الإمارات احتضنت الأسبوع الماضي حدثين ثقافيين هما الأكبر إقليميًّا؛ تحدي القراءة العربي، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب.
احتضنت دولة الإمارات الأسبوع الماضي حدثين ثقافيين هما الأكبر إقليميًّا؛ تحدي القراءة العربي، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب.. كلاهما يصب في الاتجاه نفسه؛ تمكين القراءة وتحويلها إلى أسلوب حياة، وعادة يومية باعتبارها رمزاً من رموز المجتمع المتحضر القادر على البذل والعطاء والإبداع، وأضحى تأصيلها وترسيخها في نفوس النشء أولوية بهدف تغذية فكرهم، وتحفيز خيالهم، وبناء تكوينهم المعرفي.
نحن بصدد إطلاق مجموعة من الكتب الصوتية، صنعت جميعها بأيدٍ إماراتية؛ من تسجيل وتدقيق وهندسة صوتية.. صناعة جديدة، توفر فرصاً مستدامة، وتدر دخلا ماديا، وتوصل إبداعات شبابنا إلى العالم أجمع
لقد أحدث تحدي القراءة العربي منذ إطلاقه نهضة معرفية شاملة لجميع الطلاب العرب، وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، على تحديثه وتطويره وإضافة عناصر وملامح جديدة، تستقطب مزيداً من الطلاب، فالعام الماضي وجّه سموه بتوسيع نطاق المبادرة لتشمل جميع الطلاب العرب في دول العالم كافة.. ورأينا طلاباً من الصين، والهند، وروسيا، وفرنسا وغيرها من الدول.. أما هذا العام فقد تشرفنا في شركة أبوظبي للإعلام بالمساهمة في المبادرة من خلال توقيع اتفاقية مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية؛ بغرض تحويل تحدي القراءة العربي إلى منتج تلفزيوني عربي هادف.
خطوة رائدة تسهم في صناعة نجوم في عالم الثقافة والإبداع والمعرفة بوطننا العربي، وتحفز الأجيال الناشئة على الاقتداء بهؤلاء النجوم والمواظبة على القراءة والاطلاع. يقود ذلك إلى بناء المجتمعات القارئة الواعية، ويرفد الفضاء العربي بمحتوى هادف يثري العقول العربية الشابة، حتى نستعيد دورنا المحوري مساهماً فاعلاً في مسيرة الحضارة الإنسانية.
لا يتأتى ذلك إلا بصياغة منظومة متكاملة من السياسات، وإطلاق حزمة من المبادرات تنهض وتمكّن صناعة النشر في الدول العربية، تفتح الآفاق أمامها.. فإمارة الشارقة وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشاقة، أصبحت من أهم النماذج العالمية الملهمة في هذا المجال، تحتضن ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، وتقود مشروعاً حضارياً وثقافياً رائداً محوره المعرفة والقراءة، ورسخت مكانتها كمنصة للتبادل الثقافي والحضاري بين مختلف الشعوب خصوصاً مع احتفالات الإمارة العام المقبل بلقب «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019»، الذي منحته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو للإمارة؛ تقديراً لجهودها الثقافية والمعرفية على المستوى العربي والعالمي.
وتحقيقاً لهدفنا بتمكين صناعة النشر، فقد وقعنا مذكرتي تفاهم خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، مع جمعية الناشرين الإماراتيين، وهيئة الشارقة للكتاب.. مبادرات ومشاريع ستعزز صناعة النشر في الدولة، وتسهم في إنتاج محتوى ثقافي متميز، وتدعم الناشرين الإماراتيين، وترسم مستقبلاً مزدهراً أمامهم، بما يتيح لها لعب دور قيادي يعزز مساهمتها الفاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية عبر زيادة تنافسية الناشر الإماراتي، والارتقاء بالحركة الثقافية والمعرفية في الدولة.
صناعة المعرفة لا تقتصر فقط على الكتاب المطبوع، بل هناك أيضاً الكتاب الصوتي الذي يكمل رسالة الكتاب المطبوع، ويسهم الكتاب الصوتي في انتشار الكتب العربية، وتجاوز العقبات التي تحول دون توزيعها، وإيصال الكتاب العربي إلى أجيال جديدة. كما يفتح نافذة جديدة للناشرين والكتّاب لتوزيع كتبهم ولتنويع مصادر الدخل المادي في صناعة النشر.
لقد بات من الضروري توظيف التقنيات الحديثة في خدمة قطاع النشر بجميع أنواعه ووسائله، فنحن بصدد إطلاق مجموعة من الكتب الصوتية، صنعت جميعها بأيدٍ إماراتية؛ من تسجيل وتدقيق وهندسة صوتية.. صناعة جديدة، توفر فرصاً مستدامة، وتدر دخلاً مادياً، وتوصل إبداعات شبابنا إلى العالم أجمع.. خطوة تتماشى مع استراتيجيتنا الرامية إلى تعزيز مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الاقتصاد المحلي للدولة، وتفتح الآفاق أمام وصول المنتج الثقافي الإماراتي إلى جميع أنحاء العالم.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة