سؤال يحمل إجابته أو إجاباته، عصر الإرهاب وقد كشر عن أنيابه، ووحش التطرف والإرهاب يرفع صوته أحيانا ويخفضه أحياناً.
لا للتخفيف، فالكراهية أول الإرهاب وآخره، وهي تتأسس اليوم وكأنها فضاء أو طريق. يريد البعض لهذا العالم أن يغرق في بحر متلاطم من العنصرية والتشرذم والظلام، ولا يهم انتماء هؤلاء بعد ذلك، فهم من الشرق ومن الغرب، وهم ماضون، أبعد وأشرس، في التشكل، حتى لم تعد كلمة كراهية أو بغضاء تستغرب اليوم كلما قيلت أو رددت، فماذا حدث؟
نريد أن نحمي شبابنا وأمننا واستقرارنا وتنميتنا، فلا مكان لهذا الخطاب في الإمارات التي ترفع راية التسامح، والتي بادرت إلى مواجهة تيارات التطرف والإرهاب مبكراً بالفكر والأمن والعدل
سؤال يحمل إجابته أو إجاباته. عصر الإرهاب وقد كشر عن أنيابه، ووحش التطرف والإرهاب يرفع صوته أحياناً ويخفضه أحياناً. يظهر هنا وهناك. يحدث في الوطن العربي والدول الإسلامية. يحدث في أوروبا والعالم المسيحي. يحدث في أمريكا والعالم الصناعي المتقدم. الإرهاب ظاهرة من دون لون أو لغة أو دين أو مذهب، والكراهية من دون عرق أو جنس أو جنسية.
لكن اللافت أن هذه الظاهرة الكريهة بدأت تنتشر أكثر، وكلما انتشرت، وهذا مربط الفرس، فقدت قدرتها على الإدهاش ولفت النظر، فأصبحت أخبارها، مهما كانت مثيرة وعجيبة، طبيعية من فرط التكرار، وهذه مفارقة.
والإرهاب مطوق بالكراهية من غير دين ويتكلم كل اللغات، ففي المشهد القريب مشاهد نيوزيلندا المروعة وأحداث سيريلانكا، وفي المشهد الأقرب سلسلة حوادث إطلاق النار في أمريكا، وهي، على المستوى اليومي، بالمئات، بحيث لم تعد تستوقف أحداً، إلا إذا حدث حادث كبير، مثل واقعتي إطلاق النار الأخيرتين في كل من تكساس وأوهايو، حيث حصيلة الضحايا 29 بالإضافة إلى عشرات المصابين، وحيث منفذ أحد الواقعتين قتل في المواجهة مع الشرطة، فيما قبض على الآخر (شاب أبيض عمره 25 عاما)، وقد صنفت وسائل إعلام أمريكية جريمته ضمن ما سمته بـ"الإرهاب الأبيض".
الإرهاب أبيض وأسمر وأسود وأصفر وأحمر. الإرهاب بلا لون، وبكل لون، وبلا لغة، وبكل اللغات.
وهناك الكراهية، كما لو كانت الأرض واقفة على قرني ثور بالفعل، لكنه ثور الكراهية.
متطرفو الشرق وداعش والقاعدة وغيرها يريدون أن يقتلوا "الكفار" ويعيثوا في الأرض فساداً، واليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا يريد طرد المسلمين والتخلص من المهاجرين.
فمن مثلاً يذكر جرائم إطلاق النار المتسلسلة في أمريكا ولا يربطها، بشكل أو آخر، مع لغة الرئيس الأمريكي نفسه، ومن مثلاً يتذكر لغة قنوات مثل صفا ووصال والجزيرة وأهل البيت وفدك والأنوار والمنار وغيرها مما يروج لفكرة الولي الفقيه الدخيلة الباطلة، ولا يربطها بحوادث تفجير مساجد السنة والشيعة؟ أو لا يعتبرها سبباً مباشراً في إثارة القلاقل وجرائم التفجير وشلالات الدماء المستمرة منذ زمن؟
كن سنياً أو شيعياً أو مسيحياً أو صابئاً. أنت حر، لكن حذارِ أن تكون طائفياً.
ذلك تحذير وهذا تنبيه:
لو استمر خطاب الكراهية في منطقتنا ووطننا العربي على يد دعاة السوء وإعلاميي الفتنة، وبعضهم يطرد من البلاد العربية كلما عرفت خطرهم السلطات، فإن خطاب الكراهية والتحريض واحد ونتائجه في كل العالم واحدة.
ونريد أن نحمي شبابنا وأمننا واستقرارنا وتنميتنا، فلا مكان لهذا الخطاب في الإمارات التي ترفع راية التسامح، والتي بادرت إلى مواجهة تيارات التطرف والإرهاب مبكراً بالفكر والأمن والعدل.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة