قصر الصخير.. من ذاكرة البحرين إلى منصة القمة الخليجية
يقف قصر الصخير في البحرين شاهدا على لحظات صنعت التاريخ، ومكانا تتقاطع فيه ذاكرة الوطن مع حضور لا ينفصل عن مستقبل البلاد.
ففي هذا الصرح التاريخي تنعقد القمة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الثالث من الشهر الجاري.
ويُعد قصر الصخير أحد أهم القصور الملكية في مملكة البحرين، وملتقى الملوك والزعماء الزائرين للمملكة عبر عقود.
تجديد شامل
شهد القصر الذي يعود بناؤه إلى عام 1870، عملية تجديد واسعة، وأعيد افتتاحه رسميا في 16 سبتمبر/أيلول 2003.

جاء هذا التجديد ليحمل بعدا يتجاوز الترميم المادي، إذ أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أهمية هذا المعلم التاريخي، مشددا على صموده كرمز ثابت في تاريخ البحرين، وصورة حية لروح التنوير والإنجاز التي ميزت تلك الحقبة، وتجسيدا لنضال الأجداد دفاعا عن الوطن والعروبة وقيم الإسلام.

وقال ملك البحرين "إن هذا الصرح التاريخي ظل صامدا مع معالم البحرين الثابتة إلى أن جددناه مبنى ومعنى فأصبح قصرا من قصور المملكة الرسمية، وإننا إذ نستعيد أجواء تلك الفترة التنويرية المضيئة في تاريخنا، فلابد أن نتذكر بالتقدير والإجلال أنها ثمرة وامتداد لتاريخ أبعد وأصعب اتصف بالنضال المتصل دفاعا عن البحرين والخليج والعروبة وقيم الإسلام، قدمنا خلاله العديد من مناضلي الوطن وشهدائه الذين كانوا دائما مع الشعب في مقدمة الصفوف، وفي قيادة الركب صونا للاستقلال والكيان والكرامة، وتصديا لكل طامع وغريب".
هندسة معمارية تحمل روح البحرين
يتميز قصر الصخير بطراز معماري مستوحى من العمارة البحرينية الأصيلة، إذ يغلب عليه اللون الأبيض، وتنتشر فيه الأقواس والأعمدة الكبرى التي تضفي جمالا خاصا على مساحاته الواسعة.

وتستحضر تفاصيله المعمارية عناصر مستلهمة من قصر عيسى الكبير في المحرق، أحد أرقى نماذج العمارة البحرينية الأصيلة.
ويمثل القصر نموذجا يعكس مزيجا من البساطة الأنيقة والروح العربية الأصيلة، ما يجعله رمزا ثقافيا ومعماريا في تاريخ المملكة الحديث.
أحداث تاريخية
شهد قصر الصخير العديد من الأحداث والزيارات الرفيعة، أبرزها:
- زيارات الملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة.
- استضافة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 2016.
- الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل.
- زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب عام 2022.
- انعقاد ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".
- استضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين "قمة البحرين" عام 2024.
مقر الاحتفالات الرسمية ومراسم الدولة
لا يقتصر دور قصر الصخير على الاستضافة الدبلوماسية وحسب، بل يعد أيضا موقعا رسميا للاحتفالات الوطنية في البحرين، ويستقبل فيه ملك البلاد سفراء الدول الشقيقة والصديقة لتقديم أوراق اعتمادهم، إضافة إلى استقبال ممثلي المحافظات وكبار الشخصيات في مناسبات رسمية مختلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA== جزيرة ام اند امز