إلا زايد، ما ذكرناه ليس سوى سطر من سيرة خلدت في سلسلة من كتب لا نوافي تفاصليها حرفاً ولا كلمةً، ولا حتى مقالاً.
في يوم من الأيام اتصلت امرأة "من جنسية عربية" بأحد مرافقي الشيخ زايد- طيب الله ثراه- أثناء تناول وجبة الغداء، وكانت تبكي بسبب سجن زوجها عقب خسارة مالية في مشروع تجاري، وتراكمت عليه الديون، طالبة المساعدة للإفراج عن زوجها بصفته المعيل الوحيد للأسرة، فطلبت المرأة عرض موضوعها على الشيخ زايد، مؤكدة أنها وزوجها أتيا إلى الدولة باحثين عن الخير، إلا أن القدر أوقعهما في هذه المشكلة، وبعد ذلك تم عرض الموضوع على الشيخ زايد وأمر ببحث حالة الزوج ما لم يكن متورطاً بأي جرم غير الدّين، وسداد دينه بالكامل، مع منحه ما يعادله من المال ليتمكن من بدء مشروع جديد يعينه في حياته.. ما سبق كان حديثا لـ"سعيد بن دري الفلاحي" أحد مرافقي الشيخ زايد "طيب الله ثراه".
إلا زايد، كان مع الصغير والكبير والشيخ والمرأة، مع الإنسان والحيوان والشجر والحجر، لم يلتفت يوماً لديانة أو عرق أو جنسية أو لون، إنسانيته سبقت عمله، فكان مثالاً حياً للتواضع والحكمة، كان طيب الله ثراه رجلاً من رجالات الوطن العربي الذين عملوا وسهروا وثابروا للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.
إلا زايد، مهما تحدث السفهاء عن شخصه فما يقولونه دليل قاطع على أن حقدهم وكرههم بلغ بهم أسفل الحضيض، وما نراه اليوم من أفعال تصدر منهم ضد رمز من رموز العرب تحدث عنه الملوك والأمراء والرؤساء والعظماء بكل الخير والتقدير، ما هو إلا دليل على سوء خلقهم وقلة مروءتهم
إلا زايد، في يوم كان الشيخ زايد- طيب الله ثراه- يتجول بسيارته، ولمح سيدة عربية تعرفت عليه فأخذت تحييه من بعيد، وعندما اقترب منها سمعها تقول إنها تتمنى أن تصافح الشيخ زايد، فأمر السائق بالتوقف، وناداها فهرولت للسلام عليه، ابتسم لها وسألها عن حالها وحال أسرتها وسألها عن حاجتها، فظلت تنظر إليه والدموع على مقلتيها فتقول: لي ست عشرة سنة في الإمارات وأنا لا أريد إلا سلامتك، أنت الزعيم العربي الذي يمكن السلام عليه وتقترب منه الناس فرحاً برؤيته، هذا ما قالته سيدة عربية أحبت زايد الخير من القلب .
إلا زايد، تجولنا ورحلنا وتنقلنا من بلد لآخر، سؤال الآخرين: من أي البلدان أنتم؟ فكان جوابنا: الإمارات العربية المتحدة، فيقولون كلمة واحدة تمثل شعب دولة عظيمة أحبوا قائدهم وأحبهم: "زايد".. هذه الكلمة الرنانة التي حين تصدح عند أحد لا تصدح إلا لفعل عظيم، ولا تذكر إلا عند مواقف العروبة والأصالة، زايد كلمة زرعت في قلوب البشر بأن هناك أملاً لكل شيء .
إلا زايد، أسس دولة عظيمة تنافس وتمضي للتميز والإنجاز دائماً، وحّد قبائل متفرقة متناحرة على كلمة واحدة، كانت كلمته دائماً: "بفضل الله عز وجل".. رجل مؤمن عاهد الله وعاهد نفسه على تسخير طاقته وعمله لراحة الإنسان، كان نبعاً لا ينقطع خيره، مد يد العون لمن احتاجه، لم يتراجع يوماً عن إغاثة ضعيف أو نجدة ملهوف أو مد يد العون لمحتاج.
إلا زايد، كان مهتماً بالإنسان أينما كان، وصل عطاؤه إلى بقاع الأرض كافة، سيرته مليئة بالعطاء والعزيمة والتحدي، ملهمة لأجيال قادمة تبني وطنا أنشأه الشيخ زايد، سخر لهم المال والعمل وكل ما احتاجوه، ارتبط اسمه بالتنمية والإنجاز، فسيرته كانت ولا تزال مادة يتعلم منها العظماء ويدرس منها الجهابذة، فزايد- طيب الله ثراه- مدرسة نستقي منها.
إلا زايد، مهما تحدث السفهاء عن شخصه فما يقولونه دليل قاطع على أن حقدهم وكرههم بلغ بهم أسفل الحضيض، وما نراه اليوم من أفعال تصدر منهم ضد رمز من رموز العرب تحدث عنه الملوك والأمراء والرؤساء والعظماء بكل الخير والتقدير، ما هو إلا دليل على سوء خلقهم وقلة مروءتهم.
إلا زايد، ما ذكرناه ليس سوى سطر من سيرة خلدت في سلسلة من كتب لا نوافي تفاصليها حرفاً ولا كلمةً ولا حتى مقالاً، فــ"زايد" أمّة سطرت الإنسانية في أسطر من ذهب وفندت حكمة قالها يوما: " لا شيء مخلد أبداً، لا مخلد الإنسان ولا مخلد المال، المخلد هو الوطن والعمل، وكل فرد منا سوف يذكر بعمله".
فأقولها ختاماً: (إلا زايد، تأدب حين تتحدث عنه).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة