الإيطالي كابيلو لم يكن أول الخبراء الرياضيين الذين استقطبهم معهد إعداد القادة مؤخرا ولن يكون الأخير، فطموح وسعي رجال المعهد الجدد كبير
لا يختلف اثنان على أهمية ونجاعة عنصري التدريب والتعليم في جميع جوانب الحياة ومسارات تخصصاتها، فهي أحد الأركان الثابتة لأي تكوين يتطلع أن يرتقي ويتطور، ولأن الرياضة باتت في عصرنا الحديث جانبا تقاس به نهضة الأمم وتطورها، ولأنها أصبحت صناعة لا تقبل الاجتهاد، بل علم مستقل له فروعه المتعددة وتخصصاته التكاملية.
الإيطالي كابيلو لم يكن أول الخبراء الرياضيين الذين استقطبهم معهد إعداد القادة مؤخراً ولن يكون الأخير.. فطموح وسعي رجال المعهد الجدد كبير لدرجة تجعل التفاؤل حاضراً في ذهني وبقوة
لذا فإن الرعيل الأول من مؤسسي رياضتنا لم يغفلوا هذا الجانب، بل أولوه اهتماماً بالغاً؛ حيث تم إنشاء معهد إعداد القادة قبل ما يزيد عن أربعين عاماً بالتزامن مع التوجه الحكومي حينها، بشكل يواكب احتياجاتها وتطلعاتها.
واليوم، وفي زمن التطور الذي قفزت له الرياضة في دول العالم التي تحترم العلم بنظرياته وتطبيقاته، كان لزاماً على من ينشد التطور أن يغير من النظم العتيقة ليرتدي جلباباً جديداً يتناسب معه، وهو ما حصل بالفعل، حيث قام قائد الرياضة الجديد والرياضي الأصيل الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بتعيين طاقم عمل جديد كليا لإدارة أعمال معهد إعداد القادة، طاقم عمل متسلح بالعلم ومتطلع للارتقاء بجوانب التدريب والتطوير في المؤسسة الرياضية.
ولأن الإبداع يفرض نفسه، ولأن البذل يستحق الثناء فقد كان لزاماً عليّ أن أشير وبكل وضوح إلى النقلة التي تحصل حاليا لبرامج المعهد وأنشطته كماً وكيفاً، فالبرامج لم تعد تلك البرامج النمطية، والأسماء لم تعد نفسها، والمحتوى أصبح مختلفاً بالطبع.
امتداحي لما يقوم به فريق العمل الجديد في معهد إعداد القادة وإعجابي ببداياتهم لا يلغي ما قام به سابقوهم ممن تولوا إدارة أعمال المعهد وقدموا فيه حزمة من البرامج والدورات، إلا أن للزمن أحكامه واحتياجاته، فما كان مناسبا لفترة سابقة لم يعد قابلا للتكرار في هذا الزمن الذي تطورت فيه أساليب التعليم وتعددت مصادره.
كتبت هذه الكلمات قبل أربع ساعات تفصلني عن التوجه لحضور لقاء فابيو كابيلو الاسم والتاريخ والقيمة، الخبير الرياضي العريق الذي يزور الرياض حالياً بدعوة قدمها له معهد إعداد القادة لعقد لقاء مفتوح سيقدم فيه جزءا من تجربته الرياضية الثرية، نعم يا كرام، هكذا أصبحت برامج المعهد الثرية الحديثة والمتطورة، وهذا أحدها وليس أبرزها.
الإيطالي كابيلو لم يكن أول الخبراء الرياضيين الذين استقطبهم المعهد مؤخراً ولن يكون الأخير، فطموح وسعي رجال المعهد الجدد كبير لدرجة تجعل التفاؤل حاضراً في ذهني وبقوة.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة