استعادة «الدولة الوطنية».. خارطة طريق إماراتية نحو مستقبل عربي زاهر
خارطة طريق إماراتية لتحقيق السلام والازدهار في العالم العربي، الذي يشهد حاليا فترة توترات غير مسبوقة في العديد من دوله.
توترات تشهدها العديد من الدول التي يتزايد فيها نفوذ تنظيمات وأحزاب وجماعات ومليشيات تسهم أجندة مصالحها وولاؤها وتحركاتها وتوجهاتها في إضعاف مفهوم الدولة الوطنية وتهديد مصالح بلدانها، كما هو الحال في لبنان وفلسطين واليمن ودول أخرى.
وتشهد المنطقة توترات غير مسبوقة على خلفية تهديد إسرائيل بالرد على إيران بعد هجومها الصاروخي عليها ليلة الثلاثاء الماضي، في وقت تواصل فيه هجماتها على غزة ولبنان، وتستهدف اليمن بين الفينة والأخرى.
مسارات الحل
في مواجهة تلك الظروف، رسم الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات خارطة طريق للخروج مما أسماه "زمن المليشيات"، الذي أكد أنه "كلف العرب كثيراً وأثقل كاهل المنطقة".
وبين أن الحل يكمن في مسارين:
- على المستوى الوطني: لا خيار إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها.
- على المستوى العربي: المستقبل للأمن والسلام والازدهار بمشروع عربي مستقل ومتصالح مع محيطه.
وتفصيلا، قال قرقاش في تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس" اليوم الجمعة: "في ظل الحروب والأزمات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي، لا خيار أمامنا إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها".
وأضاف "زمن المليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية كلف العرب كثيراً وأثقل كاهل المنطقة".
وتابع "المستقبل للأمن والسلام والازدهار بمشروع عربي مستقل ومتصالح مع محيطه".
وتأتي التغريدة بعد يوم من تغريدة أخرى للدكتور قرقاش حذر فيها مما تشهده المنطقة حاليا، وقال في هذا الصدد "تمر المنطقة بمرحلة خطيرة مع زيادة حدة التصعيد وخروجه عن السيطرة، مهدداً بانتشار العنف والفوضى وخسارة المزيد من الأرواح".
وأضاف "الحل يبدأ بوقف الحرب في غزة ولبنان وخفض التصعيد والحوار البعيد عن الخطاب المتطرف".
وأردف "ويبقى حل الدولتين حجر الزاوية لوقف مسلسل الأزمات المتكررة وبناء مستقبل أفضل".
تصعيد يتزايد
ويتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل إطلاق النار بشكل يومي على جانبَي الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن التوترات تصاعدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة مع تحويل إسرائيل تركيزها إلى حدودها الشمالية وشنّها سلسلة غارات على لبنان، أسفرت عن مقتل عدد من قيادات الحزب من أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله، الذي قتل 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
وتصاعد التوتر مع إعلان إسرائيل صباح الثلاثاء بدء عمليات برية محدودة بلبنان في سياق مواجهته مع حزب الله، ومساء اليوم نفسه شنت إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل، هددت إسرائيل بالرد عليه.
وصاحب تلك التطورات نزوح نحو مليون لبناني، فيما وصف بأنه "أكبر عملية نزوح في تاريخ لبنان"، وسط تحذيرات من "وقوع كارثة إنسانية".
ومع ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي بلبنان كثفت دولة الإمارات جهودها على أكثر من صعيد لمواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة.
وشهدت الساعات القليلة تحركات إماراتية أمميا وعربيا وخليجيا لمواجهة تداعيات التصعيد العسكري في لبنان وتفعيل الاستجابة الإنسانية العاجلة.
استبق تلك التحركات، مبادرة إنسانية قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي أمر، الإثنين الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني.
وتأتي تلك المبادرة في إطار جهود دولة الإمارات لدعم الأشقاء في لبنان ومساعدتهم على مواجهة التحديات الراهنة والتزامها الثابت بدعم الشعب اللبناني.
وسبق أن عبرت دولة الإمارات، في بيان أصدرته الثلاثاء الماضي، عن قلقها البالغ من التطورات التي تجري في لبنان، ومن تداعيات انزلاق هذه الأوضاع الخطيرة وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.
وأكدت دولة الإمارات موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، ووقوفها ومساندتها الشعب اللبناني الشقيق في مواجهة التحديات.
رؤية متقدمة
تأكيد الإمارات على موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، هو ما تسعى لتحقيقه أيضا في فلسطين مع اختلاف الظروف.
وطرحت الإمارات رؤى متقدمة لمستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، تقود الطريق لتحقيق مفهوم "الدولة الوطنية".
وتضمنت تلك الرؤية خارطة طريق لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المدى القصير والبعيد، بمشاركة إماراتية وتعاون إقليمي ودور أمريكي رئيسي، تبدأ بوقف حرب غزة، والالتزام بمسار يقود لحل الدولتين.
وأحد أبرز محاور تلك الرؤية لإنهاء أزمة غزة التي كشفت عنها سابقا ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، هو إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من حكومة فلسطينية بقيادة رئيس وزراء جديد ذي كفاءة عالية ومصداقية واستقلالية، تتولى مهام محددة في غزة لترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية بها.
الهدف العام الأسمى لتلك الرؤية هو "إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في تدوينة على منصة "إكس" 14 سبتمبر/أيلول أحد أبرز محددات دعمها لليوم التالي من الحرب في القطاع.
وقال في هذا الصدد إن "الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية".
رسالة إماراتية تؤكد التزام إماراتي راسخ بدعم فلسطين، القضية التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها، وحتى اليوم.
ومع قرب حلول ذكرى مرور عام على حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تواصل الإمارات التوصل إلى وقف إطلاق النار، ودعم غزة على الصعيد الإنساني.
وتدعو دولة الإمارات إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات بشكلٍ عاجل وكامل ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.