الإمارات وسيشل.. نقلة نوعية بالعلاقات تعززها قمم وزيارات
تعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى سيشل، والقمة التي عقدت خلالها، محطة مهمة على طريق تعزيز علاقات البلدين.
كما تحمل تلك الزيارة أهمية خاصة، كونها الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جمهورية سيشل بعد توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 14 مايو/أيار الماضي.
- محمد بن زايد يبحث مع رئيس سيشل "العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها"
- شحنة إمدادات طبية إماراتية تصل سيشل للمساعدة في احتواء كورونا
ويعد اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس سيشل وافل رام كالاوان، خلال الزيارة هو الثاني خلال 3 شهور، بعد لقائهما خلال زيارة أجراها كالاوان لدولة الإمارات في 15 مايو/أيار لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
واستبق تلك الزيارة زيارات عديدة لرئيس سيشل إلى دولة الإمارات في مارس/آذار الماضي للمشاركة في القمة العالمية للحكومات 2022، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ليشهد إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منافسات "جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 - الجولة الختامية لبطولة العالم في موسم 2021"، التي أقيمت على حلبة مرسى ياس في العاصمة أبوظبي.
كما أجرى رئيس سيشل زيارة للإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي استمرت عدة أيام زار خلالها جناح بلاده في إكسبو 2020 دبي، وأجرى لقاءين مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز العلاقات بين البلدين.
4 زيارات لرئيس سيشل للإمارات في أقل من عام، تم تتويجها بزيارة لرئيس دولة الإمارات لسيشل، اليوم الجمعة، الأمر الذي يبرز الحرص المتبادل على الدفع بعلاقات البلدين إلى آفاق أرحب.
وتنظر سيشل بامتنان وتقدير كبيرين إلى الدعم الإماراتي لها في مواقف عدة، وتكاد لا تمر مناسبة إلا ويعبر فيها رئيس سيشل عن شكره للإمارات وقيادتها.
وقبل نحو شهر اختارت جمهورية سيشل الإمارات كضيف شرف في احتفالاتها بيومها الوطني، تعبيرا على العلاقات المتنامية بين البلدين.
مباحثات مهمة
وتتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى سيشل مرحلة مهمة من التعاون في تاريخ البلدين خلال الآونة الأخيرة.
واستقبل رئيس سيشل وافل رام كالاوان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة، في القصر الجمهوري في العاصمة فيكتوريا.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات ورئيس سيشل، مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يتسق مع أولويات التنمية في البلدين الصديقين، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة وغيرها.
ورحب رئيس سيشل في بداية اللقاء برئيس دولة الإمارات مثمناً دعم دولة الإمارات الكبير لبلاده في العديد من المجالات التنموية، وما قدمته لها من مساعدات خلال مواجهة جائحة "كورونا".
من جانبه، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، ونوه بعلاقات الصداقة التي تربط بين دولة الإمارات وسيشل، والتطور الذي تشهده في مختلف المجالات الحيوية التي تهم البلدين وشعبيهما الصديقين.
اتفاقيات ومباحثات
وتخلل زيارات قادة البلدين زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين، تم خلالها إجراء مباحثات وتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين.
وفي 4 يوليو/تموز الماضي، أجرى الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الدولة الإماراتي زيارة للمشاركة في احتفالات سيشل باليوم الوطني، التي شاركت فيها دولة الإمارات كضيف شرف.
والتقى خلال الزيارة وافل رامكالاوان رئيس جمهورية سيشل، الذي عبر عن الشكر والامتنان لدولة الإمارات على حضورها احتفالات اليوم الوطني لبلاده، مشيدا بالعلاقات الوطيدة بين البلدين، وبالتعاون البناء على الأصعدة كافة.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات وسيشل وسبل تعزيزها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
تأتي هذه المباحثات بعد نحو 3 شهور من إطلاق حكومة دولة الإمارات وجمهورية سيشل في 30 مارس/آذار الماضي شراكة استراتيجية في التحديث الحكومي، تقوم على تعزيز تبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة، وتطوير القدرات البشرية وتبني أفضل الممارسات في العمل الحكومي، بالاستفادة من تجربة حكومة دولة الإمارات في التطوير والتحديث الحكومي، والتي تعد من أهم التجارب الإقليمية والعالمية.
وقع الشراكة محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وديفيكا فيدوت وزيرة الاستثمار وريادة الأعمال والصناعة في جمهورية سيشل ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022.
وتهدف الشراكة الاستراتيجية إلى نقل تجربة حكومة دولة الإمارات في تطوير العمل الحكومي، ومشاركتها مع حكومة سيشيل بما يدعم جهود الارتقاء بمستويات الكفاءة والأداء في منظومة العمل الحكومي، من خلال إطلاق حزمة مبادرات ومشاريع استراتيجية تسهم في تعزيز الجاهزية للمستقبل وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات.
ويوم 7 من الشهر نفسه، عقد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، آنذاك، لقاءً ثنائياً، مع ديفيكا فيدوت وزيرة الاستثمار وريادة الأعمال والصناعة لدى جمهورية سيشيل، لبحث أطر تطوير العلاقات الاقتصادية وتوسيع آفاق الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وناقش اللقاء سبل تحقيق مستويات أعلى من الشراكة الاقتصادية، من خلال استكشاف مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، والاتفاق على أطر جديدة لتعزيز التعاون خلال المرحلة المقبلة وتسهيل وصول المستثمرين ورواد الأعمال إلى أسواق البلدين والاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها وزيادة التبادلات التجارية وتدفقات الاستثمار بين البلدين بالتركيز على القطاع السياحي والطاقة النظيفة، بما يدعم الأجندة الاقتصادية لدى الجانبين.
امتنان وتقدير
اتفاقيات ومباحثات تعزز العلاقات المتنامية بين الإمارات وسيشل، الذي وصفها وصف الرئيس رامكالاوان بأنها "متميزة".
ولا تكاد تمر مناسبة إلا ويعبر رئيس سيشل عن شكره وتقديره وامتنانه لدولة الإمارات على دعمها لبلاده.
فبعد نحو شهر من انتخابه رئيسا لسيشل، أجرى وافل رام كالاوان زيارة لأبوظبي في 13 ديسمبر 2020، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأعرب رئيس سيشل خلالها عن شكره وتقدير للدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات لبلاده لتعزيز جهود القطاع الصحي في مواجهة جائحة "كورونا"، مثمنا توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتوفير 50 ألف جرعة لقاح ضد فيروس "كورونا" لشعب سيشل.
وفي تصريحات له في مارس/آذار الماضي، وصف الرئيس رام كالاوان العلاقات بين الإمارات وسيشل بأنها متميزة.
ووصف العلاقات بين دولة الإمارات وسيشل بأنها قائمة على الاحترام المتبادل وقال: "هذا ما نسعى إلى مواصلته مستقبلا".. ونوه إلى أنه خلال ذروة جائحة كوفيد-19، أرسلت دولة الإمارات الدفعة الأولى من اللقاحات ما ساعد على تطعيم المواطنين وإعادة فتح اقتصاد الدولة.
وأضاف "هناك الكثير من الاستثمارات الإماراتية في سيشل، وهناك مشاريع جديدة قادمة.. وفي الوقت نفسه لطالما ساعدت الإمارات دولتنا، حيث تلقينا الكثير من المنح على سبيل المثال، في الوقت الحالي، نقوم ببناء مستشفى في إحدى الجزر برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة".
في 24 أغسطس/آب الماضي، وضع رئيس سيشل حجر أساس لمستشفى جديد في جزيرة لاديج تموله دولة الإمارات بتكلفة حوالي 4 ملايين دولار، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأعرب رام كالاون -خلال مراسم وضع حجر أساس المشروع- عن شكره وتقديره لدولة الإمارات وقيادتها لتمويل هذا المشروع الذي وصفه بـ"هدية تتعلق بالحياة وبروح الإنسان".
علاقات متميزة
وشهدت العلاقات بين الإمارات وسيشل نقلة نوعية في السنوات الأخيرة، حيث افتتحت السفارة الإماراتية لدى فيكتوريا في عام 2016 من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وقد حقق حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وجمهورية سيشل خلال العام الماضي 2021 نمواً يقدر بنحو 27.3% مقارنة مع عام 2020، حيث نمت الصادرات غير النفطية بنسبة 35.1%، بينما حقق إعادة التصدير نمواً بنسبة 25%، فيما نمت الواردات بنسبة 16.7%.
وتمثل الاستثمارات الإماراتية في سيشل ما نسبته 3.3% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سيشل، وفي المقابل تستقطب دولة الإمارات استثمارات أجنبية مباشرة من سيشل في عدد من القطاعات الحيوية، من أبرزها تجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح السيارات والدراجات النارية، الأنشطة المهنية والعلمية والتقنية، والأنشطة العقارية، والخدمات المالية والتأمين، والصناعة.
وفي إطار جهودها لحماية البيئة، وانطلاقا من موقعها الريادي كجهة محفزة وحاضنة للجهود الدولية الرامية إلى تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة، وتخفيض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي، أقامت دولة الإمارات عدة مشاريع لتوليد الطاقة من الرياح في سيشل.
ففي عام 2011 مول صندوق أبوظبي للتنمية مشروعا في دولة سيشل يهدف إلى مواجهة العجز في الطاقة الكهربائية عن طريق إنتاج كهرباء متجددة باستخدام تقنية المراوح الهوائية، إذ تم تركيب 4 حقول هوائية لتوليد 6 ميجاوات من الطاقة الكهربائية.
كما تعتبر "محطة ميناء فيكتوريا" لطاقة الرياح، التي طورتها ودشنتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أول مشروع ضخم للطاقة المتجددة في جمهورية سيشل، ويتألف المشروع، من 8 توربينات رياح تنتج حوالي 7 جيجاواط/ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، بما يسهم في تفادي إطلاق 10 آلاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، فضلاً عن تزويد أكثر من 2100 منزل بالكهرباء.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز