يوم الطفل الإماراتي.. «ملائكة الأرض» في قلب محمد بن زايد
يحل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، الجمعة، فيما يسجّل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور مبادرات دولة الإمارات وقيادتها لدعم حقوق أطفال العالم.
مبادرات لا تتوقف على مدار الساعة، تهدف إلى تعزيز حقوق "ملائكة الأرض" والنهوض بمستقبلهم.
فمن أوكرانيا إلى تشاد مرورا بسوريا وفلسطين واليمن والسودان وباكستان، تتوالى مبادرات الإمارات للحفاظ على الحق في التعليم والصحة لأجيال المستقبل، خصوصا في الدول التي تعاني حروبا وصراعات وكوارث أو التي تحتضن لاجئين.
مبادرات تأتي ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات، وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
أطفال غزة
وتتواصل حاليا جسور الإمارات الإنسانية تنفيذا لمبادرتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفياتها.
وفي إطار تلك المبادرات تم استقبال 1,056 مريضا ومرافقا، من بينهم 545 من الأطفال الجرحى ومصابي مرضى السرطان، إضافة 511 مرافقا.
مبادرات تعطي رسائل أخوة ودعم من الإمارات لأشقائهم في فلسطين، وتضيء شعاع أمل بغد أفضل عبر إنقاذ أجيال المستقبل في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل.
تأتي تلك المبادرات فيما يتواصل الدعم الإماراتي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، لمساعدتها في القيام بدورها بتوفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وتزايد الدعم الإماراتي لوكالة "أونروا" في ظل الظروف الراهنة، للدور الذي تقوم به الوكالة في إيصال المساعدات الإنسانية في غزة ودعم اللاجئين الفلسطينيين، في ظل ما يعانونه من أوضاع إنسانية كارثية منذ التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وضمن أحدث خطوات الدعم أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار من خلال "الأونروا"، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.
سوريا
ومن فلسطين إلى سوريا، حيث دشنت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أيام مرحلة جديدة من مبادراتها الإنسانية والتنموية لصالح المتأثرين من الزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير/شباط من العام الماضي، تضمنت افتتاح مئات من الوحدات السكنية وصيانة عدد من المرافق والمقرات التعليمية والصحية والبنية التحتية.
افتتح تلك الوحدات نهاية فبراير/شباط الماضي وفد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن عملية "الفارس الشهم 2"، الذي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها.
على صعيد متصل قام وفد الهلال الأحمر بوضع حجر الأساس لإنشاء مشروع سكني آخر يضم 500 وحدة سكنية مسبقة الصنع، إضافة إلى مجمع مدارس ومركز تجاري ومسجد ومركز طبي إلى جانب خدمات البنية التحتية.
كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد عززت برامجها الإنسانية ومشاريها التنموية في المجالات الصحية والتعليمية والسكنية والخدمية لتحسين الحياة، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المحافظات الأكثر تضررا من الزلزال.
وفي مجال التعليم تمت صيانة وترميم 40 مدرسة في اللاذقية، تضم 20 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل الدراسية، إلى جانب مبادرة "فرسان التعليم" التي تضمنت صيانة جامعة تشرين في اللاذقية، وتزويدها بــ277 جهاز حاسب آلي، و204 طاولات دراسية، و60 كرسيا لطب وجراحة الأسنان، و6 أجهزة أشعة متحركة، ويستفيد من هذا المحور 30 ألف طالب وطالبة.
أيتام الأردن
ومن سوريا إلى الأردن، واستمرارا للنهج الإنساني الذي تتتبعه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفي أول أيام شهر رمضان المبارك سـلّم نائب قائد فريق الإغاثة الإماراتي يوسف عبدالله الهرمودي ومتطوعي فريق الإغاثة الإماراتي، حقائب مدرسية تحتوي على قرطاسية للطلبة الأيتام في مدرستي اليرموك والعين البيضاء في الأزرق الشمالي التابع لمحافظة الزرقاء الأردنية.
جدير بالذكر أن عمل فريق الإغاثة الإماراتي لا يقتصر على تقديم الخدمات للاجئين السوريين في المخيم الإماراتي الأردني بمريجيب الفهود، بل يتعداها في المساهمة بعمل الخير ودعم الأسر والمجتمع المحلي في المملكة.
تشاد والسودان
ويأتي هذا فيما يواصل الفريق الإنساني الإماراتي في مدينة أم جرس التشادية (التي تحتضن عددا من اللاجئين السودانيين الفارين من الصراع المشتعل في بلادهم)، تنفيذ برامجه الإنسانية والإغاثية للاجئين السودانيين والمجتمع المحلي في المدينة والقرى المحيطة بها.
وضمن أحدث جهوده، قام الفريق الإنساني الإماراتي وبالتنسيق مع الهلال الأحمر التشادي، قبل أيام، بزيارة إلى معسكر أوري كاسوني للاجئين السودانيين في منطقة كرياري التابعة لمدينة أم جرس، ووزع 1000 حقيبة مدرسية على طلاب وطالبات مدرسة نوير الأساسية المختلطة والمقدمة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وقال عبدالرحيم جاني، ممثل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن توزيع الحقائب على طلاب وطالبات المدرسة جاء في ختام حملة شملت 5 مدارس في المعسكر، 3 منها أساسية وواحدة متوسطة وأخرى ثانوية، مشيرا إلى أن إجمالي ما تم توزيعه على هذه المدارس منذ بدء العام الدراسي أكثر من 7500 حقيبة مقدمة من المؤسسة تحتوى على جميع المستلزمات المدرسية.
وأكد حرص الفريق الإنساني الإماراتي على دعم جهود وصول الطلاب إلى مقاعد دراستهم وتحفيزهم على مواصلة العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها في مخيمات اللاجئين، في إطار جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية المتواصلة لصالح الأشقاء السودانيين وللتخفيف من معاناة الأسر اللاجئة والوقوف إلى جانبهم.
من ناحيتهم أعرب الطلبة وذووهم عن سعادتهم بتسلم الحقائب والقرطاسية المدرسية التي أدخلت البهجة والسعادة عليهم وتركت أكبر الأثر في نفوسهم، بما يمكنهم من استكمال تعليمهم بنجاح وأمل نحو تحقيق الأفضل.
مدارس اليمن
ومن السودان إلى اليمن، حيث تواصل الإمارات جهودها في بناء عشرات المدارس لأبناء اليمن.
دعم إماراتي متواصل كان أحدثه بناء وتشييد 3 مدراس تعليمية نموذجية في مدينة المخا، أحد أهم الحواضر اليمنية على البحر الأحمر، أغسطس/آب الماضي، كون المدارس هي البنية التحتية في بناء المجتمعات ورفعتها.
وتواصل دولة الإمارات دعم قطاع التعليم في اليمن عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حيث شيدت طيلة السنوات الماضية عشرات المدارس التعليمية في المناطق المحررة، منها أكثر من 346 مدرسة بين عامي 2015 و2019.
ومنذ عام 2015 بلغ حجم الدعم الإماراتي للشعب اليمني نحو 6.6 مليار دولار.
أوكرانيا
وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
وضمن أحدث تلك الجهود أرسلت دولة الإمارات، 13 فبراير/شباط الماضي، طائرة تحمل على متنها 55 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية، تشمل أكثر من 360 من المولدات الكهربائية الشخصية و5 آلاف كمبيوتر تعليمي محمول وملابس شتوية وبطانيات ودفايات ومستلزمات طبية، لمساعدة المتضررين في أوكرانيا، ضمن الدعم الإغاثي المستمر من دولة الإمارات للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.
وسبق أن أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 2500 جهاز كمبيوتر محمول و10,000 حقيبة مدرسية للمساهمة في دعم العملية التعليمية للطلاب الأوكرانيين، بالتعاون مع مؤسسة السيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا.
باكستان
على الصعيد الصحي، تتواصل حاليا حملة الإمارات للتطعيم ضدّ شلل الأطفال في باكستان بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتعمل الإمارات يداً بيد مع حكومة باكستان لمكافحة شلل الأطفال وحماية الأطفال من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه، ما يعكس رؤية رئيس الإمارات في السعي الحثيث لضمان تخليص أجيال المستقبل من خطر شلل الأطفال.
وتقترب باكستان اليوم من القضاء على شلل الأطفال، حيث انخفضت حالات شلل الأطفال في باكستان إلى مستوى قياسي.
وتقوم دولة الإمارات بدور ريادي في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعمل بشكل فاعل في تقديم اللقاحات المنقذة للحياة لحماية الملايين من الأطفال الضعفاء والذين يصعب الوصول إليهم في جميع أنحاء باكستان ودول أخرى غيرهما.
وقد تبرّع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأكثر من 376 مليون دولار للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال من خلال مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، بما في ذلك حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، وهي جزء من برنامج الإمارات لمساعدة باكستان. وفي عام 2022، تم تطعيم أكثر من 16 مليون طفل في باكستان. وقد أسهمت الحملة منذ إطلاقها في عام 2014 وحتى سبتمبر/أيلول 2023، بتوزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.
مستقبل الأطفال العرب
أيضا اهتمت دولة الإمارات بتنمية قدرات الأطفال العرب بإنشاء برلمان الطفل العربي والتابع لجامعة الدول العربية في مدينة الشارقة، بدعم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قام باستضافته وتخصيص مقر خاص له.
ويهدف البرلمان العربي للطفل إلى ترسيخ مفهوم المشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار المشترك بين أطفال الدول العربية.
وضمن أحدث جلساته، شارك 55 طفلا وطفلة يمثلون 16 دولة عربية في افتتاح الجلسة الثالثة من الدورة الثالثة للبرلمان العربي للطفل يوم 24 فبراير/شباط الماضي بمقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي في عيون أطفال العرب"، مبدين آراءهم وسعيهم إلى إثراء الحوار بأفكارهم واقتراحاتهم في جلسة تميزت بالنقاشات المفيدة.
وتنطلق دولة الإمارات في جهودها الدولية لدعم حقوق الطفل وفقا لركائز سياساتها الخارجية القائمة على مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بالعمل البناء لدعم تنفيذ مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث تولي اهتماماً ملحوظاً بتوفير حياة كريمة لأطفال العالم أجمع، لا سيما أطفال الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية.
ورسخت دولة الإمارات مكانتها كأحد أبرز الداعمين لحماية حقوق الطفل على المستوى الدولي عبر مجموعة من المبادرات والمساعدات التي استهدفت بالدرجة الأولى ضمان حق الصحة والتعليم والغذاء لملايين الأطفال حول العالم.