وذلك الشخص، من أعمال خير وتبرع وصدق وإحسان.. على الرغم من أن أعمال قطر الخيرية قد تبين أنها لدعم الأعمال الإرهابية.
يبدو أن أدوات الأزمة القطرية، وليست «الخليجية»، قد تجاوزت الخلاف والمقاطعة ووجب الرد عليها، وعلى ذلك الشخص «المعتوه»، وما يؤسَف له أن الشعب القطري لم يحرك ساكنا ضد تغريدة ذلك الشخص، ليتأكد للجميع أن الشعب القطري مغلوب على أمره أمام شذوذ تصرفات بعض أبناء حكامه
أعجبني كثيرا الإعلامي المصري «عمرو أديب» في برنامجه التلفزيوني اليوم، حينما دعا إلى توجيه شكاوى إلى إدارة «تويتر» للمطالبة بحذف «التغريدة» المسيئة، وغلق حساب الشخص «النكرة»، لأن أمثاله لا يستحقون الحرية في عالم الإعلام المفتوح، ولا يتشرف بهم أي إنسان عربي وخليجي.
لدي أقارب وأخوال يعيشون في أبوظبي والشارقة و«خورفكان» تحديدا، وزوجتي الغالية «أفنان» وأبنائي الصغار «مناير وطلال» موجودون الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في زيارة عائلية، وكثيرا ما كانت جدتي رحمها الله التي عاشت في «خورفكان» وتُوفيت ودفنت في البحرين تقول لي: إن خير «الشيخ زايد» عليها وعلى جميع أهل الإمارات لا يُعدّ ولا يوصف.. يكفي أن الشيخ زايد رحمه الله كان قد خصّص لها معونة شهرية تساعدها على الحياة الكريمة، على الرغم من أنها لم تطلب تلك المساعدة رسميا، ولكنه إحساس القائد الإنسان في تلمس حاجات شعبه قبل أن يطالبوا بها.. وقد نشأت منذ صغري على حب الشيخ زايد، تماما كما أحببت الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، والقادة الخليجيين الكرام.
أفضال وكرم وإنسانية «زايد الخير» تعدت الإمارات، ووصلت إلى أقصى بقاع الأرض حتى يومنا هذا.. لا تزور بلدا عربيا أو إسلاميا، إلا وتجد أن «زايد الخير» ترك بصمة إنسانية ومشروعا حيويا فيها، يحمل اسمه الكريم الخالد مدرسة.. مستشفى.. مدينة إسكانية.. شارع.. جسر.. زواج جماعي.. مؤسسة خيرية.. هذا غير العطاء والتبرع الخاص الذي قدمه بلا مقابل للدول والشعوب، ولا يزال أبناؤه الكرام يسيرون على درب «زايد الخير».
قد ينسى أو يتناسى البعض أفضال «زايد الخير».. ولكن النظام القطري بالتحديد والخصوص، يجب ألا ينسى أفضال زايد عليه.. يكفي أنه قد ساند قطر في أزمتها المالية لشهور طويلة في إحدى الفترات العصيبة، ويكفي أنه كذلك علم النظام القطري أصول الاحترام وحسن الجوار، بل ورفض رفضا قاطعا ممارسات «نظام الحمدين»، تماما كما دافع عن «مصر العظيمة.. مصر العروبة والكرامة» حينما تطاول عليها أقزام النظام القطري.
عبارة «إلا زايد.. يا قطر» التي تناقلتها الشعوب اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف، رسالة بالغة الأهمية للنظام الحاكم في قطر ولذلك الشخص «السفيه» بأن الشيخ زايد خط أحمر، والدفاع عنه واجب على الجميع، ويبدو أن أدوات الأزمة القطرية، وليست «الخليجية»، قد تجاوزت الخلاف والمقاطعة ووجب الرد عليها، وعلى ذلك الشخص «المعتوه»، وما يؤسف له أن الشعب القطري لم يحرك ساكنا ضد تغريدة ذلك الشخص، ليتأكد للجميع أن الشعب القطري مغلوب على أمره أمام شذوذ تصرفات بعض أبناء حكامه.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة