يأتي سفيه من سفهاء قطر يغرد ويشمت بالمغفور له الشيخ زايد، فليس غريبا على هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الرجال الصادقين
ليس جديدا في هذه الدنيا أن يتقافز فيها المتردية والنطيحة أشباه الرجال؛ لينفثوا سمومهم وينفسوا عن أحقادهم عبر الفضاء الإلكتروني ضد الكبار في تاريخ أمتنا، لكن أن تصل فجاجتهم واستهتارهم لحد المساس برموز أمتنا العربية وتطاولهم على أعلى الرموز وأرفع الهامات والبيرق العالي الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه-، فهنا يجب علينا أن نغضب ونقول لهؤلاء الأوغاد: قفوا عند حدكم.
يأتي سفيه من سفهاء قطر يغرد ويشمت بالمغفور له الشيخ زايد، فليس غريبا على هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الرجال الصادقين أن تكون شيمتهم الغدر والخيانة والطعن على مر الزمان، فمن غدر بأبيه وإخوانه ماذا تترجى من نسله ومن صغاره سوى الخزي والعار والشنار؟
ليس الرد على هؤلاء يكون بتعداد فضائل زايد، فهي لا تعد ولا تحصى، وليس في إظهارها لأنها مستقرة في ضمائر أكثر من مليار ونصف مسلم ومئات الملايين من بني البشر على وجه البسيطة، فنحن لا نتحدث عن حاكم أو شخص تولى سلطانا، إنما نتحدث عن رجل استثنائي في التاريخ المعاصر جاء يحمل للعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء الخير والعطاء والحكمة، جاء من أعماق تاريخنا الزاهي ليسجل لنا ملحمة خالدة في كيفية بناء البلدان وزرع القيم الحميدة.
لا أظن أن أحدا يقدر أن يوفي هذا القائد المتفرد حقه في الكتابة أو يقول عنه شيئا يقترب من سفره الخالد، فالعظماء دوما في التاريخ لهم منزلة التفرد والريادة، وزايد كان، في حياته ومماته، مشعلا للحرية والإخاء والعطاء ونهرا من الحب لا ينضب ولا يجف ما دام فينا قلب يحيا وعرق ينبض.
يأتي سفيه من سفهاء قطر يغرد ويشمت بالمغفور له الشيخ زايد، فليس غريبا على هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الرجال الصادقين أن تكون شيمتهم الغدر والخيانة والطعن على مر الزمان، فمن غدر بأبيه وإخوانه ماذا تترجى من نسله ومن صغاره سوى الخزي والعار والشنار؟ فهذه الحفنة من البشر احترفوا الخسة والدناءة، فصارت ديدنهم، فلا حرمة عندهم ولا كرامة لا لحي ولا لميت؛ لأنهم لا يعرفون معنى الكرامة ولا الحياء، استمرأوا طريق الذل والمهانة، وسيبقون خانعين في حفرة السقوط الأخلاقي والقيمي إلى يوم الدين..
تتعجب من دولة ليس لها مبدأ ولا أخلاق، ولا تتورع عن انتهاك المحرمات، لا صديق لهم يثق بهم ولا حليف يعول عليهم ولا أخ لهم يندبونه في الملمّات، يعادون القريب ويهربون نحو البعيد، تجتمع في نفوسهم النتنة كل صفات الإرهاب والحقد والتلون بلا حدود، أعلامهم سوداء وراياتهم هي الكراهية والبغضاء، أقوالهم مذمة الناقص على قول الشاعر العربي، ولكن من أي أبواب الثناء نلج وبأي أبيات القصيد نعبر عن حبنا واعتزازنا وإجلالنا لرمز كبير عالي الهمة وراية بيضاء مرفوعة في سماء العرب والمسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو زايد الباني والمؤسس حبيب العرب والإنسانية، سِفره خالد وسجاياه حميدة وأفعاله محمودة وحكمته منشودة في كل حين، كان زايد -رحمه الله- مثل سحابة معطاءة تمطر خيرا لتسقي الأرض فتخضرّ، وعقلا نيرا يضيء الأفئدة ليتفيّأ بها الرجال من بعده، زايد ترك لنا غرسا طيبا هم أبناؤه البررة الذين يحملون الراية العالية من بعده، يحدو بهم شيخنا ورمزنا الفارس العربي الشيخ محمد بن زايد يصول ويجول على العدا صولة، وللطيبين نخلة باسقة شامخة تمرها سُكَّري برحي.
فلله درك يا عظيم الملوك والسلاطين ويا سيد الرجال، الشيخ زايد، وليخسأ الخاسئون، وما دارت الدوائر إلا عليهم قريبا بدائرة السوء والخذلان، لتنقشع من سماء قطر هذه الغيمة السوداء بكل سوئها ومسائها.
يا سحيم ومن شابهك، نقول لك حزما وعزما: قف عند حدك.
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة