يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانبه، ومنذ وصوله إلى الحكم معالجة الشروخ والكسور التي خلفها سقوط الاتحاد السوفياتي
بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الريادي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودور روسيا اليوم في مختلف دول العالم، عمل متكامل متكافئ وضروري لتحقيق التوازن في العالم، وحين نتحدث عن التوازنات الإقليمية والدولية فنحن نتحدث بالدرجة الأولى عن التوازنات الأمنية ثم الاقتصادية، لتليها بقية التوازنات الضرورية لما يمر به عالمنا اليوم، الإمارات اليوم تقوم بدور ريادي في المنطقة، لما تتمتع به قياداتها من حكمة في إدارة الأزمات وحل النزاعات، وهذا ما تحتاج إليه منطقتنا اليوم في ظل التفكك والحروب الذي نشهده منذ هبوب رياح "الربيع" المسمومة سنة ٢٠١١.
منذ زيارة بوتين الماضية سنة ٢٠٠٧ لدولة الإمارات -التي كانت قاعدة لبناء التعاون لمحاربة تنظيم القاعدة- تغيرت التحديات للدولتين، وتغيرت طبيعة المخاطر على مصالحهما والمصالح الدولية والإقليمية، فبين جبال أفغانستان حيث ولدت القاعدة وأراضي العراق وسوريا التي انتهكها الإرهابيون تحت تسميات ومظلات مختلفة
كما يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانبه، ومنذ وصوله إلى الحكم معالجة الشروخ والكسور التي خلفها سقوط الاتحاد السوفياتي، لم تكن مهمته سهلة أبدا، فقد كانت أمامه تحديات داخلية وأخرى خارجية، وتهدف كلها لاستعادة الثقة، ثقة الشعب الروسي في الزعيم والزعامة، واستعادة الكرامة الروسية التي هزمتها عقود الصقيع والحرب الباردة.
وزيارة الرئيس الروسي لدولة الإمارات في هذا التوقيت بالذات فيه رسالة واضحة للعالم، وهو أن الإمارات إلى جانب كل من يسعى لتفهم احتياجات المنطقة، ومن يساعد ويسهم في تحقيق السلام.
ومنذ زيارة بوتين الماضية سنة ٢٠٠٧ -لدولة الإمارات التي كانت قاعدة لبناء التعاون لمحاربة تنظيم القاعدة- تغيرت التحديات للدولتين وتغيرت طبيعة المخاطر على مصالحهما والمصالح الدولية والإقليمية، فبين جبال أفغانستان حيث ولدت القاعدة وأراضي العراق وسوريا التي انتهكها الإرهابيون تحت تسميات ومظلات مختلفة، بين الدواعش والأذرع الإيرانية النارية الحارقة، وسموم الإخونجية، تكمُن الأورام والنيران وكل ما لا نريد أن نرى.
هنا تتوحد المصالح بين منطقتنا وموسكو، العدو واحد غير موحد، وعلينا أن نتوحد ونتصادق ونصادق كما تنص عليه القاعدة التاريخية، بأن "عدو عدونا هو صديقنا".
تلعب موسكو دورا في غاية الأهمية في سوريا، خاصة بعد "الانسحاب" الأمريكي وتفويض رجب طيب أردوغان للتعامل مع الأوضاع على الأرض، وهذا من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في المنطقة؛ حيث فوضت للإرهابي الديكتاتوري أردوغان التعامل مع من اعتبرتهم "الإرهابيين"، وهم في الحقيقة وأكثرهم، خاصة الأكراد، من الباحثين عن الحرية والمعارضين للفكر الإخونجي في تركيا.
وعلى الغرب أن يكون أكثر وضوحا في تعاملاته مع أردوغان وأمثاله، والحركات الإسلامية المسيسة وعلى رأسهم "الإخوان"، فقد تحولت الضبابية في التعامل، وتغيير المواقف الغربية في التعامل مع هؤلاء، وإبداء المرونة أحيانا والقابلية للتفاوض مع الإخونجية من جهة وإيران من جهة أخرى، محل تساؤلات عميقة.
لا مجال للنفاق السياسي مع خطورة ما يحدث في المنطقة، خاصة العبث الإيراني بين العراق وسوريا ولبنان واليمن، ووصولية الإخونجية وتقوية شوكتهم بفضل أموال الشعب القطري التي تستغل إدارة الحرب وتقتيل الشعب الليبي، وتدمير البنية التحتية لليبيا، ودعم الحركات المتطرفة في تونس.
حان الوقت لتوحيد المواقف مع الحلفاء الواضحين المناسبين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جغرافية المنطقة، وكرامة شعوبنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة