عندما تتزامن محاولات بريطانيا رفض استثمارات إماراتية للاستحواذ على صحيفة "ذا تليغراف" وشركة فودافون، مع تقرير قناة "بي بي سي" الملفق تجاه دولة الإمارات، تصبح التزامنية بين الصدفة والكذب مفتعلة.
والملفت للانتباه إثارة قناة "بي بي سي" أكاذيب بعد مرور سنوات على انسحاب الإمارات من اليمن، ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية، ما يؤكد وجود دوافع سياسية، فخروج شخصيات محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني بتقرير القناة، ما هو إلا دليل على هزيمة المصالح الإخوانية المتخادمة مع مليشيات الحوثي والقاعدة بارتباطاتهم الخارجية، خصوصاً في المناطق المحررة في الجنوب، ما يعكس نجاحات الجهود الإماراتية في مكافحة الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب.
ما تتعرض له دولة الإمارات من حملات إعلامية ممنهجة، واتهامات زائفة غير مسبوقة، ليس لها مبرر على الإطلاق لو نظرنا للنموذج الإماراتي المتميز بقوته السياسية والاقتصادية والإنسانية والعلمية، في حقبة زمنية فريدة يعيش بها الإماراتيون عصرهم الذهبي، وفي توقيت دقيق وصعب تضاعفت به التحديات العالمية والإقليمية، وازداد معها دور الدبلوماسية الإماراتية الفاعلة التي تستخدم أدوات التنمية والازدهار كسبيل إلى الاستقرار والسلام.
هناك عدة قوى مختلفة تقف خلف الحملات الإعلامية المسيئة، إلا أن الجهات الواضحة هي التابعة لتلك القوى من التنظيمات والمليشيات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي والذي يدرك حجم التأثير الإماراتي بقناعاته وإيمانه بمفاهيم التسامح والتعايش في مواجهة الكراهية والتطرف، فبينما تزداد المغالطات والتلفيق على دور الإمارات في مختلف القضايا، تستمر أيادي الخير الإمارتية في مد العون لكل محتاج بدون تمييز، فالإمارات دولة خير ولا تلتفت لقوى الشر، الباحثة عن تعطيل المنطقة وإبقائها في حالة النزاع والفوضى.
سقطت قناة "بي بي سي" في مستنقع الدجل الدرامي، فمن معدة للبرنامج بهوى حوثي ونفس إيراني، وإلى جانبها ناشطون معروفون لدى تنظيم الإخوان يكتمل مثلث التخادم الحوثي-الإخواني على قناة بريطانية.
وليس بغريب لو علمنا أن بريطانيا تأوي تاريخياً عناصر تنظيم الإخوان الدولي، والعديد من المتهمين الإخوان بتهم إرهابية بذريعة حرية الرأي، حتى أصبحت قناة "بي بي سي" منصة تلميع للجماعات الإرهابية، فمن خلال توفير المنصات الإعلامية لهم فهي تؤكد أنها تستغلهم سياسياً، خصوصاً لو ربطنا الأحداث الحالية من استهداف الحوثيين للتجارة العالمية في البحر الأحمر، وعدم انضمام دول عربية محورية مثل الإمارات والسعودية إلى "تحالف الازدهار" إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا.
وعوضاً عن تسليط الضوء على جهود دولة الإمارات في ضبط الوضع الأمني في الجنوب اليمني وباب المندب والبحر الأحمر، أو حتى التركيز على انتهاكات الحوثي الإرهابي للأنظمة الدولية، يتم استخدام الحوثيين والإخوان لتشويه صورة دولة تعد من أبرز الدول العالمية في جهود مكافحة الإرهاب.
فقدت قناة "بي بي سي" مصداقيتها ومهنيتها عندما تجاهلت حقائق تاريخيّة بعد تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي والقاعدة، وما تلا ذلك من موجة من العمليات الإرهابية والتفجيرات التي استهدفت المدنيين في محافظات عدن ولحج وأبين والمكلا في حضرموت، وتصدت لها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بأجهزته الأمنية المختلفة مثل الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية بإسناد إماراتي، واستطاعت من خلالها استعادة الأمن في المناطق المحررة، وهي مكتسبات لو تجاهلتها وثائقيات "بي بي سي" المدلسة، وفضلت عليها إخراج شخصيات حوثية إخوانية حاقدة على الإمارات، فلن يتجاهلها أصحاب الأرض من أبناء الجنوب، فهم من يدركون تماماً الحقيقة الواضحة مثل الشمس.
استهداف دولة الإمارات ليس بجديد، ومهما استمرت الحملات الممنهجة فلن تعيق أو تبطئ أو تعطل الطريق الإماراتي التنموي، ولن تغير من تأثير دبلوماسية الإمارات المشرفة في قضايا الأمن والاستقرار، ولن يوقف عطاءها الإنساني في كل بقاع العالم، حتى لو كانت من مصدر هذه الحملات المسيئة، فالإمارات دولة صادقة ولن تهزها حملات مسعورة من جهات يغيظها البروز الإماراتي على الأصعدة كافة، وتعتقد أنها تستطيع عبر التضليل والوهم التأثير سلباً على نموذج الإمارات المتفوق، بل على النقيض تماماً ستبقى الإمارات رافعة للتقدم، ومصدر جذب دولي وإقليمي للتنمية والازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة