الإمارات وسنغافورة.. شراكة استراتيجية قوية وآفاق رحبة للتعاون الاقتصادي
ترتبط دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة بعلاقات اقتصادية قوية تعزز الشراكة بين البلدين في آفاق أوسع للتنمية والتعاون المثمر.
وبدأ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى جمهورية سنغافورة، حيث يلتقي خلالها رئيس الوزراء السنغافوري لورانس وونغ وعدداً من كبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين لشركات سنغافورية رائدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتخطيط العمراني وغيرها من القطاعات الحيوية.
وفي وقت سابق اليوم، وصل الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى مقر البرلمان السنغافوري في مستهل زيارته الرسمية إلى سنغافورة. وكان في مقدمة مستقبلي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان لدى وصوله إلى مقر البرلمان لورانس وونغ، رئيس الوزراء السنغافوري.
ويبحث الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يعود بالخير والنفع على البلدين وشعبيهما الصديقين.
وترتبط دولة الإمارات وسنغافورة بعلاقات اقتصادية وتجارية ممتازة، حيث تعتبر دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لسنغافورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2012، والشريك التجاري السادس عشر عالمياً.
- الديون السوداء تلاحق بريطانيا.. القصة الكاملة لعائلات تجار الرقيق في عهد الاستعمار
- انطلاق مجلس الأعمال الإماراتي السعودي.. زيادة التجارة البينية وجذب الاستثمارات
وتشهد الاستثمارات الإماراتية في سنغافورة زيادة مطردة حيث تقوم كبرى الشركات الإماراتية بمشروعات في قطاعات النفط والموانئ والاتصالات والاستثمارات العقارية والصناعات الإلكترونية والإعلام وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية والمصرفية والتكنولوجيا المتطورة.
تشهد أعداد الشركات السنغافورية في الإمارات زيادة مطردة حيث وصلت حالياً إلى 600 شركة سنغافورية وذلك طبقاً لآخر الإحصاءات التي أعلنتها هيئة "Enterprise Singapore" بما في ذلك الشركات السنغافورية المسجلة في المناطق الحرة بدولة الإمارات والتي تعمل في العديد من القطاعات مثل: الخدمات الاستشارية والطاقة والقطاع الصناعي والتجاري.
الأنشطة الاقتصادية المتبادلة
تشهد الأنشطة الاقتصادية بين البلدين انتعاشاً ملحوظاً في مختلف القطاعات كقطاع الإنشاءات، الغاز والنفط، التسهيلات الإدارية، الخدمات، الرعاية الصحية، تكنولوجيا المعلومات، اللوجستيات، والعقارات.
وتتميز العلاقات الإماراتية السنغافورية بالزخم المستمر على مختلف المستويات، لا سيما الاقتصادية، حيث شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً في القطاعات التجارية والاستثمارية، كما وقعت حكومتا البلدين في عام 2019، على اتفاقية الشراكة الشاملة، بهدف تعميق مجالات التعاون القائمة واستكشاف مجالات جديدة تحقق المنفعة والمصالح المشتركة لكلا البلدين مثل التجارة، والصناعة والاستثمار، والتعاون المالي، والتعليم وتطوير الموارد البشرية، فضلاً عن التنمية المستدامة والطاقة.
وقد بذلت كل من دولة الإمارات وسنغافورة على مدى أكثر من 35 عامًا جهودًا كبيرة لبناء علاقة ثنائية مثمرة ترتكز على التجارة والاستثمار.
الشراكة الشاملة
بهدف توسيع آفاق التعاون بين البلدين، فقد تم تأسيس ملتقى أبوظبي- سنغافورة المشترك في عام 2007 في إطار الالتزام المشترك لكلا البلدين ببحث المجالات ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك.
وفي عام 2019، وقعت حكومتا البلدين على اتفاقية الشراكة الشاملة بين سنغافورة والإمارات، وهي إطار يهدف إلى تعميق مجالات التعاون القائمة واستكشاف مجالات جديدة تحقق المنفعة والمصالح المشتركة لكلا البلدين مثل التجارة، والصناعة والاستثمار، والتعاون المالي، والتعليم وتطوير الموارد البشرية، فضلاً عن التنمية المستدامة والطاقة.
وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأكبر لسنغافورة في الشرق الأوسط، إذ يبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 4.1 مليار دولار خلال عام 2021.
وثمة أوجهٌ مشتركة بين دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وسنغافورة، بما في ذلك التزامهما الصارم في مكافحة الجرائم الماليّة.
ونظراً لكون الدولتين مركزين ماليين وتجاريّين عالميّين، فإنهما يؤديان دورًا بالغ الأهمّية على مستوى المنظومة الماليّة العالميّة، كما يواصلان تعزيز أنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المعتمدة من خلال تبادل المعلومات والأفكار والخبرات.
وبالإضافة إلى ذلك، تشكّل العلاقة الثنائية صلة وصلٍ ماليّة هامّة بين قارّة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصًا أنّ دولة الإمارات تمثّل اليوم أكبر شريك تجاري لسنغافورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حجم التبادل التجاري
في عام 2022، صدرت الإمارات العربية المتحدة بقيمة 14.4 مليار دولار إلى سنغافورة. وتمثلت الصادرات في البترول الخام (8.22 مليار دولار)، والبترول المكرر (4.07 مليار دولار)، والذهب (743 مليون دولار).
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت صادرات الإمارات العربية المتحدة إلى سنغافورة بمعدل سنوي قدره 10.8٪، من 8.61 مليار دولار في عام 2017 إلى 14.4 مليار دولار في عام 2022.
في المقابل، صدرت سنغافورة إلى الإمارات بقيمة 4.6 مليار دولار في 2022. وتمثلت الصادرات في المجوهرات (630 مليون دولار)، وتوربينات الغاز (595 مليون دولار)، ومعدات البث (574 مليون دولار).
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت صادرات سنغافورة إلى الإمارات العربية المتحدة بمعدل سنوي قدره 11.1٪، من 2.71 مليار دولار في عام 2017 إلى 4.6 مليار دولار في عام 2022.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز