إن قيادة البلدين الشقيقين تدرك أنه لا وقت أمامها لإضاعته فالزمن لا يرحم والتحديات لا تتوقف والفرص لا تنتظر.
نعم لدينا فرصة تاريخية لخلق قوة اقتصادية عربية قادرة على مواكبة التكتلات العالمية، ولدينا العزم على تشكيلها والاستفادة منها، ولدينا الرؤية لتكون نواة لاقتصاد معرفي، ولدينا كل المقومات لإنجاحها.. فرصة متناسقة سياسياً واقتصادياً وجغرافياً وتاريخياً وواقعياً.
القرار نحو التكامل اتخذ، وأوامر التنفيذ صدرت وفرق العمل بدأت، ولا خيار سوى النجاح فنحن أمام أبرز تجربة اقتصادية اجتماعية سياسية عسكرية عربية في عصرنا الحالي. عصر يقوده الشباب بالتقنية والثورة الرقمية
نتحدث هنا عن تكتل اقتصادي يبزغ نجمه، عن مجلس استراتيجي للتنسيق الإماراتي السعودي الذي أطلق أولى مبادراته التنفيذية نحو التكامل بين بلدين يمتلكان أكبر اقتصادين في المنطقة العربية، ليصبحا بتكاملهما أكبر اقتصاد إقليمي يتجاوز حجمه تريليون دولار.
عندما يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الاجتماع الأول التاريخي لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن «لدينا فرصة تاريخية لخلق نموذج تكامل عربي استثنائي، وبتكاملنا وتعاضدنا وتوحدنا نحمي مكتسباتنا، ونقوي اقتصاداتنا، ونبني مستقبلاً أفضل لشعوبنا» فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح.
وعندما يقول محمد بن زايد عن الإمارات والسعودية «نحن نشكل أكبر اقتصادين عربيين، والقوتين الأحدث تسليحاً، ونسيجنا واحد اجتماعياً، وشعبانا يشكل الشباب أغلبيتهما، يطمحان إلى قفزات تنموية كبيرة في البلدين»، فهذا يعني أن المستقبل واعد وأكثر إشراقاً.
نتحدث عن اقتصادين يمتلكان وبفارق كبير أكبر احتياطي نفطي وهما أكبر منتجين ومصدرين للخام، وصادراتهما المشتركة الرابعة عالمياً بقيمة 750 مليار دولار، وموجوداتهما المصرفية تفوق بكثير تريليون دولار، وصناديقهما السيادية تتخطى تريليوني دولار، ومشاريع بنيتهما الأساسية تفوق 150 ملياراً سنوياً.
عندما يلتقي 350 مسؤولاً من البلدين في خلوات واجتماعات خلال عام واحد، يناقشون أكثر من 170 ملفاً ويتوصلون إلى 44 اتفاقية ومذكرة تفاهم، في زمن قياسي، فهذا يعني أن الأمور أكثر من جدية والنتائج ستكون كذلك.
يعني أيضاً أن قيادة البلدين الشقيقين تدرك أنه لا وقت أمامها لإضاعته فالزمن لا يرحم والتحديات لا تتوقف والفرص لا تنتظر.
القرار نحو التكامل اتخذ، وأوامر التنفيذ صدرت وفرق العمل بدأت، ولا خيار سوى النجاح فنحن أمام أبرز تجربة اقتصادية اجتماعية سياسية عسكرية عربية في عصرنا الحالي. عصر يقوده الشباب بالتقنية والثورة الرقمية والبلوك تشين والفضاء والمسرعات وغيرها من مفردات العالم الحديث وسلاحه الأقوى.
التنسيق الإماراتي السعودي هدفه بِنَاء شراكات استراتيجية للنهوض بمنطقة طالما عانت من حروب وصراعات، وطالما تطلع شبابها لمستقبل يليق بإمكانات المنطقة ذات الإرث التاريخي والإمكانات البشرية والاقتصادية.
الشراكة الإمارتية السعودية انطلقت والمستقبل بدأ الآن.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة