من الإمارات إلى البحرين.. 80 قمة خليجية في 44 عاما
تستضيف البحرين، الأربعاء، قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الـ46، فيما تعد ثامن قمة خليجية تعقد بها.
وتأتي تلك القمة بعد أقل من 3 شهور من عقد قمة خليجية استثنائية، في قطر، 15 سبتمبر/أيلول الماضي لبحث الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، وأدانت في ختامها بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي والانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر، وأكدت على أنه يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي.

4 قمم في 2025
وتعد قمة البحرين رابع قمة خليجية تعقد خلال العام الجاري، بعد قمة الدوحة الاستثنائية، وقمة (الآسيان - مجلس التعاون -الصين) في 27 مايو/أيار الماضي بكوالالمبور بماليزيا، التي تم خلالها الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي بين الأطراف الثلاثة، والقمة الخليجية الأمريكية الخامسة التي عقدت في الرياض 14 من الشهر نفسه، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبتلك القمم الأربع، يرتفع عدد القمم الخليجية إلى 80 منذ أول قمة عقدت بدولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 1981.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها 80 قمة، هي عبارة عن 46 قمة اعتيادية ( بما فيهم قمة البحرين)، و18 قمة تشاورية، و5 قمم استثنائية إحداها قمة خليجية أمريكية، فضلا عن 4 قمم خليجية أمريكية، وقمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، فضلا عن أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، و قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان، وقمة خليجية أوروبية، وقمة ثلاثية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) والصين .
أهمية كبيرة
وتحمل القمة الخليجية الـ46 التي تستضيفها مملكة البحرين أهمية كبيرة من حيث التوقيت، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة، وتزايد حدة التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وهو ما يتطلب التنسيق المشترك للتعامل مع هذه التداعيات للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، والدفع بجهود إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، إلى جانب بحث ومناقشة الأوضاع الاقتصادية وتحقيق المزيد من المنجزات التنموية والوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الصديقة والتكتلات الاقتصادية الدولية.
الأمن الخليجي
ويأتي على رأس تلك التحديات تعزيز الأمن الخليجي المشترك، بعد الهجمات الإيرانية والإسرائيلية التي استهدفت قطر خلال العام الجاري.
واستهدف هجوم إيراني قاعدة العديد الجوية في قطر 23 يونيو/حزيران الماضي، غداة ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، خلال مواجهة عسكرية إيرانية إسرائيلية استمرت 12 يوما.
وبعدها بنحو 3 شهور، شنت إسرائيل هجوما على الدوحة 9 سبتمبر/أيلول الماضي، استهدف قادة حركة حماس، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من مرافقيهم، فيما أكدت السلطات القطرية مقتل أحد أفراد قوة الأمن الداخلي وإصابة آخرين، وهو ما قوبل بإدانات دولية وعربية واسعة بشكل عام.
دعم السلام في غزة
ويرتقب أن تبحث القمة كذلك تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي، ومستجدات الأوضاع في عدد من الدول، والجهود التي تبذل لتخفيف حدة التوتر والتصعيد، ودعم جهود الإغاثة وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من النزاعات، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتطرف وحماية الملاحة البحرية.
أيضا يرتقب أن تبحث القمة دعم تنفيذ اتفاق السلام التاريخي لوقف الحرب على قطاع غزة.
تعزيز التضامن الخليجي
وتأتي القمة الخليجية في موعدها الدوري المقرر لتؤكد التزام دول مجلس التعاون الثابت بدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، وأيضًا للتأكيد على الدور المحوري لمنظومة مجلس التعاون في مواجهة تلك التحديات عبر تعزيز آليات العمل الجماعي والتكاملي بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وقضايا الاستدامة والمشروعات التنموية المشتركة في مجمل القطاعات.
ثامن قمة
وتعد القمة الخليجية الـ 46 هي ثامن قمة اعتيادية تستضيفها البحرين.
ومن بين 45 قمة اعتيادية تم عقدها، عٌقدت 12 قمة في السعودية، و8 في الكويت و7 في البحرين و6 في دولة الإمارات، و7 في قطر و5 في سلطنة عمان.
ولعل أبرز تلك القمم هي أول قمة خليجية والتي عقدت في أبوظبي في مايو/أيار 1981، بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتمثل استضافة مملكة البحرين للقمة الخليجية السادسة والأربعين محطة جديدة في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتؤكد على الدور الإيجابي الذي تقوم به المملكة في تعزيز وحدة الصف الخليجي، والتزامها بالثوابت الخليجية، ورؤيتها الطموحة لمستقبل العمل الخليجي المشترك من أجل غدٍ أفضل لدول وشعوب المجلس، ووحدة الموقف والقرار في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وتعكس استضافة مملكة البحرين للقمة الخليجية، وهي المرة الثامنة التي تستضيف فيها أعمال القمم الخليجية، التزام المملكة بثوابت سياستها الداعمة والمساندة لمسيرة التعاون الخليجي المشترك.