دبلوماسية الإمارات في نيويورك.. من التضامن الخليجي إلى شراكات عالمية (صور)

في قلب العمل الدبلوماسي ترسخ دولة الإمارات مكانتها كجسر للتواصل وقطب فاعل في دفع عجلة السلام والازدهار عالميا.
ففي هذه الأيام وعلى هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، تتواصل فعاليات الدبلوماسية الإماراتية النشطة.
دبلوماسية تترجمها لقاءات رفيعة المستوى، كخلية نحل تلتقي عند التضامن الخليجي، وترسيخ السلم والأمن الدوليين وبناء شراكات استراتيجية شاملة.
التضامن الخليجي
في إطار التضامن الخليجي المتين، شارك خليفة شاهين المرر، وزير دولة، في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشارك في الاجتماع أيضا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث بحثوا سبل تعزيز مسيرة التعاون والتنسيق المشترك، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع في منطقة الخليج.
وجدد المشاركون التضامن التام مع دولة قطر ودعمها الكامل لكل ما من شأنه حماية أمنها والمحافظة على سيادتها.
كما بحثوا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها، كما تطرق الاجتماع إلى أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية بما يعزز الأمن والسلم الدوليين.
دبلوماسية متعددة المحاور
بدوره، قاد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، حزمة من اللقاءات الثنائية المكثفة شملت:
الدكتور سيدي ولد التاه، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، لتعزيز التعاون الإنمائي.
السفير مارتن كيماني، الرئيس والمدير التنفيذي للمركز الأفريقي في نيويورك، لتوطين التعاون مع القارة.
إيكيشوكوو أنوكه، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة "زوري هيلث" الصحية، للاستفادة من حلول التكنولوجيا الطبية.
باولو غوميز، الرئيس التنفيذي لشركة "كونستيلور إنفستمنتس"، لبحث فرص الاستثمار الواعدة.
دعم السلام الإقليمي
على صعيد القضايا الإقليمية، شارك الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، في العشاء الوزاري السنوي حول السلام في الشرق الأوسط.
عشاء استضافه المعهد الدولي للسلام، مما يبرز الدور الدبلوماسي الإماراتي الراسخ في دفع مسارات الحلول السياسية والدعوة إلى الاستقرار.وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
جسور إنسانية
كذلك شاركت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، وسلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، في توقيع إعلان حماية العاملين الإنسانيين.
وجاء التوقيع على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب ما نشره حساب البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، فقد أكدت دولة الإمارات مجددا على التزامها الراسخ بالقانون الدولي الإنساني، بما يشمل واجب احترام وحماية العاملين الإنسانيين، وضمان إيصال المساعدات إلى المحتاجين بشكل عاجل وآمن ودون عوائق.
وشددت دولة الإمارات على أنها ستواصل العمل عن كثب مع شركائها الدوليين والأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم.
مشاركة فعالة
ويرأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وفد دولة الإمارات المشارك في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشارك وفد دولة الإمارات إلى جانب الدول الأعضاء والمسؤولين في الأمم المتحدة والشركاء المعنيين، في مناقشات تركز على التحديات العالمية الملحة، وسبل تعزيز العمل الدولي الجماعي لإيجاد حلول مشتركة لها، كما تركز المناقشات على سبل مواجهة التهديدات الدولية للسلام والأمن.
وتتسق أولويات دولة الإمارات في هذه الدورة مع نهجها الثابت في تعزيز العمل متعدد الأطراف، وتشمل:
إصلاح الأمم المتحدة لتصبح أكثر كفاءة وفاعلية.
تعزيز العمل الإنساني وحل النزاعات وتعزيز التعايش السلمي.
دعم تمكين المرأة في مجالات السلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة.
تيسير التعاون الدولي واتخاذ إجراءات لمواجهة تحديات التغير المناخي والمياه.
ركيزة لمعالجة التحديات العالمية
وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أن التعاون الدولي يشكل ركيزة أساسية لمعالجة التحديات العالمية الراهنة وإيجاد حلول مستدامة لها، مشددا على التزام دولة الإمارات بدعم الجهود المشتركة لبناء عالم أكثر سلاما واستدامة وشمولية.
كما شدد على توافق توجهات دولة الإمارات مع "مبادرة الأمم المتحدة 80"، مؤكداً حرص الدولة على دعم منظومة أممية أكثر كفاءة وفاعلية، قادرة على تحقيق أهدافها الأساسية بموجب الميثاق، وتدعم مبادئ القانون الدولي.
وأضاف "عندما نتطلع إلى الثمانية عقود القادمة، يجب أن تكون الأمم المتحدة أكثر مرونة وكفاءة وفاعلية، قادرة على قيادة العمل الجماعي، وتوحيد الجهود الدولية، وتحويل تحديات اليوم إلى فرص لبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.
وسيشارك وفد دولة الإمارات في الدورة الحالية في العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، من ضمنها: مؤتمر حل الدولتين، وقمة المناخ للعمل التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والاحتفاء بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، وبالذكرى الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة العالمي الرابع المعني بالمرأة، وإطلاق الحوار العالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي.
عمل متعدد الأطراف
من جهته، قال السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إن أولويات الدولة في الدورة الحالية للجمعية العامة تستند إلى رؤية واضحة، مفادها أن العمل متعدد الأطراف يشكّل الإطار الأساسي لمعالجة الأزمات المتشابكة التي يواجهها العالم.
واعتبر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة منصة محورية للتصدي للتحديات الملحّة التي تواجه السلم والأمن الدوليين، وتلك التي تعيق التقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أنه هذا السياق، فإن تعزيز تعددية الأطراف والتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليس خياراً، بل ضرورة لبناء مستقبل أكثر أمناً وعدلاً وازدهاراً للجميع.