زيارة الشيخ محمد بن زايد لروسيا.. التوقيت والرسائل
أكد خبراء سياسيون من موسكو والقاهرة، أن دولة الإمارات بثقلها الإقليمي ودورها الإنساني، يمكن أن تلعب دورا في حلحلة الأزمة الأوكرانية.
جاء ذلك تعليقا على زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بدأت اليوم الثلاثاء، لروسيا.
وعقب وصوله، عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرج.
ويبحث رئيس دولة الإمارات مع نظيره الروسي، خلال الزيارة، علاقات الصداقة بين الدولة وروسيا، إلى جانب عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات.
وفي تعقيبه على الزيارة ونتائجها، قال الخبير الروسي في الشؤون الدولية، ومستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية تيمور دويدار، إن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية في ظل التوتر الأمني الذي يشهده العالم في الوقت الحالي.
وأكد دويدار -في حديث خاص من موسكو لـ"العين الإخبارية"- أن الإمارات بثقلها الإقليمي الكبير، ودورها الإنساني المعروف، يمكن أن تلعب دورا في حلحلة الأزمة الحالية، لا سيما أن الرئيس الروسي بوتين يحمل احتراما وتقديرا كبيرا لجهود دولة الإمارات في حل الأزمة القائمة، وللشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأبرز دويدار أن هناك "توافقا بين الدولتين في قضايا الطاقة والأمن في منطقة الشرق الأوسط والأمن العالمي"، متابعا: "زيارة الشيخ محمد بن زايد ستدعم هذا التوافق والخطوات الإيجابية بين الدولتين".
كما أكد مستشار قطاع الأعمال والعلاقات الدولية أن "العلاقات المتنامية بين البلدين سوف تكون لها انعكاساتها على شعوب الدولتين".
واتفق الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره القاهرة، مع ما ذهب إليه الخبير الروسي.
وفي حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أكد عبدالفتاح أن توقيت زيارة رئيس الإمارات لروسيا مهم؛ لأن الزيارة تأتي في قمة اشتعال الأزمة الأوكرانية الروسية، عقب التصعيد الأخير بين الجانبين، واحتمالات دخول الصراع مرحلة أكثر خطورة وتصعيدا.
وقال عبدالفتاح إن "دولة الإمارات بثقلها الكبير يمكن أن تسهم في حل الأزمة بطريقة أو بأخرى، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة".
وأردف: "التحرك الإماراتي يمكن أن يصب ضمن جهود عربية ودولية تسعى إلى وقف هذه المأساة التي تؤثر بقوة على أمن الطاقة والغذاء في العالم".
وأوضح الخبير بمركز الأهرام، أن "الزيارة ستصب في جهود مجموعة الاتصال العربية التابعة للجامعة العربية لحل الأزمة؛ لأن دولة الإمارات دولة فاعلة بها، علاوة على أن توقيت الزيارة بالغ الأهمية ما يجعل المجموعة العربية منخرطة بشكل مباشر في الأزمة".
وعقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شكلت جامعة الدول العربية مجموعة اتصال لمتابعة تداعيات الحرب في أوكرانيا والمساهمة في حلحلة الصراع المحتدم هناك.
وأعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في وقت سابق، عن قلقه، إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم.
وأكد عبدالفتاح أن "الإمارات صانعة سلام، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان معروف بالمبادرات والوساطات المهمة للغاية في أكثر من أزمة إقليمية ودولية، لذا سيكون لديها الكثير لتقدمه في هذه الأزمة".
وتولي دولة الإمارات تطوير علاقاتها الثنائية مع روسيا أهمية خاصة، وهو ما يمكن تأكيده من خلال تصريحات سابقة أدلى بها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، والتي أكد خلالها أن بلاده فخورة بأن ترى في روسيا الاتحادية "شريكاً استراتيجياً وصديقاً لدولة الإمارات".
رسائل سياسية
مدير المركز المصري الروسي للدراسات أشرف كمال، اعتبر بدوره أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لروسيا، في هذا التوقيت المهم تعكس رسائل سياسية بالغة الدقة لكافة الأطراف، موضحا أن موسكو تدرك الدور المؤثر والفعال لدولة الإمارات، في المنطقة، وجهودها الأخيرة في خفض التصعيد الحالي.
وقال كمال لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة بالغة الأهمية في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية، وجهود دولة الإمارات في خفض التصعيد، ووقف القتال والجلوس إلى مائدة المفاوضات، إضافة إلى جانب ردود الأفعال السلبية من جانب واشنطن تجاه قرار تحالف "أوبك+" والمتعلق بالحفاظ على مصالح الدول الأعضاء والاستقرار في أسواق النفط العالمية.
وأشار إلى أن الثقة المتبادلة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس فلاديمير بوتين، والتفاهمات المشتركة بينهما، تساهم في خلق أجواء إيجابية من التعاون والمشاورات على المستويات كافة، فيما يتعلق بالتعاون الثنائي وصولا إلى القضايا الإقليمية والدولية والمساهمة في جهود البحث عن آليات جديدة وفاعلة لتحقيق الاستقرار والأمن على الساحة الدولية.
وشدد كمال على أن استقرار منطقة الخليج العربي، يحتل أولوية متقدمة في السياسة الخارجية الروسية، مردفا: "تدرك موسكو الدور المؤثر والفعال للإمارات في المنطقة، لذلك هناك حرص من جانب القيادة الروسية على استمرار المشاورات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية".
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز