يوم الأغذية العالمي 2025.. مبادرات إماراتية عابرة للقارات تكافح الجوع

يحل، الخميس، يوم الأغذية العالمي 2025، في وقت تتواصل فيها مبادرات الإمارات الإنسانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم.
تأتي تلك المناسبة بالتزامن مع إعلان دولة الإمارات، الخميس، تقديم مساعدات إغاثية عاجلة لقرابة 40 ألف أسرة متضررة من الزلزال الذي ضرب جزيرة سيبو وسط جمهورية الفلبين.
أيضا تحل تلك المناسبة بالتزامن مع مواصلة مبادرة "الفارس الشهم 3"، عمليات تحميل "سفينة الإمارات الإنسانية" بالمساعدات الغذائية والطبية والإيوائية تمهيدا لإرسالها إلى غزة دعما للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إطار الحرص المستمر على تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجات أهالي القطاع.
مبادرات تتواصل ضمن جهود الإمارات لإرسال مساعدات غذائية عاجلة إلى ضحايا الحروب والصراعات والمتضررين من الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
ويحتفي العالم في 16 أكتوبر/ تشرين الأول بـ"يوم الأغذية العالمي 2025" ، الذي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة.
ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار "يداً بيد من أجل أغذية ومستقبلٍ أفضل"، ليركز على التعاون على نطاق العالم لبناء مستقبل سلمي ومستدام ومزدهر وآمن غذائيًا، وهو ما تقوم به دولة الأمارات عبر قيادة وحشد الجهود الدولية من أجل تحسين إنتاج الغذاء، وتأمين استدامة سلاسل توريد المواد الغذائية، ومكافحة الجوع في العالم عبر مبادرات إنسانية وتنموية، تجمع بين العطاء والابتكار.
مبادرات عابرة للحدود
وفي إطار جهودها لتطبيق شعار يوم الأعذية العالمي على أرض الواقع، أعلنت دولة الإمارات، عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تقديم مساعدات إغاثية عاجلة لقرابة 40 ألف أسرة متضررة من الزلزال الذي ضرب جزيرة سيبو وسط جمهورية الفلبين ، وذلك بإشراف سفارة دولة الإمارات في مانيلا، وبالتعاون مع الجهات والسلطات المحلية المختصة، ودعماً للجهود الوطنية التي تبذلها الحكومة الفلبينية لمواجهة آثار الكارثة.
تأتي هذه الاستجابة انطلاقاً من رسالة دولة الإمارات الإنسانية، وتجسيداً لمسؤوليتها الدولية تجاه الشعوب والمجتمعات التي تتعرض للكوارث الطبيعية والأزمات، وحرصها على التخفيف من معاناة المتضررين، وتسريع جهود التعافي المبكر وتعزيز الاستقرار.
مساعدات استبقتها الإمارات، بتقديم سلال غذائية لـ “1000” أسرة من شريحة الأيتام والنازحين بمديريات الساحل الغربي باليمن.
أشرف على تقديم المساعدات - الهلال الأحمر الإماراتي - الذي لعب دوراً رئيسياً في تنظيم العمليات اللوجستية وتوزيع السلال الغذائية على الأسر المستهدفة لمساعدتها على مواجهة التحديات المعيشية والتخفيف من معاناتها في ظل الظروف الصعبة التي تمربها.
يأتي هذا فيما تتواصل، ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، عمليات تحميل "سفينة الإمارات الإنسانية" بالمساعدات الغذائية والطبية والإيوائية تمهيدا لإرسالها إلى غزة دعما للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إطار الحرص المستمر على تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجات أهالي القطاع.
وتتم عمليات تحميل المساعدات بوتيرة متسارعة بالتنسيق مع عدد من الهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات، بما يعكس تكامل الجهود الوطنية واستجابة الدولة السريعة لتقديم العون الإغاثي العاجل للشعب الفلسطيني الشقيق.
وتعد هذه السفينة امتدادا للجسر الإنساني الإماراتي المتواصل إلى غزة، تأكيدا على التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
ورسمت دولة الإمارات على مدار عامين ملحمةً إغاثيةً إنسانيةً، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكلٍ خاص، والعمل الإنساني بشكلٍ عام، في مسارٍ توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، التي تُبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع، إذ تؤكّد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.
وبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها منذ بدء عملية "الفارس الشهم 3" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم نحو 90 ألف طن، بتكلفة 1.8 مليار دولار.
ووقعت دولة الإمارات، في يونيو / حزيران 2024، اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، خصصت بموجبها مساعدات بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لتقديم مساعدات غذائية طارئة للشعب السوداني الشقيق، كما خصصت في هذا الإطار مبلغ 5 ملايين دولار لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".
ترجمة لسياستها التي تضع "الإنسانية أولا" في تعاملها مع تلك الأزمة، تواصل الإمارات تقديم مساعداتها الإنسانية العاجلة عبر قنوات أممية وشراكات دولية، مركزة على تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح، دون أي مقابل سياسي، رغم محاولات التشويه المستمرة من قبل سلطة بورتسودان.
وضمن جهودها المتواصلة في هذا الصدد، عقدت الإمارات وإثيوبيا والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في 14 فبراير/ شباط 2025 "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأعلنت الإمارات خلاله عن تقديم تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان، ليصل إجمالي المساعدات إلى 680 مليون دولار منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل / نيسان 2023، وإلى 3.5 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية.
وخلال العام الجاري، سارعت الإمارات إلى إرسال مساعدات غذائية عاجلة إلى عدد من الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية مثل أفغانستان وجمهورية اتحاد ميانمار والصومال.
مبادرة "مليار وجبة"
أيضا تحل تلك المناسبة فيما يجنب العالم ثمار إحدى أبرز المبادرات الإماراتية الملهمة لمكافحة الجوع في العالم.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في يوليو/ تموز الماضي إنجاز المشروع الإنساني، الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وخلال 3 سنوات، أتم المشروع خلال شهر يوليو/ تموز الماضي توزيع مليار وجبة في 65 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يتم توزيع 260 مليون وجبة إضافية خلال العام القادم.
جاء إطلاق تلك المبادرة النوعية بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة مئات الملايين في العالم.
ويعاني نحو 673 مليون شخص من الجوع بسبب النزاعات والتغيير المناخي وحالات الانكماش الاقتصادي، في حين يعجز حوالي 2.8 مليار شخص في العالم عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، وذلك وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".
وتعد مبادرة "مليار وجبة"، أكبر مبادرة إطعام من نوعها في المنطقة، وتسعى إلى توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، وذلك في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون في المجتمعات كافة من دون تمييز.
مكافحة سوء التغذية بأفريقيا
وقبيل شهر من هذا الإنجار الإنساني، أعلنت حملة "المليار وجبة"، يونيو/حزيران الماضي إنجاز مشاريع نوعية لمكافحة سوء التغذية في 3 دول أفريقية هي النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف"، وذلك ضمن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي بدأت في العام 2022، من أجل دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم وتمكينها من تلبية احتياجاتها الغذائية وتوفير العيش الكريم لأفرادها.
تعزيز الأمن الغذائي
وإضافة إلى مبادرات الإمارات الرائدة لمكافحة الجوع، تولي دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اهتماماً بالغاً بتقوية دعائم الأمن الغذائي العالمي من خلال بناء شراكات إستراتيجية دولية ومبادرات وبرامج وخطط متميزة.
مبادرات وبرامج وخطط تُجسد المسؤولية العالمية والوطنية لدولة الإمارات نحو معالجة أزمة الأمن الغذائي العالمي وتحدياتها، ووضع الحلول المناسبة لها عبر توفير وتوزيع المساعدات الغذائية الأساسية للمجتمعات والشعوب المُحتاجة، إذ بلغت قيمة المساعدات الإماراتية الخارجية المُوجهة لدعم الأمن الغذائي حتى عام 2024 نحو 18 مليار درهم.
وتعد مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" التي تقودها دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، من أبرز الخطوات العملية التي شهدها العالم مؤخرا لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية، إذ تضمنت المبادرة عند إطلاقها في نوفمبر 2021 تعهدا باستثمار 4 مليارات دولار في أنظمة ومشاريع الزراعة المبتكرة حول العالم، وتم في مايو/ أيار 2023 الإعلان عن زيادة الاستثمار لأكثر من 13 مليار دولار.
على صعيد ذي صلة، انضمت دولة الإمارات إلى "مبادرة التطور الزراعي" بقيادة المملكة المتحدة والتي تسعى بشكل أساسي إلى جعل الزراعة المستدامة المقاومة للمناخ، الخيار الأكثر جاذبية واعتماداً لدى المزارعين في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.
وأعلنت دولة الإمارات، في فبراير/ شباط 2024، عن اعتماد مبادرة للتعاون الثلاثي مع جمهورية البرازيل الاتحادية وجمهورية كوبا، لتعزيز الأمن الغذائي وتقديم مساعدات غذائية بقيمة 50 مليون دولار.
وخلال مؤتمر الأطراف "COP28" الذي استضافته الإمارات ديسمبر/ كانون الأول 2023، وقعت 134 دولة على إعلان "COP28" بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي الأول من نوعه، كما أعلنت عن حشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ.
مبادرة محمد بن زايد للماء
ومن مكافحة الجوع إلى مواجهة تحدي ندرة المياه تتواصل مبادرات الإمارات.
ويحل يوم الأغذية العالمي 2025، فيما يواصل العالم جني ثمار "مبادرة محمد بن زايد للماء".
ولمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء، تم إطلاق "مبادرة محمد بن زايد للماء" يوم 29 فبراير/شباط 2024، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
وضمن أحدث جهودها، عقدت "مبادرة محمد بن زايد للماء" و"مجموعة الموارد المائية 2030" التابعة للبنك الدولي، سبتمبر/ أيلول الماضي اجتماع طاولة مستديرة رفيع المستوى بشأن إعادة استخدام المياه، وذلك على هامش الدورة الـثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحضور أكثر من 45 شخصية من قيادات القطاعين العام والخاص، ومؤسسات النفع العام، والشباب، بهدف استكشاف سبل توسيع نطاق إعادة استخدام المياه، ودورها كحل فعال لمواجهة أزمة ندرة المياه العالمية.
أيضا في إطار تنفيذ أهداف المبادرة، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع مارس/آذار 2024 الإعلان عن شراكة بين "مبادرة محمد بن زايد للماء" ومؤسسة "إكس برايز" الأمريكية، بهدف إطلاق مسابقة "إكس برايز للحد من ندرة المياه" التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار، لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
أيضا في إطار تحقيق أهداف المبادرة، لمعالجة ندرة المياه العالمية من خلال تقنيات مبتكرة ومتقدمة، وقّعت "مبادرة محمد بن زايد للماء"، مذكرة تفاهم، مايو/ آيار الماضي مع معهد تحلية مياه البحر والاستخدام متعدد الأغراض التابع لوزارة الموارد الطبيعية “تيانجين” في جمهورية الصين الشعبية، لتعزيز التعاون وتسريع تطوير حلول الابتكار التكنولوجي في مجال تقنيات تحلية المياه.
وتعد الإمارات من أبرز المساهمين في تمويل وتنفيذ مشروعات توفير مياه شرب النظيفة للمحتاجين حول العالم، وذلك عبر مجموعة من المؤسسات مثل صندوق أبوظبي للتنمية، ومؤسسة "سقيا الإمارات"، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها من الجهات الوطنية الناشطة في هذا المجال.
مبادرات تتوالى لمواجهة أبرز تحديات البشرية وتعزيز التضامن الإنساني تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم والأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.