الدم العربي لا يضخ إلا في محيطه العربي والخليجي فإذا ابتعد جسده يبقى ذلك الدم منجذبا بقوته وأصالته نحو محيطه
هل يجب الاعتذار إلى قطر التي ضخّت أموالها وغازها وإعلامها وأوجدت قواعد عسكرية على أراضيها؟ هل يجب الاعتذار لدولة وطدت علاقتها الدولية الإخوانية من أجل دعم المنظمات الإرهابية التي باتت تدس سمومها في أواسط الدول العربية لزعزعة أمنها واستقرارها؟
فما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن كان استهدافا مقصودا أسقط القناع عن وجه قطر لتكشر سياستها عن أنيابها السامة لنشر سرطان خبثها في الوطن العربي، لكن بفضل من الله ورحمته فشلت في تحقيق غاياتها فخسرت جميع أموالها، وكانت خيبة أملها كبيرة بعد أن بترت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر يدها بعد صراع طويل من الصبر على سياستها وعدم التزامها بمواثيق المعاهدات التي تعهدت بتطبيقها، وتعنتها في نشر الفوضى والدمار بدلا من السلام والأمان.
الدم العربي لا يضخ إلا في محيطه العربي والخليجي فإذا ابتعد جسده يبقى ذلك الدم منجذبا بقوته وأصالته نحو محيطه، وهذا الشيء الذي لا يدركه نظام الحكم في قطر الذي مد أنبوباً من الدم بينه وبين أعداء الأمة من الذين عرف عنهم الغدر والخيانة ونقض العهود والوعود
هل نأسف على حال قطر التي صرفت أموالها في نشر الخراب والفوضى، وفشلت في قراءة الأحداث التي تهدد الأمتين العربية والإسلامية وخرجت عن مسارها العربي، وسخّرت وسائلها الإعلامية في إشعال فتيل الحرب والكراهية بين الدول وبين أبناء الشعوب وحكامهم، وزرعت العملاء والمرتزقة؟
هل نعتذر لحال قطر لما وصلت إليه بتسخير عدد من مرتزقتها ممن يحملون شهادات في بذاءة الفكر والانحطاط الخلقي للإساءة لمن استخاره المولى عز وجل وتوفاه، غير مدركين أن مَن يسيئون له هو قائد أحبته الشعوب العربية وغيرها؟ رجل مد يد المساعدة للصغير والكبير، ومهما نكتب في هذا الرجل لن نوفيه حقه في حكمته وخلقه وطيبته نحو شعبه وجيرانه وللعالم أجمع.
لقد زادت قطر المتمثلة في نظامها الحالي من شرخ آلامها وأوجاعها ليكون ضحية هذا التعنت الشعب القطري المغلوب على أمره، الذي لا يستطيع النقد أو التعبير عن الضرر الذي لحق بوطنه جراء هذا العناد الذي يكابر عليه النظام.
وأخيرا يا قطر.. إن الدم العربي لا يضخ إلا في محيطه العربي والخليجي فإذا ابتعد جسده يبقى ذلك الدم منجذبا بقوته وأصالته نحو محيطه، وهذا الشيء الذي لا يدركه نظام الحكم في قطر الذي مد أنبوباً من الدم بينه وبين أعداء الأمة من الذين عرف عنهم الغدر والخيانة ونقض العهود والوعود، وهذا ما حالت له حال قطر بنقضها العهود والوعود مع الدول التي تجاورها، ما جعلها مقطوعة الوصل مع جيرانها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة