إن إنسانا في قامة سلطان لا بد وأن تُرفع له الأكف بالدعاء بأن يحفظه الباري ويرعاه ويمتعه بموفور الصحة.
فجعت الإمارات قبل أيام بوفاة أحد أبنائها البررة، الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، نجل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة.
رحل الشيخ خالد وانفطرت قلوبنا على فراقه وعلى الحزن الذي اكتسى محيّا صاحب السمو حاكم الشارقة، ربّما لا نعلم مقدار الحزن الذي يسكن قلب الأب عند فقدان الابن، لكن صورة صاحب السمو الشيخ سلطان التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أبكت قلوبنا قبل أعيننا وعكست بعض الألم الذي يجهله من لم يختبر الفقد.
إن إنساناً في قامة سلطان لابد وأن تُرفع له الأكف بالدعاء بأن يحفظه الباري ويرعاه ويمتعه بموفور الصحة وتمام العافية، وأن يذهب عنه الهمّ والحَزَن، وأن يرحم الشيخ خالد ويسكنه فسيح جنانه.
خلال هذه الأيام، نستذكر مواقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، كان وما زال أباً قبل أن يكون حاكماً، وكان قائداً ومعلماً وأخاً وناصحاً لنا نحن الشباب على وجه الخصوص في كل مقام ومناسبة، حتى إن سموّه يشغل باله وفكره بأدقّ تفاصيل همومنا.
يقول سموه لأبنائه وبناته: الله سبحانه وتعالى وكلنا بهم، والإنسان حاجاته كثيرة، ويكفيه عناء الحياة ومشكلاته الخاصة، وأنا أعلم جميع مشكلات أبنائي، ويمكنني أن أسردها بالتفصيل، ومنها مشكلة الابن الذي لم يعد، فأنا أعلم الهم الذي يحمله والداه، ونحن نعمل لنهدئ أنفسهم بتأمين الأبناء من المخاطر وتوفير البيت والعيش الكريم والعلاج، وأكثر شيء أعمل عليه الآن هو «كيف أوفر للمواطن لقمة العيش».
نحن الشباب همّ الشيخ سلطان الدائم وأمله في الوقت ذاته، مؤخراً أطلق سموه جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب الهادفة لصقل المواهب والمهارات، وتعزيز الإرادة لدى اليافعين والشباب في الدولة من خلال خوض تحدٍ مختلف المستويات ومتعدد المجالات، يشمل التطوع والمغامرة والمهارة والموهبة.
يوصينا صاحب السمو الشيخ سلطان بالعلم والتعلّم والجدّ والاجتهاد بالقول: من فضلك اجتهد اجتهد اجتهد، وأريدك أن تتخرج في الجامعة طبيباً أو مهندساً أو عالماً أو مخترعاً، أو متخصص علوم قرآنية أو آداب ولغة عربية، وأقول لأبنائي وبناتي الخريجين: أفاخر وأفرح وأعتز بكم.
ونحن بدورنا نقول لسلطان الخير، كما كنت على الدوام أباً حكيماً وحاكماً متواضعاً، سنعمل بوصيتك ما حيينا وسنعلّم أبناءنا حبَّ القائد وحبَّ الأب وحبَّ الوطن، أحببتنا وحملت همّنا فأحببناك حتى صرت في وجداننا، نعاهدك أن نكون كما أردت دوماً، نواصل مسيرة التنمية الوطنية كلّ منّا في ميدانه، نحن أبناؤك المخلصون وسنكون كلّنا خالد.
إن إنساناً في قامة سلطان لا بد وأن تُرفع له الأكف بالدعاء بأن يحفظه الباري ويرعاه ويمتعه بموفور الصحة وتمام العافية، وأن يذهب عنه الهمّ والحَزَن، وأن يرحم الشيخ خالد ويسكنه فسيح جنانه.
نقلاً عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة